أنا طالبة جامعية مخطوبة لابن عمي سمعت كتير عن مشاكل جواز الأقارب عايزة أعرف المشاكل دي إيه تحديدا؟ مع العلم إن عمي شقيق والدي يعني من أم تانية و مع العلم أيضا إنه ظهرت أمراض وراثية من طرف أخوات جدي فأنا عايزة أعرف نسبة الأمراض الوراثية دي إيه واحتمالية وجودها؟ عزيزتى المرسلة.. أثبتت بعض الدراسات العلمية التي اأجريت حول زواج الأقارب أن فرصة ظهور الأمراض الوراثية تكون أعلى من غيرهم وذلك لأن الفرصة تكون أكبر لدى الزوجين من الأقارب في حمل الصفات الوراثية المتنحية عندما يكون كل واحد من الأبوين حاملا للصفة المسببة للمرض.
ولمعرفة ذلك لابد من فهم كيفية تكون الخلية الملقحة حيث يتكون الجنين من اتحاد خلية ذكرية مع خلية أنثوية وتحتوي كل خلية على 23 كروموسوما ويتكون بعد الاتحاد ما يسمى بالخلية الأمشاج التي تحتوي على46 كروموسوما نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم..
وبذلك فإن كل صفة من الصفات الوراثية التي تنتقل إلى الجنين يحددها مورثان الأول من الأم والثاني من الأب ويحدث المرض الوراثي إذا كان هناك خلل في تركيب واحد أو أكثر من الكروموسومات، وإذا حدث الخلل بمورث واحد من الاثنين سمي المرض سائدا، أما إذا حدث نتيجة لوجود خلل في المورثين معا سمي المرض متنحيا ويشترك الإخوة في نصف عدد المورثات وتقل هذه النسبة إلى الربع في الأعمام والأخوال وتقل إلى الثمن في أولاد العم والخال ولذلك فإن وجود جين معيب في الأسرة يكون احتمال انتقاله إلى أبناء الأقارب المتزوجين كبيرة.
ومن أبرز تلك الأمراض مرض هيموجلوبين الدم والأمراض الأحادية الجينات وأمراض الدم التي تسبب فقر الدم المنجلي ومرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط، وهما من الامراض المزمنة التي تستدعي نقل المريض إلى المستشفى بصفة مستمرة مع نقل الدم له، ومن الأمراض الوراثية أيضا، أمراض التمثيل الغذائي مثل تأخر النمو وقلة نسبة السكر في الدم وتضخم الكبد والطحال والتخلف العقلي ومثل هذه الأمراض يصعب علاجها.
ولابد من الإشارة إلى أن زواج الأقارب لا يسبب الأمراض الوراثية على طول الخط، وإنما يمكن أن تنتشر الأمراض الوراثية بين أطفال غير الأقارب ويكون أطفال الأقارب أصحاء، وهذا يعتمد على نوعية المرض الوراثي وانتشاره ولتحديد احتمالات إصابة الأجنة بهذه الأمراض يجب إجراء الفحوصات الطبية الوراثية لدى الزوجين قبل الزواج.
* أنا مخطوبة وعلى وش جواز وكنت عايزة أعرف هل الفحوصات اللي بتتعمل قبل الزواج مهمه ولا مش قوي؟ * أنا عندي 25 سنة وخاطب بنت عمي وكنت سمعت عن مخاطر زواج الأقارب وعرفت إن فيه تحاليل بتتعمل قبل الجواز فهل هي فعلاً مهمة ولا الحاجات دي مبتبانش غير بعد الجواز؟ * إيه أهمية الفحوصات اللي بتتعمل قبل الزواج؟ * هل ضروري أقوم بعمل فحوصات ما قبل الزواج مع العلم إن خطيبتي مش من أقاربي وكمان مفيش حد في عائلتها أو عائلتي عنده مرض وراثي؟
كثير من الشباب والشابات المخطوبين بعتوا لنا إيميلات كثير بيسألوا فيها عن فحوصات ما قبل الزواج, ما هي؟ وهل هي ضرورية ولا لأ؟ و... و... و...
والإجابة لكل أصدقائنا الأعزاء هي "نعم"... فحوصات ما قبل الزواج مهمة جداً خصوصاً في مجتمعاتنا العربية، وذلك لانتشار زواج الأقارب الأمر اللي بيؤدى إلى انتشار الأمراض الوراثية.
ومن هنا تأتي أهمية الكشف الطبي قبل الزواج، وذلك لمعرفة احتمال إصابة الطفل المولود سواء بالأمراض الوراثية أو بأمراض الدم. ومش معنى كده إن الفحوصات دي بتكون مقصورة على حالات زواج الأقارب فقط ...
"لأ".. دي كمان مهمة في زواج غير الأقارب خاصة إذا كان الزوجان أو أحدهما مصاباً بأحد الأمراض الوراثية؛ لأن ده ممكن يؤدى إلى ظهور المرض في الأطفال، ولكن النسبة بتكون أقل من النسبة الموجودة في زواج الأقارب.
وتنقسم فحوصات ما قبل الزواج إلى نوعين: أولا: فحوصات تخص أمراض الدم الوراثية مثل مرض الثلاسيميا، أنيميا الفول، وأنيميا الخلايا المنجلية. ولا يشترط أن تظهر على أحد الزوجين أعراض المرض حتى يولد الأطفال مصابين بالمرض فهنالك احتمالات أخرى كثيرة...
فمثلا إذا كان الزوجان مصابين بالمرض فالاحتمال كبير أن يظهر المرض على الأطفال، أما إذا كان أحد الزوجين مصابا بالمرض والآخر حاملا للمرض ولا تظهر عليه الأعراض فإن احتمال إصابة الأطفال تكون كبيرة..
وأما اذا كان كلا الزوجين حاملا للمرض ولا تظهر عليهما الأعراض فاحتمالات إصابة الأطفال تكون واردة وليست بكبيرة. ومن هنا كان واجبا على الطبيب تعريف الزوجين بالحالة ومدى احتمالات إصابة ابن المستقبل بالمرض ومدى خطورة هذا الزواج على الأطفال لما يمكن أن يعانوه إذا أصيبوا بهذا المرض, مع الأخذ في الاعتبار الحالة النفسية للطفل والوالدين.
ثانيا: فحوصات تخص الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل الإيدز والزهري. وإذا ثبت إصابة أحد الطرفين بأحد هذه الأمراض، وجب تعريف الطرف الآخر بذلك وبخطورة الموقف حيث إنه من الممكن انتقال المرض للطرف الآخر عن طريق الاتصال الجنسي، وأيضا يمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى الجنين. ومن هنا تأتي أهمية إجراء هذه الفحوص قبل الزواج لمنع أو لتقليل نسبة الأطفال المصابين بالأمراض الوراثية بإذن الله.