السلام عليكم.. من فضلكم أنا عمري 17 سنة وعندي مشكلة وعايزاكم تحلّوها لي؛ عشان مافيش حد هيفهمني غيركم؛ لأني ماليش حد أحكي له، ولو حكيت لحد مش بيصدقني ولا يفهمني.. مشكلتي إني دايما مش باسمع كلام أمي في أي حاجة تقولها لي؛ فردّ فعلها إنها بتزعل مني أوي، وأنا مش بحبها تزعل مني؛ بس في نفس الوقت بحب أعمل اللي أنا عايزاه؛ على الرغم من إني باكون عارفة إن ده غلط.
المشكلة إني لما باغلط باعتذر لها؛ لكن بارجع أكرر الغلط تاني بنفس الطريقة أو طريقة تانية؛ مثلًا تقول لي: ماتكلميش أولاد على الشات، أقول لها: ماشي، وبعدين أرجع أكلم أولاد تاني من وراها؛ لحد ما تكتشف، وبعدين تحصل مشكلة كبيرة أوي بينا.
بصراحة، ومن الآخر، بحب أغلط وأعيش براحتي من غير ما حد يعاقبني! حاولت أتكلم مع أهلي في إني عايزة أروح لدكتور نفسي؛ لكن الردّ بيكون: قرّبي من ربنا وإنتي ترتاحي.. والله أنا الحمد لله باصلي وباقرأ قرآن؛ لكن دايما حاسة إن فيه حاجة مسيطرة عليّ أوي مش عارفة أتحكم فيها.. أنا خلاص كرهت نفسي من اللي باعمله.
z.a
كنت أتمنى أن تعطيني أمثلة "الغلط" الذي تحبين فعله؛ حتى أحدّد معك درجته؛ لنعرف سويًّا هل هي مجرد مرحلة مراهقة تحتاج فيها الفتاة أن تشعر باستقلاليتها وأنها كبيرة وتستطيع أن تفعل ما تريد، أم إن للموضوع شقًّا نفسيًّا يحتاج لتدخل مبكر حتى لا يتفاقم؟ لذا فأنت من ستحددين ذلك.
فإذا كانت المشاجرات بينك وبين والدتك على أمور في حدودها الطبيعية؛ فغالبًا هذه ليست مشكلة نفسية؛ لكن إذا كانت بشكل غير طبيعي؛ فلتسرعي بالتواصل مع طبيبة، وحاولي إقناعهم بذلك؛ ولأوضح أكثر؛ فمثلًا إذا كانت المشاجرات على تعاملك مع أولاد على الشات فقط لمجرد أنهم أولاد؛ فهذه حدود طبيعية لك في سنك، وكذلك المشاجرات طبيعية من والدتك لخوفها عليك.. أما إذا كنت في تعاملك مع الأولاد تتجاوزين في الشات العام، وتستخدمين الكاميرا والكلام غير اللائق؛ فذلك مخالف لرأي الدين والمجتمع؛ والأمر هنا يختلف..
مثال آخر: لو كانت المشاجرات حول ملابسك بألا تكون ضيقة أو قصيرة؛ فالمشاجرات ستكون طبيعية في سنك ومن والدتك، أما إذا كنت ترتدين ملابس ساخنة أو ما شابه؛ فهناك مشكلة.. وقيسي على ذلك قدر الإمكان.
فهناك اضطراب نفسي اسمه "الشخصية المستهينة بالمجتمع"، وقد ذكرتِ من صفاتها أنك تحبين "الغلط" وتكررينه برغم العقاب، وهو ما نسميه ب"السيكوباتي"؛ فمثلًا نجد معظم المسجونين شخصيات سيكوباتية تدخل السجن بسبب مخالفة الدين والمجتمع كالسرقة مثلًا، ونجد السارق برغم أنه تمّت معاقبته بالحبس والغرامة؛ إلا أنه يعود مرة أخرى للسرقة ويدخل السجن مرة أخرى ويعاقب.. وهكذا لا يتعلم من عقابه، ويحب أن يكسر قوانين المجتمع وتعاليم الدين.
أعلم أني أخفتك قليلًا؛ ولكن أتصور أن ما أنت فيه هو مجرد مشاحنات سن المراهقة، ولا يسعني إلا أن أقول لك شيئًا مهمًا جدًّا؛ ألا وهو: أن ما تتصورينه عقاب أو "خناقة" هو تعبير عن الحب من والدتك وخوف عليك؛ لأنك حلمها الجميل الذي تحب أن تراه دومًا متألقًا، وبه كل الصفات الحميدة، وأسرّ لك بسرّ صغير لا تعلمه الفتيات؛ وهو أن الولد الذي يصادق فتاة فهو أول مَن تقع الفتاة من نظره؛ فلا شفاعة عنده لحب أو غيره؛ فستجدينه لا يرضى بذلك أبدًا لأخته مثلًا؛ ناهيك عن أن عالم الشات عالم يغلب عليه الغش والخداع، وكما تخدعين الآخرين ببعض المعلومات غير الصحيحة عنك فإنهم كذلك يفعلون.