في فيلم Wolverine، الذي يمثّل أحدث أجزاء سلسلة X-Men، كان البطل ضحية تجربة عسكرية قاسية تهدف لإحلال عظامه الطبيعية بعظام أخرى معدنية شديدة القوة؛ بحيث يصبح هذا الشخص سلاحاً لا يُقهر في يد الجيش. وفي فيلم V for Vendetta البطل كان ضحية لمصل تجريبي أدى لتعديل في خلاياه وانعكاساته العصبية. هذه التجارب الغريبة شديدة الطموح ليست بعيدة عن عالم العسكريين؛ بل هناك ما هو أغرب منها. في السطور التالية نلقي نظرة على بعض التجارب العسكرية الأكثر جنوحاً.. بالطبع فإن معظم التجارب العسكرية -إن لم تكن كلها- تتسم بطابع السرية؛ لذا فإن ما لا نعرفه يكون أكثر بكثير مما يُعلن عنه.
فيتامين "أ" يحتوي على جزيء يدخل في تركيب الخلايا الحساسة للضوء في العين رؤية الأشعة تحت الحمراء خلال الحرب العالمية الثانية، أرادت البحرية الأمريكية أن تعزز قدرة الرؤية الليلية لدى الجنود، ليتمكنوا من رؤية الإشارات التي تبعثها السفن ليلاً بالأشعة تحت الحمراء.
الأشعة تحت الحمراء لا تدخل ضمن مجال الرؤية لدى العين البشرية؛ لكن من المعروف أن فيتامين "أ" يحتوي في تركيبه على جزيء يدخل في تركيب الخلايا الحساسة للضوء في العين، كان العلماء يأملون أنه إذا تمّ تعديل تركيب فيتامين "أ" فإنه يمكن تغيير حساسية الضوء في العين لتتضمن أطيافاً أخرى من الضوء.
في التجربة تم تغذية الجنود بأكباد أسماك معينة تُدعى أسماك الحراب، وعلى مدى عدة أشهر تغيّر مدى الرؤية بالفعل لدى الجنود؛ بحيث صاروا قادرين على رؤية الأشعة تحت الحمراء؛ لكن هذه الأبحاث أجهضت بمجرد اختراع النظارة التي تتيح رؤية الأشعة تحت الحمراء.
على الجانب الآخر كانت اليابان تفعل شيئاً شبيهاً مع طياريها؛ إذ حضّر الأطباء اليابانيون تركيبة تعزز امتصاص فيتامين "أ" في الجسم، وقد تحسنت الرؤية الليلية لدى الطيارين اليابانيين بنسبة وصلت إلى 100% في بعض الحالات.
استمرّ إجراء التجارب على 400 شخص لدراسة تأثير الإشعاع على الجسم حقنة "البلوتونيوم" بالقرب من نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الولاياتالمتحدة على وشك التوصّل إلى القنبلة الذرية، وكان العلماء يريدون أن يعرفوا أكثر عن أضرار "البلوتونيوم". بدأت التجارب في 10 إبريل 1945 بحقن البلوتونيوم في أحد ضحايا حوادث السيارات لدراسة مدى سرعة وكفاءة الجسم البشري في التخلص من المواد المشعّة، واستمرّ إجراء التجارب على 400 شخص آخرين لدراسة تأثير الإشعاع على الجسم وما هي الجرعة التي يمكن تحملها. لم تعرف نتائج هذه التجارب السرية سوى عام 1995 عندما تمّ الإفراج عنها وعن وثائقها السرية.
قبل صعود الإنسان إلى الفضاء ثم إلى القمر فإنه جرّب أولاً ركوب الصواريخ! ركوب الصاروخ قبل صعود الإنسان إلى الفضاء ثم إلى القمر؛ فإنه جرّب أولاً ركوب الصواريخ!.. أجرت ناسا التجارب أولاً على قرود الشامبانزي لدراسة تأثير التعرض لسرعة أكبر من 400 ميل في الساعة، وكانت النتائج مميتة؛ حيث تعرّض معظم القرود لتلف في المخ. بدءاً من 1954، عرّض الكولونيل جون ستاب -من القوات الجوية- نفسه لتجارب منهكة من أجل هذه الأبحاث؛ حيث عرّض نفسه لضغط يصل إلى 35 ضعف الجاذبية الأرضية، ولعجلة متزايدة ومتناقصة، ولسرعات كبيرة وصلت إلى 632 ميلاً في الساعة! خلال التجارب تعرض ستاب إلى الكثير من المشاكل، منها تحطم أضلاعه والكثير من الكسور وارتجاج في المخ ونزيف من العينين.
طلب الجنود أن يتطوعوا لإجراء التجارب الطبية بدلاً من خوض المعارك مرضى بالاختيار عندما يتعلق الأمر بالحرب على البكتيريا والفيروسات؛ فمن الصعب جداً إيجاد جنود يقبلون التطوع لإجراء التجارب. خلال فترة الحرب الباردة، تقدّم 2300 مجند ينتمون إلى طائفة "الأدفنتسيت" المسيحية بطلب إلى الجيش الأمريكي لسحبهم من الجيش؛ لأنهم كانوا يشعرون بتأنيب ضمير كبير لأنهم إذا اضطروا للقتل في الحرب فإنهم بذلك ينقضون الوصية الإنجيلية "لا تقتل"، وطلب هؤلاء الجنود أن يتطوعوا بدلاً من ذلك لإجراء التجارب الطبية، وقد وافق الجيش على طلبهم في عملية سرية سُمّيت عملية "البالطو الأبيض". استمرت العملية من 1954 إلى 1973، وتعرّض خلالها المتطوعون إلى مشاكل صحية كثيرة بسبب التجارب، لكن أياً منهم لم يلق حتفه بسببها.
