عاد المدعو "م.ر" الازهري المغمور. ليثير الجدل من جديد. فبعد أن حرم الحجاب. وانكر حد الردة. وغيرها من الفتاوي الشاذة. جاء ليؤكد من جديد ان الخمر ليست حراماً في الاسلام. غير انها تصل لحد الكراهية فقط. واشتهر هذا المغمور في الاوساط الاعلامية انه استاذ الشريعة بالازهر. دون تحديد اذا ما كان استاذا بالجامعة ام انه مدرس باحد المعاهد الازهرية. خاصة انه يعرف نفسه في مقالاته المنشورة بالمواقع الالكترونيه انه حاصل علي العالمية من جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون فرع دمنهور عام 87. ورسالة الدكتوراة عن مقارنة الاديان عام 93. وتحمل سيرته الذاتية علي الانترنت غير أنه أستاذ شريعة مصري. انه عضو اتحاد الكتاب الافريقي الاسيوي. والمنظمة العربية لحقوق الانسان. والاتحاد العالمي للصحفيين والاتحاد العربي للمحامين. والآغرب ايضاًً أنه ضابط بحري تجاري. وأنه زامل ورافق عددا من الشيوخ. اغلبهم من المغمورين والمجهولين. الأخطر فتواه الاخيرة التي شارك بها احد اعضاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نقلاً احد المواقع المشبوهة. اعجب البعض بإراء الشيخ الشاذة. وادعي في مقاله المنشور علي احد المواقع الالكترونية. وتناقله البعض الاخر نصا دون تعليق. انه يسعي تطوعاً لتنقية التراث مما هو مخالف لصحيح ومفهوم النصوص. وزعم فيما قاله انه ردا علي سؤال من احد المستشارين ذكر اسمه صراحة ورد علي موقعه بخصوص "موقف الإسلام من الخمر" ان الخمر ليست حراماً في الإسلام لكنها مكروهة فقط. واستند في رأيه الشاذ الي ان جميع الايات والاحاديث الواردة في الخمرر لم تحرمه صراحة. مشيراً الي أن قوله تعالي في الآية 219 من سورة البقرة "يسأ لونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" توضح أن الخمر والميسر فيهما أثم ومنافع لكن اثمهما أكبر من نفعهما. وهذا ليس بنص تحريم بل يضع الخمر في درجة المكروه. لأن نصوص القرآن عودتنا علي الألفاظ القاطعة الواضحة. وتمادي قائلاً: اذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالي في سورة البقرة 173 "حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" وكذا الآية 3 من سورة المائدة وايضاً قوله تعالي في الآية 96 من سورة المائدة "وحرم عليكم صيد البرما دمتم حرماً" وكذا سورة النحل الآية 115. مما يعني أن الخمر مكروه وليس محرماً وإلا لماذا لم تقل الآية حرم عليكم الخمر. في تفسيره الخاطيء لقوله تعالي في الآية 43 من سورة النساء "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون" قال: نزلت هذه الآية بعد أن كان بعض الصحابة يصلون وهم في حالة سكر مزر فيخطئون في قراءة الآيات ويفهم ضمنيا من الآية هو أن السكر حتي الغياب عن الوعي ممنوع اثناء الصلاة ونص الآية لا يمنع في غير اوقات الصلاة. اما قوله تعالي في الآية 90 من سورة المائدة " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه" فهذه الآية واضحة في طلب إجتناب الخمر والاشياء الاخري وهذا لا يدل علي التحريم بل يضع الخمر في درجة المكروه. وفرق كبير بين حكم المحرم والمكروه. واستمر في تفسيراته غير المنطقيه مشيرا الي أن قوله تعالي في الآية 91 من سورة المائدة "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسرويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" ان هذة الآية لم تقطع بحرمة الخمر والميسر بل تطالبهم بالتوقف عنهما حتي لا تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة. ثم يأتي القرآن ليؤكد أن الخمر ليس محرماً في ذاتة بل في علة الوقوع في السكر الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة بقوله تعالي في