السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مخطوبة من أربعة شهور.. صراحة هو شخص كويس ومحترم وطيب وبيحبني، بس أنا بصراحة مش عارفة إن كنت بحبه ولّا مستريحة له، بس هو فيه حاجات كتير كويسة، وحاجات تانية مش موجودة فيه كان نفسي تبقى فيه.. هو مش على نفس درجة التديّن اللي كنت أتمنّاها، ويمكن ده حسسني إن اختياري مش صح، إلى جانب كده هو قصير شوية؛ مع العلم إني برضه مش طويلة أوي يعني. ساعات بابقى مش عايزة أشوفه ولا أسمع صوته مع إنه مش مزعّلني، ولما بيسألني مالك؟ باخاف أقول له ليزعل، وباحاول أقول له أي سبب تاني؛ بس ما بيكونش مقتنع بيه، وبيزعل ويقول لي إنتِ اللي بتحطّي بينّا مسافات وحواجز؛ بس بعد شوية بارجع عادي أكلّمه. كمان فيه أوقات كتير لما باقول له "بحبك"، بابقى مش حسّاها، وبتضايق لمّا يفضل طول المكالمة يقول لي بحبك؛ بس برضه لو ماكلّمنيش أتضايق. فكّرت كتير أسيبه بس أرجع أفكر وأقول: ليه؟ مافيش سبب صريح يخلّيني أعمل كده، ولما باقول لوالدتي كده تقول لي إنتِ حرام عليكِ. أرجو المساعدة؛ لأني مش لاقية تفسير للتغيّر الغريب في مشاعري؛ شوية بحبه، وشوية مش طايقاه! وشكراً. saffira الحب لا يحتمل هذه المشاعر المتناقضة والمتردّدة يا عزيزتي؛ فمَن يحبّ شخصاً ما لا يجلس ليُفكّر ويحسبها ليعرف هل يحبّه أم لا، الحب مشاعر وأحاسيس بديهية تصيب المرء فيتيقّن من كونه يحبّ. أما أن يجلس ليعتصر الأفكار والمشاعر عصراً كي يعرف إذا كان يحبّ أم لا؛ فهذا يعني بكل بساطة أنه لا يحب، أنتِ لا تحبين خطيبكِ الحالي، ليس معنى هذا أنك تكرهينه؛ بل معناه أنه لم يملك مشاعرك، ولم يملك قلبك، هو "مش فارق معاكِ" في شخصه. أما سؤالك لذاتكِ لماذا تتركينه كلما فكّرتِ في هذا؛ فهو راجع لتمسّككِ بفكرة الارتباط والزواج نفسها، وليس بخطيبكِ؛ فلو طرق بابكِ الآن شخص آخر أنتِ أكثر راحة له، ستتخلّين على الفور عن خطيبك هذا؛ لأنه لا مشاعر من جهتك تربطك به. أما بخصوص موضوع التديّن هذا؛ فأنا لا أدري ما هي درجة عدم تديّن خطيبكِ، ولكنك لم تذكري أنه غير متديّن، بل ذكرتِ أنه ليس على الدرجة التي كنتِ تتمنّيها، وفي هذه النقطة لن أستطيع أن أحكم؛ فأنتِ فقط الأدرى بها. هل خطيبكِ يُقصّر في الواجبات الدينية الأساسية؛ كأن يقاطع الصلاة أو الصوم؟ هل يريد منكِ ترك فريضة من الفرائض مثلاً؟ فإن كان كذلك؛ فلا مكان للحيرة أصلاً؛ فهو لا يصلح، ويكفي أن تتركيه من أجل ذلك. أما إن لم يكن، وكان فقط لا يجاري فكرتك الذهنية عن التديّن، أو ما تتمنينه أنت من تمسّك ديني؛ فهذا أمر لا يُترك من أجله الشخص؛ بل يتمّ تُشجّعيه على الزيادة في التديّن في المستقبل؛ فتكسبين أنتِ وهو الثواب. المهم ألا يكون كلامك هذا كي تجدي الحجج الكافية للانفصال عنه؛ لأن هذا يُؤكّد فكرة أنك ترفضينه من داخلك، ولكنك تستخسرين وتكونين قد فقدت عريساً؛ فتحاولي البحث عن مبرر للانفصال لا يجعلك تلومين نفسك يوماً ما بدعوى أنك قد رفضتِه لمبررات مقنعة. لذا فالمشكلة الآن يا عزيزتي أن خطيبك بهذا الشكل لا يستحق منكِ ذلك؛ فهو يراعيكِ ويطلب ودّك، ويتودد لكِ، ولا يلقى منكِ سوى النفور. فإن لم تكن مسألة عدم تديّنه هذه حقيقة؛ فيجب أن تعطي لنفسك وله الفرصة بأن تحبيه؛ فكما قلتِ، فأنتِ لا تكرهينه أيضاً؛ فلماذا لا تحاولين اكتشاف مميزات خطيبك؟ لماذا لا تحاولين التجاوب معه عندما يُظهر لكِ مشاعره؟ وتتركي لمشاعرك أن تشعر به، وأن تحب حبه لكِ.. فكّري في حبّه هذا وفي مشاعره، فكّري كم يُقدّرك هو. وانظري داخل نفسك بعدها، فإن وجدت بارقة أمل بأن مشاعرك تتجه لحسم ذاتها بحب هذا الشخص؛ فسيري في هذا الطريق. أما إن وجدت أن التردد لا يزال هو صديقك الصدوق، وأن مشاعركِ لا تزال تتأرجح بين القبول والرفض؛ فلا تظلميه معكِ، ودعيه يحبّ من تستطيع حبه حقاً ومبادلته المشاعر بما يستحق، وادعي الله أن تجدي مَن يميل له قلبك، وأن يعاملك كما عاملكِ الآخر فلا تندمي في النهاية.