أنا مش عارفة أحكي لكم على إيه.. أنا مشكلتي إني بحب الحاجات تبقى مثالية أو أقرب حاجة لكده، طبعا أنا عارفة أن مفيش حاجة اسمها حاجة مثالية بس مثلا أحب لما أعمل شغل أعمله مضبوط وياخد حقه مضبوط وبالحق والعكس صحيح، نفس الشيء في حياتي وعلاقاتي مع أصدقائي أحب أن يبقى فيه أصول في حاجات معينة وتتعمل مضبوط مش أي حاجة في أي حاجة وبرضه بالعكس، برضه في العلاقات العاطفية بحب المواضيع تمشي مضبوط بس طبعا ده بيسبب لي أزمات كتيرة جدا لأننا أصلا مافيش ولا حاجة ماشية مضبوط في حياتنا سواء شغلنا سواء تعاملنا في الشارع في الحياة..... كله ماشي كده بالبركة وماشية وخلاص وزي ما تيجي...... عندي مشكلة كذا مرة حصلت لي ويمكن تبقى مشكلة بسيطة بس أنا باتضايق منها طبعا كلنا عارفين برنامج الفيس بوك عندي كذا شخص من أصدقائي يقعدوا يدوروا في الناس اللي أعرفها ويتعرفوا ببعض ويبقوا عاوزين يعملوني أنا بقى في النص كوبري، بما إني أنا همزة الوصل ما بينهم، أنا بجد باتضايق جدا من الموضوع ده مع إن أنا اجتماعية جدا وبحب دايما أجمع كل أصحابي وأعرّف دول بدول وأعمل تجمعات وقعدات ما عنديش مشكلة خالص، بالعكس بحب كده، بس باتضايق جدا جدا لما باعرف الموضوع ده، وبالذات لما بابقى في النص باحس إني كوبري أو إن اللي قدامي بيستهين بذكائي؛ لأن كمان اللي قدامي ما بيقولش الصراحة، بيلف ويدور ويقول حاجات مش منطقية، وكمان مثلا يبقى مختفي لفترة وفجأة يظهر ويطلب الطلب ده، بجد باتضايق جدا بالرغم من إن لو مثلا جه أي شخص من أصدقائي وسألني وحكى لي ياه هتختلف 180 درجة بجد حاجة تانية خالص..... مش عارفة أرجوكم خليكم مرايتي، يمكن أنا حساسة زيادة يمكن مش واخدة الموضوع ببساطة يمكن أنا غلط أنا محتاجاكم تكونوا مرايتي اللي تشوف وتقول لي الحقيقة.... s.s
ابنتي، هناك شعرة فارقة بين شخصية صاحب الضمير الحيّ والشخصية القسرية وهو اضطراب معروف في المجال النفسي لمن يحمل عدة أمور في شخصيته منها الكثير مما ذكرتيه!، ومعنى حديثي أن هناك فارقا بسيطا للغاية بين أن يكون لدينا ضمير يجعلنا نتصرف التصرف الأقرب للمثالية في كل شئون حياتنا، وبين أن ننتقل من تلك المساحة لمساحة تسبب لصاحبها معاناة نفسية ومعاناة اجتماعية بسبب الزيادة في تلك الصفات، لذا فعليك أنت بدقتك المعهودة وتقييمك للأمور أن تحددي من أنت، لتبدئي في التعامل مع نفسك على أساس ولن يحدد ذلك إلا أنت، ولذلك سأوضح لك صفات الشخصية ذات الضمير الحيّ (طبيعية) والشخصية القسرية (تعاني نفسياً واجتماعياً).
الشخصية ذات الضمير الحيّ تتميز بالتالي: *جادة في عملها ومخلصة له ومتفانية، وتقوم بالاعتماد على نفسها في إنجاز مهام عملها أو أي أمر تقوم به، للدرجة التي تجعلها لا تتمتع كثيراً بالحياة أو بالعلاقات مع من حولها (بتاع شغل).
*تتمسك بالمبادئ والقيم وتتمسك برأيها، ويزداد تمسكها برأيها كلما وجدت أن من حولها يخالفونها؛ لأنهم بذلك يخالفون القيم والمبادئ.
*ترغب في أن تفعل كل شيء بالشكل الصحيح، فنجدها مثلاً تتابع البرامج الصحية للبشرة، والطعام، وطريقة اختيار الملابس، وطرق التعامل مع الإدارات المختلفة في العمل، وتربية الأولاد.... إلخ
*لديها تروٍّ في اتخاذ القرارات ودراستها، ولا تتهور ولا تغامر في اختياراتها أو قراراتها ولكن تدرسها جيداً حتى تتمكن من القيام بقرار معين.
*تحب الدقة وتقوم بمتابعة التفاصيل وتتمنى دوماً أن تصل لدرجة الكمال فيما تقوم به من أمور لتصل لدرجة الرضا أو لأنها لا تحب أن تخطئ.