تعرّض الكابتن "كيتينجر" لظروف صعبة في التجربة التي حطم فيها الأرقام القياسية السقوط بسرعة الصوت عندما أرادت القوات الجوية الأمريكية أن تكتشف مدى تحمّل الجسم البشري للسقوط من ارتفاعات شاهقة؛ وذلك في حالة ما إذا اضطر الطيارون للقفز من الطائرة في تلك الارتفاعات، لجأت إلى الكابتن "جوزيف كيتينجر" الذي كان قد قام بالكثير من تجارب القفز الخطرة خلال الخمسينيات.. كان الكابتن "كيتينجر" يصعد بالمنطاد إلى ارتفاعات تتجاوز عشرات الآلاف من الأقدام، ثم يسقط سقوطاً حراً مستعملاً الباراشوت للهبوط في صحراء "نيومكسيكو".
أصعب تجربة قام بها الكابتن والتي حطم فيها الأرقام القياسية كانت في 16 أغسطس 1960، عندما قفز من ارتفاع 102800 قدم (أي حوالي 20 ميلاً من سطح الأرض!) ووصلت سرعة سقوطه إلى 614 ميلاً في الساعة، وهي سرعة تقترب من سرعة الصوت، وفي هذه التجربة أيضاً تعرّض الكابتن لدرجة حرارة تقلّ عن 34 درجة تحت الصفر، من العجيب أنه ظلّ حياً!
تمّ التوصل إلى بودرة إذا نثرت على الأعداء تجعلهم في حالة شبيهة بالسبات لعدة أيام حرب الهلوسة العقاقير المخدرة كالماريجوانا وLSD وغيرها ليست فقط مجرد أشياء يشتريها المدمنون من الشوارع الجانبية من خلف ظهر الشرطة لقضاء أوقات ممتعة بعيداً عن الواقع؛ لكن الباحثين كانوا يأملون أيضاً في استخدامها كأسلحة كيماوية. تمّ إجراء التجارب على متطوعين في الجيش الأمريكي في الفترة من 1955 إلى 1972، وتمّ التوصل إلى مادة على شكل بودرة إذا تمّ نثرها على جنود الأعداء، يمكن أن تجعلهم في حالة شبيهة بالسبات تستمر معهم لعدة أيام؛ لكن لم تستخدم النتائج التي تمّ التوصل إليها.
اشترك بحّارة أمريكيون في تجارب تهدف لدراسة تأثير غازات الأعصاب على البشر غاز الأعصاب في الفترة من 1963 وحتى بداية السبعينات اشترك المئات من البحّارة الأمريكيين في تجارب ضمن "المشروع 112" الذي كان يهدف إلى دراسة تأثير غازات الأعصاب مثل السارين وVX على البشر؛ وذلك لاتخاذ احتياطات السلامة اللازمة في حال تعرض الجنود لهذا النوع من الغازات.. كانت هذه واحدة من أخطر تجارب التعرض لغازات الأعصاب، وقد كشف البنتاجون عن النتائج في 2002.
البنتاجون الأمريكي أنفق أكثر من 20 مليون دولار على الأبحاث الخاصة بظاهرة ESP الرؤى النفسية لا يحظى علماء النفس بالتقدير ذاته الذي يحظى به العلماء الآخرون؛ لكن البنتاجون الأمريكي أنفق أكثر من 20 مليون دولار على الأبحاث الخاصة بظاهرة ESP في الفترة من 1972 وحتى 1996، وظاهرة ESP هي ظاهرة الإدراك الفائق للحواس، والتي يقال إن بعض الناس يتمتعون بها دون غيرهم. كانت التجارب تستهدف الذين يتمتعون بهذه المواهب في محاولة لأن يروا أماكن لم يروها من قبل قط، مثل المنشآت النووية والتجهيزات العسكرية المعادية مثلاً؛ لكن المشروع ألغي بعد ذلك.
النوم هو أسوأ عدو للمحارب إذ لا يعرف متى يهجم العدو محارب لا يتوقف قد يكون النوم هو أسوأ عدو للمحارب؛ إذ لا يعرف متى يهجم العدو، فلا توجد في الحروب مواعيد عمل رسمية؛ لذا فإن فترات النوم قد تكون مميتة، كما يصعّب النوم من أداء المهمات الطويلة أو التي يسبقها ساعات طويلة من الطيران أو الانتقالات؛ لذلك تعطي بعض الجيوش محاربيها مواداً منبهة ومنشطة مثل "الأمفيتامينات"، وهناك عقار يحتوي على مادة تدعى "مودافينيل" إذا تعاطاها الجندي؛ فإنه يظلّ مستيقظاً لمدة تصل إلى 40 ساعة دون أن يشعر بالتعب، وتجري وكالة "داربا" -التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية- المزيد من الأبحاث من أجل التوصل إلى وسائل أخرى لمنع النوم عن طريق التحفيز المغناطيسي للمخ. وكالة "داربا" العسكرية تعمل على مشروع الدرع الداخلي لجعل الجنود غير قابلين للقتل الدرع الداخلي قد يبدو الأمر خيالياً؛ لكن وكالة "داربا" العسكرية الأمريكية تعمل بالفعل على مشروع يدعى Inner Armor (الدرع الداخلي)، ويهدف المشروع إلى جعل الجنود غير قابلين للقتل؛ سواء كان التهديد الذي يواجههم كيميائياً أو إشعاعياً أو بيولوجياً أو حرارياً، أو عن طريق الأمراض الفتاكة، أو الظروف البيئية القاسية. لم يعرف الكثيرون ما تمّ التوصل إليه في المشروع؛ لكن من الواضح أن العلماء يعتمدون على الطفرات الجينية لتحقيق فكرة الدرع الداخلي.