الآية 15 من سورة محمد "مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من خمر لذة للشاربين". وتحفظ الشيخ المجهول علي سند الحديث الذي رواه مسلم الذي جاء فيه بأن كل مسكر حرام مشيراً الي أن التحريم وهو أعلي درجات الأحكام في الشريعة الأسلامية لا يكفيه حديث يصدر عن أحد أو بعض الرواة. مؤكداً انه حتي ولو صدق الحديث فإن نصه لا يحرم الخمر في حد ذاته بل يحرم السكر أي الوقوع فيه. واختتم ادعاءاته بالتأكيد عدم حرمة الخمر في الإسلام. مستنداً الي قوله تعالي في الآية 116 من سورة النحل "ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب". ضجة وإثارة وفي الوقت الذي اكد فيه ان الرأي الفقهي حول هذه الفتوي يكون لدار الافتاء المصرية. نفي الدكتور مصطفي عرجاوي عميد كلية الشريعة والقانون ان يكون هذا المدعي عضوا بهيئة التدريس بكلية الشريعة فرع دمنهور. وان الكلية لا تمنح درجة الدكتوراه في مقارنة الأديان. التي ادعي انه حصل عليها عام 1993.مشيرا الي ان هذا الشخص هو من خريجي اول دفعة للكلية عام 1987. دور سبتمبر. قسم القانون. مطالبا الجهات المسئولة سواء. بمناقشة اراء هذا الشخص والرد عليها. وتصحيح الاخطاء الواردة فيها. واتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة تجاهه. وتعليقا علي الفتوي قال الدكتور سعيد ابوالفتوح استاذ ورئيس قسم الشريعة كلية الحقوق جامعة عين شمس ان القرآن الكريم اذا كان لم يحرم الخمر صراحة. ليقول حرم عليكم الخمر مثلاً. وإنما استخدم لفظاً اكثر دقة وشمولية وهو "اجتنبوه" في نهي شامل لكل شيء له علاقة بالخمر. حيث انه يقصد بهذا اللفظ حرمة شرب الخمر او العمل بمحلات الخمور. او حتي التواجد في مجالس الخمر. مشيرا إلي ان القرآن لو استخدم اللفظ الصريح فإن هذا يعني انه لا مانع من ارتباط الانسان بأشياء اخري لها علاقة بالخمر. وقال ابوالفتوح أن هناك الكثير من المدعين الذين ينسبون أنفسهم للأزهر. ويملأون وسائل الاعلام ضجيجا بالاراء الشاذة . مطالبا بالتصدي لهم من الأزهر وكشفهم امام الرأي العام . وعدم انسياق وسائل الاعلام ورائهم. والاعتماد علي الاساتذة المؤهلين والمتخصصين عند طرح القضايا التي تتعلق بالشريعة الاسلامية . دعاوي باطلة ويشاركه الرأي الدكتور فرغلي هارون الباحث في علم الإجتماع . قائلا : إن اعداء الاسلام والمتربصون به لا يفوتون فرصة ولايعدمون وسيلة للطعن في الاسلام وثوابته لتشيك العامة والبسطاء في دينهم. ومن هذه الوسائل ان يخرج علينا . خاصة في الفضائيات الخاصة او مواقع الانترنت المشبوهة . من وقت لأخر. من يدعي انه من علماءالازهر وانه لا يعجبه الكثير من الامور التي توجد في الاسلام ويجعل من ذلك مدخلا للطعن في الاسلام وثوابته وقال: إن اغلب إراء التي وردت عن هذا الشخص علي شبكة الانترنت سطحية وثبت انه لا علاقة داله بالبحث العلمي . ولا يمكن ان يكون قد درس علوم الشرعية علي الاطلاق . مشيرا إلي ان كل الأدلة الواقعية تؤكد ان ادمان الخمر اقصر الطرق لتدمير النفس والمجتمع علي السواء . ومن هنا كان احد اسباب التحريم . فالخمر مفتاح كل الرذائل . وتؤدي الي العديد من المشكلات الاجتماعية . فإدمان الخمر يتسب في تدمير مستقبل الفرد وحياته العملية . واهدار كرامته وشرفه . تقضي علي حياة الأسرة . وبحسب الدراسات الميدانية فإن ارتفاع نسبة الطلاق في الاسر التي تعاني من ادمان احد الأبوين او كليهما للكحول . وتنتشر ظاهرة العنف في التعامل مع الزوجة والاولاد . والاعتداء عليهم بدنيا او جنسيا . اضافة الي زيادة احتمال انتشار الامراض النفسية والانحرافات السلوكية عند افراد الاسرة كرد فعل عكسي للقسوة وعدم الحب والحنان والرعاية من قبل الابوين..