بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع بعض الأسئلة التي وردت إلينا، نُجيب عليها في هذا الموقع المبارك "بص وطل". ورد سؤال يقول: حلف شخص بالطلاق على فعل شيء، قال "عليّ الطلاق لأفعلن كذا"، ولم يتمّ، فلم يفعل؛ فما حكم الدين في هذا؟ ذهب العلماء على أن هذه اللفظة "علي الطلاق" لم تكن موجودة في لسان الصحابة ولا في لسان المسلمين إلى القرن الرابع الهجري؛ ولذلك ذهبوا إلى البحث عن معناها اللغوي، وكان عندما كان عند المسلمين رقيق يقول "عليّ الطلاق وعليّ العتاق" أي أنه يعتق ما تحت يده من عبيد وجواري وكذا، إلى آخره.. "عليّ الطلاق والعتاق" والاثنين فيهم آخرهم قاف، فيكون الأمر موزوناً، ثم بعد ذلك بعدما انتهى الرقّ أصبح الناس يلوكون بألسنتهم هذا التعبير الجديد الذي ظهر في نحو القرن الرابع الهجري، ولم يكن موجوداً لا عند الصحابة ولا التابعين ولا الأئمة المتبوعين ولا مَن بعدهم إلى القرن الرابع الهجري. "عليّ الطلاق" ما معناه في اللغة: الطلاق واجب عليّ، والوجوب يأتي في الشريعة بالقَسَم باليمين بأن تحلف بالله؛ فكأنه قال "والله لأطلّقن زوجتي إذا لم أفعل كذا، أو والله لأطلّقن زوجتي إذا فعلت كذا"؛ فهو يمين بالله، يقول الفقهاء هو في قوة اليمين؛ لأنه لم يصرّح بكلمة الله، لم يقل "والله - بالله - تالله"؛ هذا هو القسم الصريح؛ لكنه هنا في قوة اليمين؛ ولذلك فهذا الرجل كأنه قال "والله سأفعل كذا وإلا أطلّق زوجتي"؛ فكأنه أقسم على طلاق زوجته إذا لم يفعل كذا.. فماذا يفعل.. شخص قال هكذا "والله لأطلّقن زوجتي"؟ هو إما أن يطلق زوجته؛ فيكون قد نفّذ يمينه هذا الذي أقسمه، وحينئذ لا شيء عليه، وإما أن يريد أن يرجع في هذا اليمين وأن يتوب إلى الله، ووجد أن هدم الأسرة أمر كبير وأن "أبغض الحلال عند الله الطلاق" وأنه قد تسرّع في هذا اليمين؛ فعليه أن يكفّر عن يمينه، وكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما نأكل، وقُوّمت الكفّارة ب5 جنيه للفرد الواحد؛ إذن 5 × 10 مساكين ب50 جنيه، أو كسوتهم أو تحرير رقبة؛ فإن لم يجد فصيام 3 أيام. إذن الذي لا يستطيع أن يُخرج ال50 جنيه؛ مش هيقدر يخرج كسوة 10 (500 جنيه)، أو تحرير رقبة يعني 5000 جنيه.. إذا كان هو مش معاه 50 جنيه؛ فليصم 3 أيام. فكفارة اليمين؛ إما أن تُطعم 10 مساكين، وإما أن تصوم 3 أيام.. ولا يصبح عليه أي طلاق.. إذن كلمة "عليّ الطلاق" لا يُحسب بها الطلاق؛ وإنما هي في قوة اليمين. سؤال آخر: هل عرف الشرع شيئاً في قوة اليمين؟ لم نذكر اسم الله وبالرغم من ذلك الشرع اعتبره في قوة اليمين؟ نعم، النَّذْر كذلك.. شخص قال "نذرت لله أن أذبح خروفاً".. "نذرت" دي معناها: والله لأذبحنّ خروفاً، ولذلك فكفارة الرجوع في النذر هي كفارة اليمين، والفقهاء جمعوا بين النذر واليمين؛ لأنهما من جنس واحد، من جنس القَسَم بالله؛ ولكن في هذا تصريح وفي هذا تضمين وتلميح. إلى لقاء آخر.. نستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: ************************** بسم الله الرحمن الرحيم {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} مع اقتراب شهر رمضان الكريم تتبادر إلى الأذهان أسئلة تتعلق بفقه هذا الشهر العظيم.. عن الصيام وعن الصلاة وعن القرآن في شهر الصيام.. ونحن في "بص وطل" نرحّب باستقبال أسئلتكم المتعلقة برمضان، ليجيبكم عنها فضيلة الدكتور "علي جمعة" مفتي الجمهورية.. فهيا اسألوا المفتي.. لإرسال سؤال متعلق بشهر رمضان اضغط هنا