رفض حمدين صباحي -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- حكومة الجنزوري التي قام بتشكيلها مساء اليوم (الجمعة)؛ معتبرًا أن المجلس العسكري أخطأ في تعيينه؛ رغم احترامه الشديد له؛ مشيرا إلى أنه يحترم الجيش المصري؛ ولكنه يرفض اهتمامه بالسياسة. ودعا صباحي إلى الفرح بمشاركة الشعب في الانتخابات؛ حتى ولو كان بسبب الغرامة؛ واصفًا الانتخابات بأنها حدث تاريخي في تاريخ مصر؛ لأنها الأولى بدون تزوير أو عنف، والنتيجة أننا سنحصل على مجلس تم اختياره بحرية وبثقة الشعب وبنزاهة، وهذه هي أول ثمار ثورة 25 يناير؛ مشيرًا إلى أنه منذ عام بالضبط كان ينسحب من الانتخابات بسبب تزوير أحمد عز. وكشف أن حزب الوفد خرج من التحالف الديمقراطي؛ بسبب ترتيب القوائم الانتخابية، وكاد حزب الكرامة أن يخرج أيضًا؛ إلا أنه رأى أن تحالف الأحزاب الليبرالية مع الأحزاب الإسلامية ليس غريبًا ما دامت الأهداف مشتركة؛ موضحًا أن الاتفاق مع الإخوان المسلمين لا يعني خيانة قناعة فكرية لحزب الكرامة، وأن حلمه أن ينجح هذا التحالف وأن تتفق القوى والأحزاب معًا؛ وذلك في خلال حوار خاص لبرنامج "الحقيقة" الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي. وقال إن حزب الكرامة ارتضى دخول تلك الانتخابات بهذه الطريقة، وهو مرشح للفوز بعدد قليل من المقاعد في البرلمان، ستكون أقل بالتأكيد من قيمته السياسية؛ إلا أن العبرة الآن ليست بمن يحصد أعلى المراكز في الانتخابات البرلمانية؛ ولكن العبرة أننا حصدنا الطريق الديمقراطي. واعتبر أن حزب الحرية والعدالة أخطأ؛ لأنه لم يكن حريصًا على تحالف سياسي واسع؛ لأن مستقبل مصر لن ترسمه قوة سياسية واحدة سواء كانت ليبرالية أو دينية؛ مفسرًا ذلك بأن التيارات الدينية كانت منعزلة، ولكنهم دخلوا الآن معترك السياسة، ولكنه توقع ألا يحدث تصادم بين الإسلاميين والمجلس العسكري بسبب الحكومة الجديدة. وأكد أنه كمصري يوافق على برنامج التحالف الديمقراطي الذي اتفق عليه مع الإخوان؛ ويتضمن: احترام الهوية الدينية للمصريين (مسلمين أو مسيحيين)، وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ داعيًا إلى البحث عن أي تحالف يعبر عن شخصية مصر وليس أيديولوجية معينة. وتحدى صباحي أن يستطيع أحد في مصر الآن أن يقول كلاما ضد الدين سواء مسلمين أو مسيحيين؛ وذلك لأننا شعب متدين جدًا. وحذّر الإخوان أو السلفيين أو أي قوة أخرى مهما كانت من التفكير في الانفراد بالسلطة في مصر، كما حذّر الأحزاب من التحكم في انتخابات الرئاسة؛ لأن الجميع سيقف ضدهم، والبسطاء في الأحياء الشعبية والقرى هم أصحاب القرار؛ لافتا إلى من يحكم مصر لا بد أن يحترم التنوع الفكري في البلاد، والحاجة إلى التقارب، مع الإبقاء على التقدير والاحترام في حالة الاختلاف. وبسؤاله عن أن الإخوان المسلمين يرون أن عبد الناصر سفاح دمّر مصر؛ نفى ذلك قائلا: إن الإخوان يحترمون عبد الناصر، وإنه لم يسمع من عقلائهم أي كلام عنه؛ مؤكدا أنه أكبر من أن يتم اختزاله في هذا الكلام. وشدّد على أن جمال عبد الناصر في قلبه ومشاعره ووجدانه، وليس قميصًا يرتديه فهو حلم يسعى لتحقيقه؛ لافتًا إلى أن خلافات عبد الناصر مع الإخوان لم تكن صراعًا على السلطة؛ وإنما خلافات سياسية؛ معتبرًا أن الرابط -من وجهة نظره- بين ثورتي يوليو و 25 يناير، هو أن أهدافها كانت واحدة: عيش.. حرية .. عدالة اجتماعية. وفي تساؤل آخر عن اعتصامات التحرير، ردّ بأنه من حق الشباب الذين واجهوا قنابل الغاز أن يرفعوا شعار "يسقط المشير"؛ وأن ميدان التحرير هو قيمة معنوية لمصر، وفي كل الأحوال هو ميدان الثورة، ولا بد من أن تكون الميادين حاضرة والشعب المصري مستيقظ في كل وقت؛ حتى نتأكد من تنفيذ الوعود.