أعدّه: محمد رفعت اليماني تأتي انتخابات نقابة المحامين بعد تأجيلات عديدة، وتحتدم صراعات المرشحين بين التصريحات والتلميحات والخصومات، برز ذلك خلال حوارات أجرتها جريدة المصري اليوم مع المرشحين. فقد جاء على لسان منتصر الزيات -المرشح على منصب النقيب- خلال الحوار الذي أجراه معه فاروق الجمل بجريدة المصري اليوم، أنه يتوقع فوزه في الانتخابات القادمة بنسبة 99% معتمدًا على الأغلبية الصامتة التي تناصره دائماً -بحسب تعبيره- مشيرًا إلى أنه يحبّ الإخوان، لكن نتاج دعمهم سيكون موجّهًا لمنافسه محمد كامل -نائب رئيس حزب الوفد- رغم ترشحه ومعه قائمة من فلول الوطني. وعلّق الزيات على موقف النقابة من التيارات السياسية المختلفة في حالة فوزه، بأنه "إذا كان مسموحا في فترة من الفترات أن تستقبل نقابة المحامين هذه التيارات؛ فهذا لأن النقابة منبر مَن لا منبر له، وكانت هذه التيارات تعمل في النقابة؛ لأن العمل السياسي كان محظوراً عليها، أما الآن فالوضع اختلف، وبصراحة شديدة لست مؤمناً بالأيديولوجيات في النقابة، ومقتنع بأن دور النقابات هو مهني قومي خدمي فقط". وأعرب الزيات عن سعيه لتحقيق طموح شباب المحامين على المستوى النقابي وعلى المستوى العام. وعلى صعيد آخر شنّ محمد كامل -نائب رئيس حزب الوفد المرشح على منصب نقيب المحامين- هجوما عنيفا على منافسَيْه (سامح عاشور ومنتصر الزيات) بكل وسائل التخوين والإقصاء، ولم يسلم القضاة من هجومه؛ إذ قال: "رئيس محكمة استئناف القاهرة أكبر مزور للانتخابات في تاريخ مصر، كما أن القضاة ليسوا ملائكة حتى يأخذوا كل هذه الامتيازات التي ينص عليها قانون السلطة القضائية". وعن وصفه بأنه صاغ العديد من عقود الشركات الإسرائيلية، فانصبّت إجابته على رأس سامح عاشور، قائلا: "جاءت في البداية لسامح عاشور، فأرسلها لي ورفضتها، لكنه الآن هو يتعامل معها، وأقسم أن عاشور كان يعمل مع أمن الدولة لصالح النظام السابق". وأكد كامل أنه لا يبحث عن أي مكاسب من وراء منصب النقيب، فهذا المنصب خدمي أكثر منه منصبا شرفيا، والتربح من المنصب أداة قذرة، "ومعروف مَن الذي يستخدمها دائما لتدمير خصومه". وعن الإخوان وموقفهم قال كامل: "سامح كان بيتكلم مع الإخوان علشان يقفوا معاه ويؤيدوه؛ لأن الإخوان قوة سياسية، لكنني المرشح الوحيد الذي لم يذهب إلى الإخوان بهدف الحصول على دعم وتأييد". وعن منتصر الزيات وانتشاره بين المحامين جاء وصف كامل: "منتصر الزيات ظاهرة جوية مثل الأمطار، مانعرفش هيترشح ولا لأ، الإخوان أذكياء ويبحثون عن نقيب يرتقي بالنقابة وإن لم يكن معي 30% من أصوات الإخوان فلن أنجح". وما زالت سلسلة حوارات المصري اليوم مع المرشحين، فسامح عاشور -نقيب المحامين السابق- قال إن الإخوان اختاروا كامل؛ لأنهم يريدون "نقيباً بلا شخصية" يستطيعون التحكم به. منتقدا تصريحات منتصر الزيات منافسه على المنصب، مؤكدا أنها مثل "حجة البليد"، وأنه يتقدم للانتخابات دون برنامج واضح. وشدد عاشور -كغيره من المرشحين- على رفضه قانون السلطة القضائية؛ لأنه شديد الفئوية، ويعتبر تشريعا منحرفا، ولهذا يرفضه المحامون "ولن يمر إلا على جثثهم"، مطالبا المحامين بتوحيد الصف في هذه المرحلة حتى تعود النقابة لأداء دورها الوطني. وأكد عاشور أن كل منافسيه لهم نفس الأهمية، ويرى أن الرغبة في تمرير قانون السلطة القضائية، ومدّ فترة الحراسة على النقابة هما السبب وراء تأجيل الانتخابات. ويرى عاشور أن الإخوان خصم تقليدي من 2001 وحتى الآن، ففي عام 2009 خاضوا معركة لإلصاقه بالحزب الوطني وتلويثه بادّعاء العمل معه. كما أعرب عاشور عن موقف الإخوان وتأييدهم لمحمد كامل قائلا: "لأنهم يعتبرون مختار نوح خارجا عنهم، كما أن لهم ملاحظات على منتصر الذي قد ينسحب في أي لحظة، بالإضافة إلى أن محمد كامل شخص مطيع للإخوان، واختبروه على مدار دورتين نقابيتين، ولذلك سيكون نقيبا سهلا، والإخوان يحبون مثل هذه النوعية التي ليست لها شخصية"، مضيفاً: "وسيدعمون شخصا من حزب ليبرالي حتى يكون الإخوان شكلهم "حلو" أمام الناس". وأضاف عاشور أنه لا يتهم أحدا ومن يتهمه بذلك يعتبره من أصحاب "حجج الضعفاء"، ولن يضيع وقته في أي اتهامات موجهة نحوه، مشيرًا إلى أن منتصر الذي يتهمه بمختلف الاتهامات "لم يكن جادا في أي انتخابات تقدّم لها، كما أنه يدخل دون برنامج واضح، وينسحب دون إعلان أسباب". وما زالت حرب الشائعات والتخوين قائمة حتى الانتهاء من أول انتخابات لنقابة المحامين بعد الثورة، والتي يبدو أنه قد تم تأجيلها لأجل غير مسمى.