عندي 32 سنة، موظفة ومتزوجة وعندي ولد وبنت والحمد لله، في الشغل زميل لي متزوج وعنده ثلاث بنات. المشكلة: فيه اهتمام زايد من ناحيته لي، بيطلب مني كل أما أروح أتصل بيه أعرّفه إني موجودة علشان ييجي ويشوفني وأنا محتارة، ومش عارفة أعمل إيه لأني غلطت من البداية لما إديته رقم تليفوني. الموضوع ده شاغلني ومحيرني، ومش عارفة أعمل إيه لأني حاسة إني باعمل حاجة غلط وخايفة. على فكرة أنا مدرسة وإحنا في فترة الإجازة وساعات بيرن علي على الموبايل، ولما جوزي بيسألني باقول له: ده رقم غلط. رحت الشغل يوم السبت اللي فات، ومش عارفة إيه اللي خلاني أتصل عليه أقول له إني رايحة، المهم جه واتكلمنا شوية، وبعدين عرض عليّ إنه يوصلني بعربيته لمدرسة ابني. الحالة اللي أنا فيها ما لهاش وصف من يومها؛ وخصوصا لأني عمري ما خبيت حاجة على زوجي، والله العظيم أنا باكتب والدموع بتنزل من عينيّ، وحالتي النفسية زي الزفت دلوني أعمل إيه؟
الحائرة نشكرك على تحيتك الجميلة وندعو لك بكل الخير والسعادة.. وأحترم مشاعرك بشدة، وأصدق دموعك، وأدعو لك من كل قلبي بالخلاص من هذه المعاناة التي لا يستفيد منها إلا إبليس اللعين وزميلك المخادع.. فإبليس اللعين "يزين" لنا "الانزلاق" في المعاصي ليجرنا إلى الفواحش، ومن المؤكد أننا إذا وقفنا على أي منحدر "وتركنا" أنفسنا فإننا سنهوي إلى القاع دون أن نشعر وبأسرع مما نتخيل.. وقد أطلقت على زميلك لقب المخادع وهو أكثر لفظ مهذب يمكن إطلاقه عليه.. فمن الواضح أنه "يحترف" الإيقاع بالمتزوجات؛ فقد بدأ بالاهتمام "الزائد" وهو الطعم الذي يلقي به الرجال العابثون لاصطياد النساء والفتيات على حد سواء.. وأتمنى أن تتذكري أنه لا يوجد رجل يقدم الاهتمام الزائد "مجانا"، وأنه مجرد وسيلة للإيقاع بالمرأة، وأن هناك من يفضلون المتزوجات؛ لأنهن لن يطالبن بالزواج، ويسهل على العابثين الخلاص منهن بعد الحصول على "أقصى" ما يمكن الحصول عليه منهن عاطفيا وجسديا؛ فهل هذا ما يمكن أن "تقبليه" لنفسك؟ وأتمنى ألا تقولي: ولكن زميلي يعاملني باحترام؛ فالحقيقة عكس ذلك؛ فهو لا يمكن أن يقبل أن "يفكر" أي رجل في الاقتراب من زوجته أو بناته، ومع ذلك يطاردك بالاهتمام الزائد، ولا يوجد أي معنى لمطالبته لك بإخباره بوصولك لعملك لكي يتحدث معك؛ إلا أن ذلك مؤشر "واضح" أنه يريد استدراجك لخيانة نفسك "قبل" خيانة زوجك.. واحترمت كثيرا قولك أنك أخطأت عندما أعطيته رقم هاتفك المحمول، وتوقفت كثيرا عند قولك: أنك لم تعرفي لماذا أخبرته بذهابك للعمل أثناء الإجازة الصيفية؛ فقد فعلت ذلك استجابة "للإلحاح" الذي مارسه عليك، وربما "زيّن" لك إبليس بأن ما تفعلينه ليس حراما، وأنه مجرد كلام "بريء" من زميلين.. والحقيقة أنه ليس كذلك؛ ففي الحديث الشريف: "الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".. وقد تألمت كثيرا لأنك "بدأت" الكذب على زوجك، وصارحيني لأمانتي؛ فهذا هو الاسم الحقيقي "لتعمدك" إخبار زوجك بأن من يقوم بالاتصال بك هو رقم خاطئ؛ بينما "تعلمين" أن زميلك هو المتصل.. ولابد من وقفة هادئة مع النفس قبل التمادي في أي "كلمة" مع زميلك.. فمن الذكاء التمهل قبل الاندفاع في علاقة تؤدي إلى التهلكة الدينية والدنيوية. والأولى معروفة بالطبع.. والثانية لأنها الطريق "المؤكد" للفضائح؛ فلا شيء يستمر في الخفاء طويلا، وأنت "أغلى" من أن تفعلي ذلك بنفسك وتخسري احترامك لنفسك وسعادتك مع زوجك وأطفالك.. لذا فأمامك خياران لا ثالث لهما.. إما الاستمرار في "السماح" لزميلك" باستغلالك ودفع الفواتير الباهظة لذلك.. أو حسم أمرك وقطع علاقتك به نهائيا والمسارعة بتغيير رقم هاتفك المحمول وبريدك الإلكتروني، إذا كان يعرفه، والامتناع عن أي حديث معه على انفراد، ولا تقولي له جمل مثل: هل تقبل ذلك لزوجتك؟ أو أن زوجي لا يستحق خيانته؟ أو هذا لا يليق. فكل هذه الجمل أو أي "كلمة" تقولينها له، ستدفعه إلى المزيد من "إحكام" الحصار عليك، وإذا استطعت تغيير عملك؛ فهذا أفضل لقطع أي صلة لك به، أما إذا لم تتمكني؛ فلا مفر من التعامل معه على أنه "عدو" يريد إيذاءك، وليس صديقا أو حبيبا أو حتى زميلا بأي حال من الأحوال، وسارعي "بالفرار" منه، ولا تسمحي له بإيذائك أبدا. وتعلمي من التجربة ضرورة ألا تتجاهلي التحفظ مع الزملاء الرجال، وألا تفعلي أي شيء "تخافين" من انكشافه، وأن تحافظي على سلامتك النفسية وصدقك مع زوجك، وألا تسمحي لأي رجل "باستدراجك" إلى أي علاقة لا يقبل بها لزوجته؛ فأنت لست أقل منها، وأنت "غالية" جدا.. أتمنى قراءة الرد عدة مرات واختيار النجاة، كما أدعو لك من كل قلبي.. وفقك ربي وحماك..