السلام عليكم.. أنا عندي 22 سنة، وبحب واحدة أصغر مني ب6 سنين، بس أنا بحبها أوي وهي كمان بتحبني، بس هي ماعندهاش ثقة في أي راجل؛ لأن والدها عرف واحدة تانية على مامتها، وكان عايز يتجوزها، بس مامتها عرفت وعملت مشكلات كتير أوي. وكان هيحصل طلاق على الرغم من إن باباها ومامتها كانوا بيحبوا بعض أوي، والمشكلات خلصت لكن باقي تأثيرها على حياة البيت كله، دايما فيه مشكلات بين باباها ومامتها، وهي عاشت ده كله، ودايما بتقول لي: "إنت هتعمل زي ما بابا عمل مع مامتي". مع العلم إني كنت أعرف بنات كتير قبلها، وقلت لها عليهم علشان مش عايز أخبّي عليها حاجة، ومش عارف أعمل إيه علشان أخليها تثق فيّ وفي نفسها كمان. وعلى فكرة أنا وعدتها إني عمري ما هازعّلها وهافضل معاها طول ما أنا عايش، وأنا عرّفت باباها ومامتها وكمان بابايا ومامتي إني بحبها.. أعمل إيه علشان تبطل شك؟ ghaly وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أخي بارك الله فيك وفي لغة حديثك، واحترامك للفتاة التي تنتوي الارتباط بها. لي تحفّظ واحد وهو أن كليكما وخاصة الفتاة في مرحلة عمرية يصعب معها تحديد صدق المشاعر، أو بالأحرى ما إذا كانت مشاعر حب حقيقي أم تعلّق وارتياح. فالحب الحقيقي مبنيّ على أسس سليمة تتفق مع شخصيتنا وتفكيرنا والمواصفات التي نرجوها في شريك العمر، أما التعلق والارتياح فناتج عن الإعجاب واعتياد الرؤية. لذا فأرجوكما أن تداوما على الصلاة والتقرب من الله؛ ليهيئ لكما من أمركما رشدا، ويظهر ما إذا كان في هذا الارتباط خير لكما، بشرط أن تثقا في أن الله لا يقدّر لنا إلا الخير مهما تصورنا أنه شرّ. وتذكّر معي قول الرسول الكريم لابن عباس: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك". بالنسبة لخوف الفتاة فهذا شعور طبيعي 100%؛ ولكن أن يصل للحدّ الذي يفقدها الثقة في كل من حولها فطبعا هنا تكمن الإشكالية. وهنا يظهر دور الأسرة وتحديدا الأم؛ في أن توضح لأبنائها إناثا أو ذكورا أن حدوث الخلافات مهما كان حجمها أمر وارد في أي أسرة، وأن الاحترام هو أساس أي ارتباط بين اثنين بدءا من الخطبة وطول العمر بإذن الله، وأن يحرص الوالدان على أن لا يتحدثا بما لا يليق عن الطرف الآخر أمام الأبناء. لذا علينا أن نستخير الله عز وجل في اختيار شريك الحياة، وأن نضع المواصفات التي نرجوها نصْب أعيننا، ولا نتوقع أن أي صفة لا ترتضيها ستتغير بسهولة مع الأيام، كالبخل والكذب وعدم القدرة على تحمّل المسئولية. ذكرت لنا أنك أخبرت أسرتها بمشاعرك تجاهها؛ أي أن لك علاقة جيدة بهم، لذا أنصحك بأن تلجأ إليهم، وأن تطلب من والدتها الكريمة أن توضح لها أن كل الرجال ليسوا والدها، وأن الخطأ يمكن أن يكون مشتركا بين الرجل والمرأة، وكلما اعترف الاثنين بالخطأ تجاه الآخر كلما تمكنا من تحقيق السعادة، مع التمسك بالاحترام والودّ وعدم قطع كل خيوط المحبة مهما كانت الخلافات. يجب على الأم أن تساعد ابنتها خاصة في هذه السن الصغيرة على تحمل مسئولية الاختيار ووضع القرار. ولا نستطيع أن نغفل دور والدها الكريم في أن يوضح لابنته الأسباب التي دعته للإقبال على الزواج بأخرى، وألا يقول عيب، أو ابنتي صغيرة على تفهم الأمور فهذا يزيد الأمور تعقيدا. أما أنت فكل ما عليك أن تراعي الله بكل قوتك وتتمسك بما أمرنا به، وتحترم علاقتك به أولا؛ لتستمد منها احترامك لعلاقتك بهذه الفتاة التي تعاني مشكلة نفسية، فلا تكون أنت مشكلة أخرى في حياتها. وقلت في رسالتك: "وعلى فكرة أنا وعدتها إني عمري ما هازعلها وهافضل معاها طول ما أنا عايش"؛ الوعد لا يكفي إذا لم يقترن بالفعل؛ لذا لا تكثر من محادثتها ما دام لا يوجد مسمى لعلاقتكما، وتأكد من أن شعور الفتاة بصدق مشاعرك والتزامك وخوفك عليها فعلا لا قولا، هو أكبر دليل على أنك تستحق ثقتها. أعطها وقتها للتفكير ولا تضغط عليها، وتأكد أخي الصغير أنك كلما تمسّكت باحترامك وتقديرك لهذه الفتاة، وكلما وضعت مرضاة الله نصب عينيك؛ كلما حقق لك كل ما ترجوه. أدعو الله لكما بالتوفيق والسعادة وراحة البال.