منذ فترة وقبيل مباراة مصر والجزائر بالقاهرة تكلّمنا من هنا في "بص وطل" عن أننا سنلاعب الجزائر وليس إسرائيل، وخشينا أن تتطور الأمور وتخرج عن السيطرة، ولكن للأسف جاءت ردود بعض القراء موافقة لشيء من التعصب، ومؤازرة للخروج عن النص.. أمس تعرّضت حافلة المنتخب القومي للهجوم في السودان من قِبل بعض المتعصبين الجزائريين، وهناك عشرة آلاف مشجع جزائري في انتظار ما لا يقل عن عشرة إلى خمسة عشر ألف مشجع مصري على أعتاب استاد الخرطوم بأم درمان.. ترى كيف سيكون الحال؟ الإعلام المصري مشحون ولا يزال بعض الإعلاميين لا يُدركون خطورة شحن الجماهير، والإعلام الجزائري حوّل المباراة إلى حرب بين مصر والجزائر وأخذوا يُشعلون نار الحمية في نفوس الجزائريين الذين أخذوا يتهجمون على المحال المصرية والممتلكات الخاصة بمصريين، بل وعلى كل ما هو مصري في الجزائر.. ولم يبقَ سوى أن تصل المسألة إلى قتلى من الجانبين.. والسؤال هو؟ لِمَ كل هذا التعصب؟ إلى أين نحن وهم ذاهبون؟ إنني أوجه هذا الخطاب إلى جمهور الجزائر كما أوجهه للجمهور المصري.. نحن إخوة أيها الراشدون، وما بيننا مجرد لعب.. إذا وصلت بنا الحدة معاً في الخلاف على لعبة فكيف يكون حالنا لو كان الأمر جاداً؟
شاهد أحمد مكي يدعو لنبذ التعصب إضغط لمشاهدة الفيديو: أفيقوا جميعاً قبل أن تحدث الكارثة في السودان، وليخرج المسئولون في البلدين لينشروا روح المحبة والإخاء قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه.. وأتمنى أن يلتقي اللاعبون قبل المباراة لتحية الجمهور معاً.. ثم ليؤدي كل منهم واجبه في الملعب برجولة وشرف.. ليكسب من يكسب وليخسر المباراة من يخسر، المهم ألا نخسر جميعاً معنى المودة وشرف المنافسة، وروح الإخاء. إن الشيطان ينزغ بين الإخوة في البلدين، والنصر لأعدائنا علينا جميعا إذا اختلفنا.. والجريح الذي يسقط من هنا أو هناك يترك جرحا في نفوس أهله وشعبه.. أفيقوا فربنا واحد وإمامنا واحد وشعبنا واحد وقضيتنا واحدة.. إنها دعوة إلى أن نغلب الحب على الكراهية، والفهم على التعصّب، والإخاء على العداوة والبغضاء..!!! لا نكن مخمورين بنشوة الوطنية الزائفة والقبلية البغيضة ولا نقامر بالممتلكات والأرواح في سبيل نشوة كاذبة، فهي خمر العداوة وميسر المنافسة بلا شرف.. ولنتذكر جميعاً قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء}