"عوضي على الله.. عوضي على الله، وبيقولوا الشرطة في خدمة الشعب"، هكذا صاح أنور سليمان -والد "قتيل الشرطة" معتز سليمان- باكيا عند سؤاله عن مشاعره فور سماعه خبر مقتل نجله على أيدي ضابطي شرطة في منطقة الشيخ زايد. قال أنور سليمان في حواره لبرنامج "ممكن" منذ قليل إنه فوجئ بتليفون جاءه صباحا يقول له إن الشرطة اعتدت على معتز، وأطلقوا عليه الرصاص، وتم نقله إلى المستشفى مصاباً. وأضاف: "ذهبت أنا وابني الثاني إلى المستشفى، والدكتور قال لأخيه: "امسك أعصابك، أخوك توفي"، وعند سماعي بالخبر فقدت الوعي، ودخلت العناية المركزة بمستشفى الشيخ زايد لمدة 24 ساعة، وفي صباح اليوم التالي طلبت التوجه إلى مشرحة زينهم؛ لأشهد غسل جثمان ابني"، ثم صرخ باكيا: "ابني إنسان محترم، ويعمل في مكان محترم، ولا يجازى بهذه المعاملة من الشرطة". من جانبه روى هيثم أحمد -صديق معتز ومرافقه في الحادث- ما حدث لهما من اعتداء ضابطي شرطة عليهما في منطقة الشيخ زايد برفقة صديق آخر لهم وإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى وفاة صديقه، قائلا: "تتبعتنا عربة دورية شرطة أثناء سيرنا بسيارة معتز في منطقة الشيخ زايد، ثم قامت بلفّ نفسها أمامنا وسدّت الطريق أمامنا، واضطرّ معتز أن يصطدم بسيارته بعربة الضابط، ثم نزل ضابط من السيارة، وقال لنا: "إنت بتصطدم عربية الشرطة يا ابن ...."؟ ثم أتبع: "الغريب أنهم كانوا يرتدون زيا مدنيا، وشككنا في أن يكونوا من البلطجية ويدّعون أنهم شرطة، فاضطررنا أن ندخل داخل السيارة وأن نجري بها، وتبعنا الضباط وظلوا يطلقون النار علينا، وفوجئت بدم ينزف من فم معتز، ولم يستطع قيادة السيارة ودخلنا في جزيرة، فجريت أنا وصديقنا الثالث وقام أحد الضباط بتتبعنا داخل الجزيرة، وأطلقوا النار علينا، وقام أحدهم بضرب رأسي بظهر المسدس الذي كان معه، وقال لي عشان تجري يا ابن .....". ثم استطرد هيثم: "بعدما قام الضباط بضربنا رجعوا لسيارة معتز ووجدوه ميتاً، وقالوا إن دمه ما زال ساخنا، ومن الممكن إنقاذه، ووضعوه داخل سيارتهم، وقاموا بمنعنا من محاولة الالتحاق به داخل سيارتهم". من جانبه أكد أحمد نصر الدين -شاهد عيان- ما قاله هيثم، وأنه شاهد من شرفته ما رواه من مداهمات الضابطين لهم وقتل صديقهم "معتز" الذي لُقّب ب"قتيل الشرطة". وأضاف نصر الدين كشاهد عيان أنه تتبع سيارة الضباط بعد وصولهم للمستشفى بجثمان معتز، أنهما دخلا من باب المستشفى الخلفي، وقد طالبا الطبيب بأن يعطي للجثمان حقنة تشير في التقارير الطبية إلى أنه قد لفظ أنفاسه فور وصوله المستشفى، لكن المستشفى رفض فعل ذلك. وعن إشعال النيران في عربة الشرطة، أردف نصر الدين: "يقال إن أهالي منطقة الشيخ زايد هم من أحرقوا العربة، وهناك من يقول إنهم من فلول النظام المدافع عن فساد الشرطة". من جانبه حلل عماد عوض -المحامي- أن هذه القضية جريمة في حق الشرطة أيا كانت الملابسات التي تورد بحقها، مضيفاً: "ادّعاء الشرطيين بإطلاق النيران عليهم؛ لأنهم كانوا يتعاطون مخدرات غير منطقي؛ لأنهم مهما فعلوا فليس ذلك مبرراً لقتلهم". واستكمل أن النيابة قد أشارت في تحقيقاتها إلى أن الضابط الذي أطلق النيران مختل عقليا، متهماً: "هذه جناية أكبر في حق وزير الداخلية إذا ثبتت صحة كلام النيابة، بأن يعمل في جهازه مختل عقليا دون علمه، وأن يحملوا أسلحة ويكلفوا بمأموريات"، مؤكداً في الوقت ذاته أنهما "كانا يرتديان زيا مدنيا، وليس زي الشرطة الرسمي، والرصاص الذي أطلقوه كان مصوبا نحوهم وليس على الأقل على عجلات السيارة". وهاجم عوض استمرار تلاميذ الفساد -على حد وصفه- في جهاز الشرطة، وأن الثورة قامت للتخلص من تلك العناصر. ثم اختتم حديثه مهيبا بالمجلس العسكري ومجلس الوزراء بتطهير جهاز الشرطة من الفاسدين وعودة الأمن لمصر.