"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير.
"هو وهي" طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
*********************************
لو اتنين بيحبوا بعض فعلا، وحصلت ظروف وبعدوا عن بعض لأي سبب ولأي مدة طالت ولا قلّت ممكن حبهم يخلص وينتهي، ويطبّقوا هم الاتنين أو حتى واحد فيهم على الأقل المثل اللي بيقول: "البعيد عن العين بعيد عن القلب"؟؟! ولا مش ممكن الحب يتأثر بأي بُعد بين الاتنين، وبيفضل دايما عايش جواهم حتى لو ماكانش فيه بينهم أي اتصال من أي نوع؟! في ذلك تعددت الآراء وتنوعت التجارب: ما دامت الثقة موجودة يبقى ليه نخاف من البُعد "أحمد": خايف تنساني ومدة سفري تطول عليها، أنا عارف إنها بتحبني ومتأكد جدا كمان، بس برضه خايف، أنا اتفقت مع أهلها على سنتين وأكون جاهز، ومش عارف هاقدر أوفي بوعدي ليهم ولا لأ.. بس فعلا لو ضاعت مني هاكون خسرت أغلى حاجة عندي في الدنيا؛ خاصة أني مش عارف ظروفي هناك هتكون إزاي؟ وهل هاعرف اتصل بيها وأفكّرها بي دايما ولا لأ؛ علشان تفضل على طول حاسة إني جنبها ومانسيتهاش.. حقيقي أنا محتار. وزي ما شفنا حكاية "أحمد" وخوفه منقسم لقسمين؛ أولهم: خوفه من نسيان حبيبته وخطيبته ليه لو بعد عنها، وإن حد تاني يشغلها ويشاغلها؛ لو هو قصّر معاها وتبطل تحبه، وقسم تاني: خايف على زعلها منه؛ لو حست إنه نسيها، وشغله أخده منها، وإنه مابقاش مهتم بيها. وفي رأيي الخوف ده شيء صحي وإحساس إيجابي، بس لو مازادش عن حدّه.. أما من ناحية خوفه من انشغالها بغيره؛ فدي المفروض إنها مرحلة فات أوان اختبارها؛ بدخوله البيت، وموافقتها على الارتباط بيه هي وأسرتها، فهو المفترض قبل ما يقرر الارتباط يكون عارف قيمته عند الإنسانة اللي قرّر يرتبط بيها، وكمان يكون عارف أخلاقها وطريقة تصرفها في المواقف المختلفة سواء خطّط هو للمواقف دي أو جاءت صدفة، المهم إنه يكون عارفها كويس، وعلى حسب المعرفة دي يكون رد فعله، فلو اطمأن ليها ولإخلاصها يبقى خلاص مافيش داعي للقلق، أما لو غير كده يبقى ينهي الموضوع هو أحسن قبل ما تكون نهايته مؤلمة للطرفين. أما خوفه من زعلها منه واحتمال إنها تحس إنه انشغل عنها أو الغربة أخدته والبعد خلاه يتعود يعيش من غيرها، فدي برضه ليها حل، وهو عمل جزء مهم منه فعلا بدخوله البيت، وإعلانه رغبته في الارتباط بيها قدام أهلها وأهله، واللي فاضل بس حاجات صغيرة؛ زي مكالمة كل فترة أو جواب أو حتى رسالة على الإميل وقت لما يكون فاضي، ويا ريت قبل ما يسافر يكون معرّفها ظروفه.. ساعتها ماعتقدش أبدا إنها ممكن تزعل من بُعده وانشغاله، وعلى الأقل ساعتها هيكون عمل اللي عليه ويسيب الباقي على ربنا. تلاكيك مش بعاد "سلمى": غصب عني اتعلقت ب"عُمر"؛ لكن في نفس الوقت مش هاقدر أسيب خطيبي؛ خاصة إننا تعبنا أوي، واتحدينا الجميع علشان نكون لبعض؛ لكن هو انشغل عني أوي، وبقيت أنا بس اللي لازم أسأل عنه ولو ماسألتش، هو كمان ولا يسأل لحد لما بدأت أشك إنه بدأ يزهق مني وخلاص مش عايزني، ولما حسيت باهتمام من "عمر" حاولت أقاوم بس ماعرفتش؛ لأني من حقي أحسّ باهتمام وبأني مرغوبة، وإن فيه حد بيحبني ومشغول بيّ، وأنا دلوقتي مش عارفة أنا بحب مين وعايزة إيه؟! "مروان": أنا خلاص اتخنقت؛ نفسي أحس بحبها، نفسي تحسسني إنها جنبي وبتخاف عليّ، مش عارف منين كل ما أسألها عن مشاعرها ناحيتي تقول لي إني الوحيد اللي في قلبها، ومنين عايزانا نبعد عن بعض؛ لحد لما نخلّص دراستنا، ونقدر نتخطب ونتجوز، يعني هي الدنيا هتطير، ويعني لما أكلمها في التليفون، أو لما نتكلم مع بعض على النت، أو لما أقابلها بس علشان اطمئن عليها.. كتير عليّ؟ أنا عارف إنها محترمة، بس كان نفسي تبقى واثقة فيّ وفي حبي، وتعاملني بشكل مختلف عن باقي الناس، وتحسسني إنها دايما عايزاني، وإني دايما واحشها، مش تقول لي نبعد ولو حبنا حقيقي مش هيتأثر، أما لو غير كده يبقى عرفنا وإحنا لسه على البر، يعني إيه؟ أنا مش فاهم، وكمان مش قادر أقاوم البنات اللي حواليا، وكل واحدة فيهم بتبعت لي رسايل، ومكالمات... وحاجة كده تحسس الواحد إن ليه قيمة، مش مركون على الرفّ. ************************** وفي الحالات اللي زي "سلمى" و"مروان" ممكن لأول وهلة نتعاطف معاهم، ونحطهم في خانة المظلومين في الحب، واللي مش لاقيين التقدير والاهتمام الكافي من الطرف التاني في علاقتهم. لكن رأيي وبصراحة إنهم غالبا بيكونوا غلطانين، والذنب ذنبهم قبل أي حد تاني، فلو فرضا وإن كان فعلا الطرف التاني انشغل عنهم؛ فده مش معناه عدم الحب أو التجاهل؛ لكن لازم يقدروا الظروف دي؛ خاصة زي ما قلنا قبل كده كتييير لو كانت ظهرت لهم حاجة فعلا تؤكد وجود مشاعر حقيقية. وحتى لو ظهر ليهم إنه فعلا فيه تغيير وتجاهل من الطرف التاني فمايكونش البديل أبدا هو الدخول في علاقة تانية -أيا كان المسمى بتاعها- مع الاستمرار في العلاقة الأولى؛ لأن ده أمر مرفوض تماما، ولو وصل للطرف التاني في العلاقة وكان مظلوم فعلا يبقى كده هم اللي أنهوا العلاقة بنفسهم، وجنوا على حبهم بإيديهم. والخلاصة واللي عايزة أقوله إن الحب مالهوش دعوة بالبعد أو بالقرب ما دام فيه ثقة بين الطرفين، واحترام متبادل، واحتياج حقيقي، ومراعاة كل طرف لمشاعر الطرف التاني، فلو توافر كل ده فلا البعد هينسِّي ولا القرب هيأثَّر.
اقرأ أيضا هو وهي: لو بتحبها أوعى تنقد شكلها هو وهي: اعرف إمتى تقول للحبstop