في كل مرة سوف أقدّم لك ترجمة وكلمات أغنية أجنبية من أيام شبابي (أي عندما كانت الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس). أغنية دفنت وغطّاها الصدأ فالتراب لكن يكفي أن تحملها بين أناملك لتدرك أي بريق وسحر فيها.. سمّه ما شئت.. سمّه نوعاً من ثرثرة العجائز على غرار (الغنا ده كان أيامنا إحنا).. أو سمّها رغبة في أن تشاركني هذه النشوات القديمة.. المهم أني أضمن لك الاستمتاع.. طبعاً كان لا بد للمطرب اليوناني السكندري "ديميس روسوس" أن يكون مختلفاً في كل شيء.. منذ العام 1975 حتى 1985 تقريباً سيطر "ديميس روسوس" على الحياة الغنائية في مصر، وقدّم فيها عدة حفلات.. إنه واحد من المطربين العالميين الذين وُلدوا في مصر ولم ينسوا هذا؛ ومنهم "داليدا" بنت شبرا، و"كلود فرنسوا" ابن الإسماعيلية، و"روسوس" ابن الإسكندرية.. قيل وقتها إنه سليل أسرة الحلواني الشهير "روسوس"؛ لكنه نفى ذلك. كان "دميس روسوس" أيقونة للشباب بشكله المميز -قريب جداً من ملامح أبي الليف على فكرة!- وجلبابه الواسع وبدانته المفرطة التي عولج منها مؤخراً، كما أن موسيقاه كانت مختلفة تماماً بطابعها شبه العربي، شبه الهندي، وبالذات هذه الأغنية التي نقدّمها اليوم، والتي سببت ما يشبه الحمى لدى الجمهور المصري.. حتى من لا يعرف حرفاً من الإنجليزية كان يحفظ لحنها، وكنت تسمعها حتى في محلات عصير القصب ومطاعم الفول والطعمية، وسرعان ما غنّاها مطرب عربي بكلمات عربية هي "راحوا من تاني". كما قلنا: وُلد "روسوس" في الإسكندرية لأسرة يونانية، أبوه هو المهندس "يورجوس روسوس"، بعد أزمة السويس عاد والداه إلى اليونان، جرّب حظه مع عدد من الفرق؛ لكنه حقق نجاحاً مع فريق "طفل أفرودايت" وهو فريق رائع سوف نقابل هنا بعض أغانيه؛ ومنها "نهاية العالم" و"المطر والدموع". لم يشتهر في الولاياتالمتحدة؛ لكنه حقق الكثير في أوروبا، وكان له جمهور خاص في روسيا والبرازيل.. ثم قدّم أول أغنية منفردة هي "سوف نرقص"، ثم قدم "للأبد وأبداً" عام 1973؛ فتصدّرت قوائم الأغاني، وتلتها أغان شهيرة جداً مثل "النهار المخملي" و"وداعاً يا حبيبتي" و"الريح يا صاحبي" و"سعيد بكوني على جزيرة في الشمس". بعض أغانيه كتبها ولحّنها المصري "أشرف طلباوي"، وإن كنت غير متأكد من مؤلف وملحن أغنية اليوم. كان "روسوس" يجيد عدة لغات، وقد سجّل أغانيه بأكثر من لغة.. إن نجاح "دميس روسوس" والتأثير الهائل الذي تركه على الغناء الغربي في مصر لا يمكن وصفه، كما لا يمكن تذكّر عدد الأغاني التي حققت نجاحاً ساحقاً في مصر، وإن كان على رأس القائمة دائماً أغنية اليوم "بعيداً جداً"؛ حتى أنه في إحدى الحفلات التي قدّمها في مصر فَقَدَ أعصابه وصاح في الجمهور بالعربية (اصبروا شويه..)؛ لأن الجمهور ظلّ يطالب بها منذ اللحظة الأولى. كلمات الأغنية سهلة واضحة، وإن كان مقطع "أنكِ منذ الغد ستبقين أكثر من مجرد يوم" لا يريحني.. منذ كنت في الصف الثالث الإعدادي وأنا لا أفهم ما يريد قوله بالضبط! يمكنك سماع أغنية اليوم على هذه الوصلة: إضغط لمشاهدة الفيديو: ثمة رجل محظوظ سوف يأخذك بعيداً.. بعيداً جداً جداً.. سوف يأتي يوماً ما.. لأرض أخرى سوف يأخذك بعيداً.. بعيداً جداً جداً.. هذا سيحدث حتماً كما يقولون.. ******************* There's a lucky man who'll take you faraway, faraway, so very very faraway he will come some day To another land he'll take you faraway faraway, so very very faraway this will come they say ******************* لا أحد يعرف من الذي سيشاركك حبك النقي الجميل.. لكن في عينيك أرى أن هذا الشخص سيكون أنا.. ****************** Nobody knows, who will share all your love pure and fair but in your eyes I can see that someone will be me ******************* من سيظفر بقلبك يا حبوبتي؟ من يستطيع القول؟ أنك منذ الغد ستبقيْن أكثر من مجرد يوم.. **************** Who will catch your heart my lovely who can say, who can say from tomorrow you will stay more than just a day **************** لأرض أخرى سوف يأخذك بعيداً.. بعيداً جداً جداً.. والحب سوف يرشد طريقكما.. لا أحد يعرف من الذي سيشاركك حبك النقي الجميل.. لكن في عينيك أرى أن هذا الشخص سيكون أنا.. ****************** To another land he'll take you faraway, faraway, so very very faraway love will show the way Nobody knows, who will share all your love pure and fair but in your eyes I can see that someone will be me *****************