لو سألتك عن محمد محمد محمد أبو تريكة؟! هتجاوب: "هو معشوق الجماهير العربية والإفريقية الأوّل، ويكفي أنه عندما تسافر أي بعثة رياضية مصرية لدولة إفريقية، فإن أوّل مَن يسأل عنه أهل هذه الدولة هو أبو تريكة، حتى إنه في عز الأزمة مع الجزائر، ظلّ أبو تريكة هو معشوق الجزائريين الأوّل الذي يهتفون له، ويُنادونه باسمه في كل المباريات التي يخوضها أبو تريكة أمام الأندية والمنتخبات الجزائرية، بالإضافة إلى تسبّبه في دخول عشرات الآلاف من الأفارقة في الإسلام". وأنا أقول قد يكون من حقّ الناقد الرياضي أو المدرّب أن ينتقد أداء اللاعب أو المدرّب، ولكنه ليس مِن حقّه أن يُطالبه بالاعتزال، فهذا ليس من حقه؛ فالوحيد المنوط به هذا الأمر هو اللاعب نفسه، وبالتشاور مع مديره الفني. وجماهير الأهلي أيضا لها رؤية ورأي، ونحن جميعا نرى أن أبو تريكة لاعب لا غنى عنه، وقيمة فنية ومعنوية لا تقدّر بثمن. وربما يكون ما يتعرَّض له ساحر القلوب مجرد إجهاد من تلاحق المباريات، بل قلْ إنه تأثير "تلاحم" المواسم، ولكن أبو تريكة في النهاية لاعب غير عادي، أو بمعنى آخر أسطوري.. وبإذن الله سيعود أفضل مما كان رغم أنف الحاقدين. "هذه الرسالة المفعمة بالأحاسيس والمشاعر الفياضة ألتقطها لكم من على موقع فيس بوك، من خلال صفحة أنشأها محبو أبو تريكة؛ للوقوف ضدّ حملة غير منظّمة للمطالبة باعتزال محمد أبو تريكة". لا شك في أن البعض يرى أن أبو تريكة قد شطّب، وأن بيره جفّ، وأن موهبته قد أفلست، وأن المدربين حفظوه، وأن الابتكار عنده قد تبخّر، وأن سنّه كبرت، ولياقته ضعفت، والإصابات قد نالت منه.. ولهذه الأسباب وأخرى كثيرة قد انقلبت وبدّلت حاله، وبدلا من كان مشجعو أبو تريكة في كل مكان أصبح منتقدوه لهم صوت، وهو ما أشعل الغضب في قلب عاشقي أبو تريكة وهم كُثُر. وكان معشوق الجماهير قد تعرّض لإصابة خطيرة في وجه القدم منذ فترة، مما استدعى سفره إلى ألمانيا، وعمل حذاء خاص لارتدائه في المباريات، بالإضافة إلى نصيحة من الطبيب الألماني بأن تكون مدة خوضه للمباريات من نصف ساعة إلى شوط واحد فقط، لكن الموهوب لا يكترث بهذه النصيحة، ويلعب المباريات بأكملها على شوطين؛ وذلك من أجل النادي الأهلي وجماهير وعشاق الفانلة الحمراء. ارتفاع الأصوات وانتقاد أبو تريكة المستمر، وابتعاده عن مستواه المعهود، يضع ضغطاً كبيراً على اللاعبين، ويجعله يتحمّل طاقات كبيرة تفوق استيعابه.. مما يجعله يخوض المبارايات تحت ضغط عصبي ونفسي شديد. وفي النهاية كنت قد ألمحت سابقاً أن محمد أبو تريكة يحتاج إلى معاملة نفسية خاصة؛ حيث كانت تمر بعض الأوقات الصعبة على الماجيك في وجود البرتغالي مانويل جوزيه -المدير الفني السابق للنادي الأهلي ولنادي اتحاد جدة السعودي الحالي- لكن الأخير كان يعامله بطريقة خاصة تجمع بين الثناء والشدّة، وهو ما كان له أثر كبير في عودة اللاعب سريعا لمستواه.. وطلبت من إدارة الأهلي لو يسافر أبو تريكة للبرتغالي على سبيل الزيارة؛ لأن كلام "جوزيه" كان له مفعول السحر على "ابن ناهيا". والسؤال هو: مع من أنتم.. هل تطالبون الموهوب محمد أبو تريكة بالاعتزال.. أم الاستمرار.. أم أنتم لا يهمكم الأمر من أساسه؟!