* تسأل أميرة عبدالتواب عبدالحميد من الساحل بالقاهرة: أقسمت بالله ثلاثا ألا أكلم إحدي صديقاتي ثم اضطررت للكلام معها فهل تلزمني كفارة وهل يجوز استبدال الطعام نقودا؟ ** يقول د.عبدالله الصبان الأستاذ بجامعة الأزهر: من حلف علي شيء ورأي غيره خيرا منه فعليه أن يفعل الخير ويكفر عن يمينه والكفارة إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام. ويمكن أن يقوم الطعام بالنقود ويوزع علي عشرة مساكين بالتساوي فإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام متفرقات أو متتابعات وعلي كل مسلم أن يحافظ علي أيمانه ولا يقسم إلا عند الضرورة حتي لا يندم بعد فوات الأوان. يسأل المواطن محمد أحمد إبراهيم سعد من إمبابة- الجيزة قائلا: ما الحكم في أن ينذر شخص نذرا دون تحديد وقت معين للوفاء به؟ روي الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما النبي صلي الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقال أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم وأن يصوم فقال النبي صلي الله عليه وسلم مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه. ففي هذا الحديث دليل علي أن الأمور العادية التي لا تعد طاعة ولا معصية والتي يرتب عليها أذي يصيب الإنسان في بدنه أو يشق عليه فعله مما لم يكن مشروعا في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا ينعقد به نذر ولا يجب الوفاء به بل يكون تركه أولي من فعله كمن نذر أن يمشي حافيا أو أن يجلس في الشمس أو يظل واقفا يوما كاملا ونحو ذلك.. قال الله تعالي: "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليما" 147 سورة النساء. وروي الشيخان بسندهما عن عقبة بن عامر قال: نذرت أختي أن تمشي إلي بيت الله فأمرتني أن استفتي لها رسول الله صلي الله عليه وسلم فاستفتيته فقال: لتمشي ولتركب أي لتذهب إلي بيت الله راكبة. وروي الإمام أحمد أيضا عن عقبة قال: نذرت أختي تمشي إلي الكعبة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله لغني عن مشيها لتركب ولتهدي بدنة". وعلي ضوء ما سبق يتضج لنا أن النذر إذا كان طاعة فيجب الوفاء به فإن مات من نذر ولم يؤد ما نذره أدي عنه وليه. روي الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما: "قال: جاءت امرأة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها فقال أرأيت لو كان علي أمك دين قضيته أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك". ونقول للأخت السائلة قد نذرت نذر طاعة فأسرعي بالوفاء به فإن ذلك خير لك.