أخى الكريم كل آية في كتاب الله تبارك وتعالى لها دلالتها ولها مكانتها ولها تشريعها ولكن أقول قد يكون هناك تدرج في الحكم بمعنى أن الإسلام عندما يثبت أمر من الأمور إنما يتدرج في إثباتها والتعود عليه مثال ذلك ما ورد في شأن تحريم الخمر فنجد أن الآية الأولى نزلت في الخمر هى قوله تعالى: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً" ثم جاءت الآية الثانية لكي تثبت أن الخمر فيها أمر يجب الابتعاد عنه قال تعال: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما" ثم تأتي الآية الثالثة لتظهر لنا حقيقة التحريم قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" ثم جاءت الآية الرابع والفاصلة والمحددة لحكم الخمر ولا آية بعدها وهى قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون". وهنا لا نقول أن الآية الأولى منسوخة ولا الثانية ولا الثالثة وإنما لكل آية في كتاب الله لها تفسير وإنما هو تدرج في الشرح وإذا قصد بها النسخ معناً فالحكم ثابت لها والله أعلم ومعنى قول الله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها المقصود المعنى فقط ولكن الحكم الشرعي والعمل بها ثابت وموجود قال تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها" وهذا هو المعنى الذي ذكرته في التدرج في إثبات الحكم والله أعلم.