بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان لهذا الموقع العزيز "بص وطل" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بكم في حلقة جديدة من حلقات هذا اللقاء المبارك. ورد إليّ سؤال يقول: أودّ أن أسألكم عن أمر يشغل بالنا كثيرا كمغتربين في دول أوروبا، لا يتوفر فيها الذبح الحلال إلا فيما ندر، والندرة هنا إن توفّرت تتوفّر لدى العرب المسلمين الذين -مع الأسف- يتاجرون في هذا الأمر، فيُضاعفون الأسعار للحم الحلال، كما أن هذه اللحوم على الرغم من ارتفاع أسعارها لا تتوفر إلا يومًا واحدًا في الأسبوع، ونلحق ببعضها ولا نلحق ببعضها الآخر، فنريد أن نعرف أحكام هذه المسألة. أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نذبح الحيوان، وألا نقتله، وأن نبتعد عن الميتة، وهذا من قبيل العبادة؛ فمن الممكن أن نجد ميتة ولكن فيها منفعة، هذه المنفعة حرمها علينا الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد في العالم شيء نافع نفعًا محضًا، ولا يوجد ضرر هو ضرر محض، وعلى هذا بُنِيَت الشريعة. نرى في اليهودية هذا الأمر، ونرى في الإسلام هذا الأمر، ونرى في كثير من الديانات أوامر مثيلة؛ لماذا لا يأكل الهندوس البقر؟ لماذا لا يأكل اليهود الخنزير؟ وكذلك المسلمون؟ لماذا يبتعد المسلمون عن الخمر؟ لماذا يبتعدون عن الميتة؟ كل هذه الأشياء إنما هي أوامر من عند رب العالمين، نفعلها طاعة لله وليس لجلب منفعة ودفع مضرة، فقد يكون هناك في كثير من هذه المحرمات، قد يكون هناك منفعة ما، ولكن الله سبحانه وتعالى بيّن لنا هذا فقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]. يعني حتى الخمر حتى القمار فيها منافع للناس، وفيها مضار، لكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد لنا المصلحة والمنفعة، ويحدد لنا ما الذي نقاربه ونفعله، وما الذي نبتعد عنه؛ ليس لحكمة جسدية، بل لحكمة تعبدية مع الله رب العالمين، احفظ هذه العبارة تُجِبْ بها عن كثير من هذه الأمور "التعبّد". وإلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: