دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر- والبابا شنودة الثالث -بطريرك الأقباط الأرثوذكس- في بيان مشترك أمس (الأربعاء)، "جميع المواطنين المسلمين والمسيحيين إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض الإساءة للمقدّسات الدينية"، وناشدا "المصريين أن يلتزموا بوحدتهم الوطنية الجامعة شعباً واحداً في وطن واحد". وأكّد الإمام الأكبر والبابا في البيان إدانتهما الكاملة "لكل من يحاول إثارة الفتنة، سواء بالإساءة للمقدّسات أو بالانتقاص من حقوق المواطنة التي يستوي فيها المصريون جميعاً بغير تفرقة أو تمييز"؛ كما أكّدا ثقتهما "في أن صوت العقل والضمير وشواهد التاريخ المشترك ستظلّ قادرة على وأد محاولات الفتنة الطائفية، وستنجح في إخماد شرورها، في ظل القيادة الحكيمة للرئيس مبارك". صرح السفير "محمد رفاعة الطهطاوي" المتحدّث الرسمي باسم شيخ الأزهر، بأنه تمّ إصدار البيان في منزل الإمام الأكبر، بحضور الأنبا "بسنتي" -أسقف حلوان والمعصرة وعضو المجمع المقدّس بالكنيسة الأرثوذكسية- والدكتور "علي السمّان" -نائب رئيس اللجنة الدائمة للحوار بين الأديان بالأزهر سابقا- وأُخذت صورة من البيان إلى البابا شنودة في الكاتدرائية، فوقّعها، وأعيدت مرة أخرى إلى الإمام الأكبر للتوقيع. من جانبه أكد الأنبا "بسنتي" أنه لم يحضر توقيع البابا للبيان الذي كان "نتاج جهد شهور وأسابيع ماضية وليس وليد لحظة"، وقال: "هذا البيان يعبّر عن فكر البابا شنودة والدكتور الطيب، والدكتور "علي السمان"، وأنا وغيرنا كثيرون ممن يخافون على مستقبل هذا البلد". في سياق متصل، اتّفق علماء الأزهر والكنائس المصرية الثلاث على الترحيب بخطاب الرئيس مبارك بمناسبة احتفالات 6 أكتوبر، وتشديده على أن "الوحدة الوطنية خطّ شائك لن يُسمح لأحد بتجاوزه". ووصف الدكتور علي الدين هلال -أمين الإعلام بالحزب الوطني- الفتنة الطائفية في مصر ب"الكارثة"، وأشار إلى أن هناك قوى تسعى لانهيار الحياة المدنية في مصر، غير أنه لم يستبعد أن يكون هؤلاء الأشخاص أدوات في أيدي قوى خارجية. وأرجع "هلال" خلال حلقة برنامج "الحياة اليوم" مساء أمس الأول (الثلاثاء) على تليفزيون الحياة المسئولية إلى المجتمع والدولة، قائلا: "افرض أن الدولة مقصّرة لأي سبب، أين المجتمع المدني وباقي مؤسسات الدولة؟". ويُذكر أن هذا البيان المشترك جاء على خلفية تصريحات للأنبا "بيشوي" حول كون المسلمين بمصر ضيوفاً، وتصريحات للدكتور محمد سليم العوا، بوجود أسلحة في الكنائس، وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة الكثير من المواطنين والمفكرين ورجال الدين من الطرفين، وسببت احتقانا شديدا جاء البيان المشترك للتخفيف من حدّته، وللحفاظ على الوحدة الوطنية لمصر. عن المصري اليوم