شهدت العاصمة الألمانية برلين يوم السبت 17 أكتوبر افتتاح متحفها الجديد للزائرين، والذي تعتبر أهم قطعه الأثرية رأس الملكة الفرعونية نفرتيتي التي جذبت أنظار العالم بأكمله، واعتبرها البعض بمثابة "موناليزا" العصور القديمة. وعلى الرغم من سوء حالة الجو والأمطار الغزيرة اصطف الكثير من السائحين منذ ساعات مبكرة حتى يتمكنوا من نيل شرف رؤية تمثال رأس ملكة النيل داخل المتحف، الذي أعيد تشييده عقب تدميره أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد يضطر بعض محبي الملكة إلى الانتظار لمدة طويلة حيث أن المتحف لا يتسع أثناء فترات الزيارة لأكثر من 1200 شخص، لأسباب أمنية وضعتها إدارته بالتعاون مع السلطات. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد افتتحت المتحف يوم الجمعة، دون استقبال زائرين، لتكتمل عملية استعادة منطقة (جزر المتاحف) والتي بدأت بعد سقوط سور برلين. ويضم المتحف حوالي تسعة آلاف قطعة من المتعلقات والتحف الفرعونية، بين توابيت وأوراق بردي وتماثيل ومنحوتات. وبهذه الطريقة تبقى "الملكة الفرعونية" -التي طالما طالبت مصر بعودتها إلى أراضيها، لأنها خرجت من البلاد بصورة غير قانونية- بجانب تمثال زوجها إخناتون داخل الأراضي الألمانية. وتنتمي الملكة نفرتيتي إلى الأسرة الثامنة عشر وهي زوجة الملك أمنحوتب الرابع، الذي غير اسمه بعد ذلك إلى أخناتون. وشاركت الملكة زوجها في عبادة الديانة الجديدة وهي عبادة آتون قوة قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون. وأنجبت نفرتيتى من أخناتون ستا من البنات. وتشتهر نفرتيتي بتمثالها المنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم، والذي يعتبر أشهر رسم للملكة، وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني لودفي بورشاردت في ديسمبر 1912 بتل العمارنة، ثم نقله بعد ذلك إلى ألمانيا. يذكر أن المتحف دمر في فترة الحرب العالمية الثانية بسبب عمليات القصف المتوالية، إلا أن تكلفة إعادة بنائه، والتي تولى تصميمها المعماري البريطاني ديفيد شيبرفيلد، بلغت حوالي 213 مليون يورو. وجدير بالذكر أن تكلفة إعادة افتتاح جزيرة المتاحف بأكملها، والتي تضم كلا من متحف برلين الجديد ومتحف بوده ومتحف بيرجامون والمعرض والوطني للتراث والمعرض القديم، بلغت مليار يورو. وقد أدرجت جزيرة المتاحف في قائمة التراث الإنساني لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وكالة الأنباء الأسبانية