السلام عليكم.. أنا كان نفسي أفضفض لحد من زمان أوي لأن مشكلتي ما ينفعش أقولها لحد خالص؛ لأنها حساسة شوية. أنا من وأنا صغيرة ما عشتش طفولتي خالص، وبابا وماما منفصلين من وأنا في أولى ابتدائي، وبابا في بلد وماما من بلد تاني، وبابا متجوز واحدة تانية. المشكلة إن ماما حبت واحد أصغر منها، وجه اتقدم واترفض؛ لكنها اتجوزته عرفي من ورا أهلها.. وهو عارفني، جابني لما كنت في أولى إعدادي -في قمة براءتي- وورّاني الورقة العرفي.. نفسيّتي طبعاً اتدمّرت خالص، وكان بييجي البيت طبعاً، وأنا ما كنتش حابة الوضع ده.. المهم إنهم انفصلوا خالص وهو اتجوز وخلاص. وأنا في 2 ثانوي، اتعرفِتْ ماما على واحد أكبر مني ب 8 سنين، وهي عندها حوالي 45 سنة، وبرضه اتجوزته عرفي، وبييجي البيت ويبات كمان من غير ماما ما تكون قلقانة أو خايفة من حاجة. أنا مش قادرة أقول لكم نفسيتي تاعباني قد إيه.. المفروض إن دي أمي ومثلي الأعلى.. أنا دلوقتي مكتوب كتابي، وخايفة أوي جوزي يعرف بجد؛ لأن مامته عاملة لنا مشاكل، وعايزة تقول لعيلة ماما على اللي ماما عاملاه. أعمل إيه؟ أنا كل يوم عياط، وبجد تعبانة أوي أوي.. وأعامل ماما إزاي؟ بليز الرد بسرعة. dodi أختي العزيزة.. لكِ الله.. لا أستطيع تخديرك بالكلام للتخفيف من وقع ما أنتِ فيه، أقدّر موقفكِ وأعرف أنه صعب جدًا؛ ولكن بوسعي أن أقول لكِ بثقة وضمان: إن الله عندما يبتلي عبده ببلاءٍ ما؛ فإنه يعلم بواسع خبرته سبحانه أن عبده هذا يستطيع التعامل مع ما ابتلاه به، ولهذا أخبرنا تعالى بقانونه الحكيم: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. أقول لكِ هذا الكلام لأبيّن لكِ أنكِ -بعد هذه السنوات من البلاء- أصبحتِ من القوة؛ بحيث تستطيعين التعامل مع الموقف بعون الله! تعاليْ أخبركِ كيف، وستُدهشين من نفسك بعد أن تقومي بإدارة الموقف. آنستي الصغيرة، لكي نتجاوز هذا الموقف الصعب، علينا تقسيم العمل إلى مرحلتين: مرحلة مع نفسكِ أنتِ، تأتي بعدها مرحلة العمل مع زوج المستقبل بإذن الله. ولنبدأ بأول مرحلة: يجب عليكِ أن تعي بوضوح تام بينك وبين نفسك بأن سلوك والدتك هو مسئوليتها الشخصية وحدها، وهو لا يمسّك ولا يُنقص منك؛ لأن قانون الله عز وجل هو: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}، ويتأكد هذا أكثر ما دام سلوكك مختلفاً وبعيداً عما تفعله هي كل البعد، وأنتِ تُنكرين عليها ما تفعله، كما ينبغي لأي شخص سويّ أن يفعل؛ لهذا يجب أن تكوني على قناعة تامة بهذا بينك وبين نفسك أولاً؛ حتى إذا وصلتِ إلى هذه القناعة أصبح سهلاً عليكِ تنفيذ الجزء الثاني من الحل، وهو الجزء الخاص بزوجك. وفيما يتعلق بزوجكِ فالمفهوم من كلامك أنه لم يعرف حتى الآن، وإن كان في رسالتكِ إيحاء بأن والدته تعرف بأمر والدتك (اعذريني فهذا الجزء من كلامك مبهم؛ لكني سأبني كلامي على أن زوجك لم يعرف شيئًا بعد)، وأقول لكِ: اجلسي معه لمناقشة الموضوع في هدوء، وتحكّمي في انفعالاتك حتى تثمر المناقشة.. أخبريه بأن كل إنسان مسئول عن تصرفاته، ويحمل عاقبتها وحده، مادام لم يُشرك معه أحداً فيها، وأنه لا علاقة لك بما تفعله والدتك ولا غيرها؛ مهما بلغت قرابته منكِ.. اضربي له أمثالاً نعلمها كلنا؛ حتى تُثَبّتي في ذهنه الفكرة، ذكّريه بقصة نوح وابنه مثلاً؛ ألم يكن ابن النبي كافراً وأهلكه الله ونجّى نبيه والمؤمنين؟ فهل حمل النبي وزر ابنه؟ وأخبريه عن نبي الله لوط، ألم ينجّه الله وجعل امرأته في الغابرين؟ فهل بعد حكم الله حُكم؟ وإذا كان الله لا يؤاخذنا بما فعل أهل قرابتنا وأرحامنا؛ أفيؤاخذ البشر بعضهم بعضاً بجريرة غيرهم؟ وإذا اقتنع زوجك بهذا الكلام؛ فهو شخص عاقل تأمنين على نفسك معه في المستقبل، وتضمنين بإذن الله أنه لن يظلمك ولن يأخذك بجريرة ما لم ترتكبيها.. وأما إن لم يتقبل ما تقولين -لا قدر الله- فلا تأسفي على تركه يا عزيزتي؛ فهو شخص لن يقدّرك، وسيُشعرك طول حياتكما سوياً -إن كانت بينكما حياة- بأنه قد تفضّل عليكِ بزواجه منكِ؛ وكأنك أنت التي كنت تتزوجين عرفياً من قبل وليست والدتك. لهذا أكرر، إن لم يعِ زوجك هذه الحقيقة، وهي أنك غير متحملة لعواقب تصرفات والدتك ولا من سواها؛ فاتركيه بلا تفكير ولا ذرة ندم، ولا تنسي الاستخارة بالطبع في هذا كله، وسيرزقك الله برزقكِ الحسن الذي يدّخره لكِ في الوقت المناسب بعلمه سبحانه وتعالى؛ فكوني على ثقة من أن رزقك آتيك ولن يخطئكِ، وأن ما يقضيه الله لكِ هو الخير دائماً. أما بالنسبة لتعاملك مع أمك؛ فأنصحكِ بأن تنفصلي عنها عاطفياً ونفسياً تماماً؛ لأن هذا العزل لنفسك سيُعينك على الوعي بحقيقة أنها مسئولة بمفردها عن تحمل عواقب أفعالها. هذا لا يعني أن تعقّيها أو أن تسيئي إليها، بل على العكس.. ابقيْ على برّك بها في الحدود التي لا تمسّكِ عاطفياً ولا نفسياً؛ بحيث لا تشعرين في اللاوعي بأنك متحملة معها لعواقب ما تفعل. وإن استطعتِ نُصحها برفق ولين لوجه الله فافعلي، وأنتِ بالتأكيد أدرى بإمكانية ذلك؛ فإن رأيتِ أنه لن يُجديَ أو سيفجّر مشاكل أكبر فلا تفعلي. في النهاية أتمنى لكِ كل التوفيق، وأن يهدي الله لكِ زوجك ووالدته ويكفّ عنك كل أذى.. وأتمنى لكِ فرحة قريبة تمسح عنكِ كل همّ.