أعلنت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة -في وقت سابق خلال الأسبوع الماضي- أنها ستمنع خدمات "بلاك بيري" في البلاد؛ مما أسفر عن درجة ليست بالقليلة من الذعر بين المهووسين بالجهاز من السكان المحليين ورجال الأعمال المتجهين إلى دبي؛ فيما يلي نعرِض عدداً من الأجهزة والتقنيات التي تمّ حظرها أو فُرضت عليها قيود من قِبَل الحكومات. 1- الإمارات والسعودية تحظران هواتف "بلاك بيري" من المعتاد أن ترى "بلاك بيري" ملتصقاً بأيدي الأمريكيين؛ ولكن بدءاً من 11 أكتوبر 2010 يتوجب على المسافرين إلى الإمارات العربية المتحدة مراجعة بياناتهم الهامة قبل عبور حدودها؛ حيث أعلنت منظمة الاتصالات الإماراتية في 1 أغسطس 2010، أن زوار دولة الإمارات، بالإضافة إلى بعض مشتركي شبكة الاتصالات الإماراتية -البالغ عددهم نصف مليون مشترك- سيضطرون اعتياد العيش دون إرسال رسائل أو بريد إلكتروني أو تصفح الإنترنت باستخدام "بلاك بيري". منذ فترة طويلة ودول الإمارات والهند والكويت، في صراع مع الشركة الكندية المصنّعة لهواتف "بلاك بيري"، بسبب تشفير الجهاز؛ مما يجعل من المستحيل تقريباً بالنسبة لهذه الحكومات مراقبة محتوى الجهاز للكشف عن أية مادة سياسية أو أخلاقية مثيرة للجدل، وهو ما دفع مساعد وزير الخارجية الأمريكي "بي. جي. كارولي" لانتقاد ذلك الحظر الشامل، الذي قد يضرّ بحركة التجارة في البلاد وتطلعاتها السياحية قائلاً: "نحن نرى أن المجتمعات يجب أن تنفتح لمثل هذه التقنيات الجديدة، التي تتيح الفرصة لزيادة رفاهية وقدرات البشر"، وأضاف "نعتقد أن ما حدث يشكل سابقة خطيرة". من ناحية أخرى، وبعد يومين من إعلان هذا الحظر في الإمارات، أعلنت المملكة العربية السعودية بدورها أنها ستوقف خدمة رسائل "بلاك بيري" بحلول نهاية الأسبوع، ثم عادت الخدمات مرة أخرى بعد توقفها ل24 ساعة؛ على الرغم من قرار السلطات بوقف هذه الخدمات بسبب مخاوف أمنية؛ كما أكّد مستخدمون لهذا الهاتف المتعدد الوسائط. سبب هذه المشكلة هو أن المعلومات والرسائل الإلكترونية المشفرة ل"بلاكبيري"، يتم تخزينها في المقر الرئيسي لشركة (RIM) في كندا؛ ما يعني عدم إمكانية اطّلاع طرف ثالث كأجهزة الاستخبارات عليها. "ديمقراطية".. أحد الكلمات التي تحجبها محركات البحث في الصين 2- جدار حماية الصين العظيم تحظى الصين بعدد هائل من مدمني الإنترنت أكبر بكثير من عدد السكان في كثير من البلدان، وتدرك قيادتها تماماً قوة شبكة الإنترنت؛ حيث أشادت "الورقة البيضاء" التي أصدرتها الحكومة الصينية في يونيو الماضي بشبكة الإنترنت؛ واصفة إياها بأنها "بلورة الحكمة الإنسانية"، كالمعتاد من أحاديث حكومة بكين؛ فقد ذكّرت العالم بأنه "داخل الأراضي الصينية، تقع شبكة الإنترنت في نطاق سيادة السلطة الصينية، وأكدت في ذات الوقت أن استقلالية الإنترنت يجب احترامها وحمايتها". وهو ما يُلمح إلى المجموعة الكبيرة والغامضة -في كثير من الأحيان- من المواقع التي فرضت عليها الحكومة الفاشية حجباً أو حظراً، ثم خففت من وطأته ثم أعادت فرضه بعد ذلك على مساحات كاملة من العالم عبر الإنترنت. وبسبب غضبها من الرقابة، سحبت "جوجل" عملياتها خارج بكين في وقت سابق من هذا العام، في الوقت الذي لا يمكن دخول المواقع الإخبارية الأجنبية مثل خدمة "بي بي سي" الصينية ؛ في حين أن بعض محركات البحث تمّ برمجتها من قِبَل الحكومة لحجب أو إعادة توجيه أية عملية بحث تتضمن كلمات رئيسية حساسة مثل "ديمقراطية" أو "4 يونيو" (تاريخ حملة القمع في ميدان "تيانانمين" في عام 1989). ولا يزال متصفحو الإنترنت يكافحون ضد الرقابة حتى الرمق الأخير؛ ذلك لأن مواقع مثل: "ويكيبيديا"، "فيس بوك"، "يوتيوب"، "تويتر"، وحتى خدمة "مستندات جوجل" كثيراً ما يتم حجبها. ويتحايل السكان المحليون والمراسلون المقيمون بالصين على هذا الأمر عن طريق التصفح من خلال "سيرفرات بروكسي- proxy servers"؛ بينما يتوجب على أي زائر أجنبي غير محنك احترام السيادة الصينية على شبكة الإنترنت، وهو ما يعني بشكل عام أن ترحل بعيداً عن حاسوبك الشخصي وأنت تشعر باشمئزاز. حظرت باكستان "فيس بوك" رداً على حملة الرسوم المسيئة ضد النبي 3- باكستان تحظر "الفيس بوك" اتضح أن "ساوث بارك + محمد (صلى الله عليه وسلم) + فيس بوك + باكستان" ليست توليفة جيدة على الإطلاق؛ ففي 19 مايو 2010، أصدرت باكستان أمراً قضائياً لحظر موقع الشبكة الاجتماعية "فيس بوك" محلياً؛ وجاء ذلك رداً على الحملة التي قام بها بعض أعضاء الفيس بوك تحت شعار "ليرسم الجميع.. يوم محمد!". وقد خرجت هذه الحملة باسم حرية التعبير للدفاع عن انتقادات شديدة وُجّهِت لحلقة مسلسل "ساوث بارك" التي أظهرت محمد (نبي الإسلام) في صورة مسيئة. وحثت هذه الصفحة على ال"فيس بوك" المستخدمين بإرسال رسومات للنبي -وقد جاء بعضها فاضحاً وعنصرياً- واعتبرتها المحكمة -الواقعة في لاهور- "كُفراً متعمداً وبشكل متهور". (من المعروف أن رسم صور للنبي محمد أمر محظور في الإسلام)، وقد تمّ رفع الحظر بعد 12 يوماً، عندما أكد "فيس بوك" لباكستان أن أياً من تلك المواد غير اللائقة لن يكون متاحاً للمستخدمين من باكستان. مؤشرات الليزر بدت فكرة جيدة حال ظهورها 4- مؤشرات الليزر مؤشرات الليزر بدت فكرة جيدة حال ظهورها.. فكما تفوّق "باور بوينت" كبرنامج لعرض الشرائح المصورة باستخدام أجهزة العرض الضوئية (بروجيكتور)، وسبق أن ساهمت أشعة الليزر في الحفاظ على تأمين توجيه أنظمة الدفاع الصاروخي، وحفلات موسيقى الروك؛ فإنها قد أتاحت لمقدم العرض التأكيد على نقطة دون أن يقف معترضاً تلك الشرائح الجميلة. وسرعان ما أصبحت مؤشرات الليزر أصغر حجماً وأكثر قوة. فيمكنك وضع إحداها في سلسلة مفاتيحك و"زغللة" عيني رئيسك بأشعتها أثناء أحد الاجتماعات الهامة لمناقشة الميزانية. أيضاً يمكنك إبهار أطفالك بتوجيه أشعتك إلى المجموعة النجمية "أوريون"؛ حتى أنك تستطيع استخدام واحد لإبعاد الدببة البرية المزعجة أثناء التخييم في الخلاء. أو يمكنك تصويب أشعته في عيني حارس مرمى كرة القدم خلال إحدى مباريات تصفيات كأس العالم (كما حدث أثناء مباراة المملكة العربية السعودية في مواجهة كوريا الجنوبية 2008)، أو ربما باتجاه الطائرات العابرة، وهو ما حدث في عام 2008؛ ففي أعقاب سلسلة من هجمات الليزر على طائرات الركاب في سيدني، حظرت الحكومة الأسترالية مؤشرات الليزر عالية الطاقة. وحذا حذوها معظم دول أوروبا؛ بينما تسمح الولاياتالمتحدة بالمؤشرات متوسطة الطاقة (حتى 5 ميجا وات)، أي شيء أكثر قوة سيسبب لك مشاكل مع القانون. "نابستر" أتاح للمستخدمين تبادل الأغاني عبر الإنترنت بالمجان 5- الكليات تحظر "نابستر" في مطلع هذا القرن، كان هناك في الغالب طريقتان للاستماع للموسيقى: أولهما مشاهدة قناة "إم. تي. في" (عندما تشغّل الموسيقى)، أو أن تتغرم قرابة 20 دولاراً لشراء سي دي (قرص مدمج). أما الآن يمكنك دخول موقع "شون فانينغ"، وهو طالب جامعة "نورث إيسترن" الذي اخترع "نابستر"، وهو برنامج الكمبيوتر الذي يتيح للمستخدمين تبادل الأغاني عبر الإنترنت. وانتشرت الموسيقى فجأة في كل مكان وكله بالمجان. في واحدة من أولى المعارك الكبرى حول الملكية الفكرية في عصر الإنترنت، رفع فريق الميجا-ميتال "ميتاليكا-Metallica" دعوى قضائية ضد موقع "نابستر" لانتهاكه حقوق النشر، في الوقت الذي كان لدى طلاب الجامعات ما يُقلقهم بصورة أكبر وبشكل عاجل؛ حيث بدأت الكليات حظر "نابستر" لأن الملفات المتشاركة تخطّت كافة مساحة عرض النطاق الترددي المتوافرة للموقع. وذكرت شبكة "سي. إن. إن" في عام 2001 أن 34% من الكليات والجامعات الأمريكية حظرت "نابستر"، وفي صيف عام 2001 ، كانت نهاية "نابستر" المجاني. ومع ذلك فإن الحفل لم ينفضّ؛ حيث ظهرت النسخ المُقلّدة مثل "بير شير- Bearshare" و"لايم واير- Limewire"، وبالرغم من كونها بطيئة وساذجة؛ لكن الموسيقى لا تزال مجانية. وفي عام 2008 حظر قانون حقوق النشر للألفية الرقمية أي مشاركة غير قانونية للملفات، وفرض غرامات تصل قيمتها إلى 30 ألف دولار مقابل كل أغنية يتم تحميلها، ثم قامت المدارس بتثبيت برامج حجب، منهية بذلك الجدل الدائر حول مشاركة الملفات منذ عشرة أعوام. اقرأ أيضا: أشهر 10 تقنيات حظرتها الحكومات (2)