قال عبود الزمر -قيادي الجماعة الإسلامية السابق الذي كان محبوسًا في قضية اغتيال الرئيس السادات- إنه هو والجماعة الإسلامية يعتذرون عن قتل الرئيس السادات؛ لأنهم لو كانوا يعرفون أن من سيخلُفُه رجل مثل حسني مبارك لما كانوا فعلوا ذلك. وكشف الزمر في حواره لجريدة الشروق في عددها الصادر صباح اليوم (السبت) أنه أعرب لمجلس شورى الجماعة عن رفضه قرار اغتيال السادات؛ مؤكدًا لهم أن الأفضل أن يتم الالتزام بالخطة الشاملة للتغيير التي وضعها، وكان ميعادها في عام 1984. واستطرد الزمر موضحًا أن الهدف كان القبض على عدد من رؤوس النظام، ونقل إدارة البلاد لمجلس من أهل العلم والفقه؛ ولكن قرارات سبتمبر واعتقال السادات لعدد كبير من قيادات الجماعة دفع خالد الإسلامبولي للإقدام على هذه الخطوة. ولم ينفِ الزمر أن الجماعة قد جنّدت بالفعل أحد عناصر حرس الرئيس الخاص في استراحة القنطرة؛ ولكنها لم تستخدمه؛ لأنها لم تكن تنوي قتله من البداية، وعندما حان قرار الاغتيال لم يكن السادات في هذه الاستراحة؛ وإلا لكان تم اغتياله من قِبَل هذا الحارس. وأكد الزمر أن ثورة 25 يناير غيّرت من حسابات كل من يسعى نحو التغيير فيما يتعلق بسلمية التغيير؛ مبررًا موقف الجماعة في عام 1981 بأنها لم تكن تملك أدوات الحشد والتعبئة التي امتلكها الشعب المصري في الوقت الحالي، كما أن النقل الحي للثورة في الميدان كان بمثابة حماية لهم من التنكيل أو الاعتقال؛ عكس الحال في الماضي. ووضّح قيادي الجماعة الإسلامية السابق كيف أنه عرف منذ اللحظة الأولى لنزول قوات الجيش للشارع بأنه نزل لحماية المتظاهرين وليس لتفريقهم؛ وذلك من خلال نوعية التسليح التي كانت مخصصة لحماية المنشآت فحسب. واختتم الزمر كلامه بالتأكيد على أنه يحاول أن ينأى بنفسه -قدر الإمكان- عن الاحتكاك بالمجلس العسكري ليدرأ عنهم الحرج؛ لأن معظمهم كانوا زملاء سابقين له -حسب كلامه- مثل: الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس العسكري، واللواء مختار الملا، عضو المجلس.