السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا يا صديقتي تزوجتُ رجلاً تزوج قبلي ثلاثًا ثم طلقني. وأنا الآن في مشكلة حقيقية، وتعودت دائما عندما أواجه مشكلة أن أبعث إليكم حتى تعطوني مشورتكم.. المشكلة أن لي صديقة تعمل في أحد المعاهد الخاصة.. وقبل زواجي -وكنت في حكم المخطوبة وقتها- ذهبت في رحلة تابعة للمعهد، وكان معي صديقتي والشخص الذى تزوجته بعد ذلك والذي هو الآن طليقي.. رآنى زميل صديقتي في ذلك اليوم وأعجب بي كثيرًا ولكن عندما علم أني مخطوبة لم يصرح بمشاعره، وكلانا بعد ذلك اتجه إلى طريقه وهو تزوج أيضًا. وبعد طلاقي بدأت أذهب إلى صديقتي لأزورها وأنا لا أعلم شيئًا.. وبدأ زميل صديقتي القديم يسألها عني، وعلم بأنني طُلقت، وبدأ يصرح لصديقتي بأنه معجب بي من أول يوم رآني، ولكن خطوبتي هي التي منعته التعبير عن إعجابه بي، وأنا لا أعلم شيئًا.. وبدأت أزور صديقتي وهو يحضر للجلوس معي وأنا لا أخفي عنكِ أنني لم أضع في بالي شيئًا، وبدأ يصرّح لصديقتي بأنه يحبني وأنه يرغب في الزواج. وبدأ يا سيدتي يتحدث معي ويحاول بكل الطرق أن يفهمني أنه يحبني.. وبدأت أشعر معه بإحساس غريب! وخلال فترة وجيزة جداً صرح لي أنا شخصياً بأنه يحبني وبأنه أول مرة يحب لأن الحب لم يصادفه، حتى زوجته تزوجها زواج صالونات. وأفهمني كيف أنه مختلف معها وأنه لا يحبها وبأنه مستمر من أجل أولاده، وأنا لا أخفي عنكِ أنني أحببته أنا أيضًا، وبدأت أشعر بأن حياتي من غيره كئيبة؛ فأنا تعودت على اتصاله بي واهتمامه، بعدما كانت حياتي مظلمة جافة لا يوجد بها سوى الجروج والألم، ولكن.. هو متزوج، وأب لولد وبنت.. ماذا أفعل؟ على الرغم من أنه أكد لي أنه لا يرغب في الاستمرار مع زوجته، وذلك لاحتدام المشكلات بينهما ولأنه يحبني أنا.. لكن ضميري لا يسمح لي بأن أهدم حياتها على الرغم من تأكيده لي أن حياتهما من قبلي ضائعة وأني أنا التي أعدتُ للحياة طعمها بعد يأسه من الحياة؛ فأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل.. أستمر في ذلك الحب؟ (مع العلم بأنني حاولت البعد ولكن لم أستطع) وتأكيده هو أيضا لي بأنه لا يستطيع البعد عني؛ فماذا أفعل؟ أنا لا أرغب في خراب بيته، ولا جرح قلبه وقلبي؛ فماذا أفعل؟ بالله عليكِ أن تخبريني ماذا أفعل.. ولكن لا تنسيْ أن قلبي مجروح بعد الزواج الأول وبأنى عشت ما يقرب من عامين وقلبي في حزن لم يرَ الفرح خلالهما، وبدأت أنسى تجربتي الأليمة مع هذا الشخص الذي أعطاني الحب والاهتمام. صديقتنا العزيزة أولاً أقدر أنك متعطشة للحب الذي يعوضك عن كل ما اصابك ولكن أذكرك بما قلتيه أنتي بنفسك أنك لاتريدي خراب بيته وخاصة أن هناك أولاد ففكري في الأمر بعقلك وقلبك معًا حتى لا تضيفي لك جرح جديد بدلاً من أن تعوضي نفسك بحب جديد. فقد عايشتُ تجارب مماثلة، أسهب فيها الزوج في الشكوى من سوء علاقته بزوجته واضطراره للعيش معها من أجل الأبناء، والحقيقة أن هذا كذب بشع، فإذا كان الرجل غير سعيد مع زوجته فلماذا أنجب منها أول طفل؟ ولماذا واصل الإنجاب منها؟ أليس ذلك مؤشرا حقيقيا على رغبته في الاستمرار معها؟! وأنه يزيد من الروابط التي تربطه بها , ثم اسمحي لي بأن أسألكِ, لقد أخبركِ بأنه يستمر معها من أجل الأطفال، وبعد ذلك أخبرك بأنه لا يرغب في الاستمرار لاحتدام المشكلات، ألا ترين تناقضا في ذلك؟ صدقيني، أنا لا أريد إيلامكِ وأحترم مشاعرك كثيرا، لكن واجبي يحتم عليّ الحديث ومصارحتك بهذه الحقائق، وأتمنى ألا تنظري إليه بمرآة الحب الأعمى، فالحب الذكي تكون مرآته مبصرة حتى يفرق بين الحب والنزوة فعليك التأكد من جديته وحسن أخلاقه، واستعداده الحقيقي للزواج وإخبار زوجته الأولى بذلك، وإعطائك حقوقك المعنوية والمادية كافة.. فبغير ذلك ستكونين مجرد نزوة عابرة في حياته يجدد بها شبابه العاطفي ويعود بعدها إلى زوجته ليعوضها عن ابتعاده عنها أثناء زواجه بك، كما حدث في حالات مشابهة عايشتها بنفسي ,وأتمنى لك أن تجدي الحب الحقيقي الذي يعوضك عن آلامك.