*نجدها أحيانا تحب أن تحتفظ بالأشياء المهمة، أو التي قد تكون مهمة في المستقبل كبعض الأوراق أو الفواتير أو غيره.
أما صاحب الشخصية القسرية.. فهو شخص يعاني نفسياً؛ لأنه لا يجد من يشبهه أو يتماشى مع فكره، ويرى أن معظم الناس غير جديرة بآدميتها بسبب اختلافهم الشديد عنه من وجهة نظره ويتميز بالتالي:
*الدقة الشديدة والانشغال الكثير جداً بتفاصيل التفاصيل للدرجة التي تجعله ينشغل بالقواعد والخطوات أكثر من العمل نفسه، لذلك قد لا ينجز مهامه بسبب التمسك الكبير بحرفية الأداء أو سلامة الإجراءات.
*لديه مشاعر شك وحذر كبير؛ فنجده يشك في مواقف بعض الناس من حوله فيظن فيهم -ليس ظناً في نواياهم- ولكن يظن أنهم لا يهتمون بما يقومون به بالشكل الكافي وهذا بالطبع يؤلمه ويسبب له معاناة ويسبب كذلك بُعد الناس عنه؛ لأنه كما يقولون "يقعد للسقطة واللَّقطة" ولا يرى إلا الأخطاء في التصرفات أو التعامل أو بطريقة القيام بالمهام.
*التمسك الشديد بتقاليد وأعراف المجتمع، للدرجة التي تجعله كالمدرس أو المحاضر الذي يعطي دروساً لمن حوله في أي وقت أو موقف، فيبعد عنه الناس وتتأثر علاقاته بهم، فيرى من وجهة نظره أنه يفعل ما يجب أن يكون عليه الأمر بينما هو في الحقيقة يريد من حوله أن يفعلوا أو يتصرفوا كما يتصرف ويفعل هو.
*يتصلب لرأيه ويصرّ عليه؛ فهو من وجهة نظره لا يجب أن يقوم أحد بأمر ما بطريقة مختلفة؛ لأنه بهذا يخالف الأصول فتكون النتيجة أن لا يقبل الاختلاف أو الابتكار أو التغيير؛ لأنه لا يثق في الأشخاص أصلاً؛ لأنهم يخالفون الأعراف أو القوانين أو القواعد.
هل لاحظت الفارق البسيط بينهما؟ فالشخصية القسرية شخصية لها مميزات كبيرة بجانب العيوب ولكن أسوأ عيوبها هو عدم "المرونة" التي تجعلها تفكر دوماً بطريقة مختلفة؛ لأن تفكيرها مبني على ألا تخطئ؛ لأن الخطأ شيء سيئ وهي لا تحب أن تكون سيئة، ولذلك تقول في نفسها دوماً إنها إن لم يكن لها نظام في كل شيء ستنهار الأمور وقد تحدث كارثة، وإنها لا يمكن أن تعتمد على أحد إن كانت تريد أن تكون الأمور على ما يرام، وإن من حولها من البشر سيئون ولا يهتمون بالأخطاء وغير مسئولين، وإنها يجب أن تتحكم جيداً في مشاعرها، لذا تكون مشكلة كبيرة فيما بعد حين تتزوج أو تنجب؛ لأنها لا تعبّر عن مشاعرها لشريكها ولا لأولادها.
فلو كنتِ صاحبة ضمير حيّ فلتعلمي أن البشر يخطئون، والمجتمع من حولنا للأسف مريض، ورغم أنك ستعانين مع من حولك وفي كل أمور الحياة، إلا أن مرونتك وفهمك للحياة وطبيعتها المتغيرة، وفهمك للناس من حولك وأنهم مختلفون في تفكيرهم وتصرفاتهم وطريقة تعبيرهم سيساعدك، وكذلك يمكنك التصريح لمن يضايقونك بطريقة لبقة ومهذبة لتضعي معهم أسلوب للتعامل معك بلا حدة ولا تحتفظي بظنونك في رأسك فتكدر عليك حياتك، وتذكري أن الصح ليس له شكل واحد أو طريقة واحدة وأن من حولنا قد يتصرفون تصرفا لا يعجبنا ولكن ليس معنى ذلك أنهم سيئون؛ فقد يكون السبب فقط عندهم أنهم لا يعبرون بطريقتنا أو يفكرون مثلنا، أي أن كلمة السر ستكون "المرونة"، أما إن كنت شخصية قسرية؛ فهو اضطراب من اضطرابات الشخصية والتي تحتاج لعلاج من ثلاث جوانب؛ الجانب المعرفي (الأفكار)، والجانب السلوكي (التصرفات) من خلال برنامج متدرج وتدريبي، والجانب الدوائي نظراً لوجود أعراض الاكتئاب لحالات هذا الاضطراب.