سنة أولى قصة.. باب جديد ينضم إلى ورشة "بص وطل" للقصة القصيرة سننشر فيه بالتتابع القصص التي تعدّ المحاولات الأولى للكتّاب في كتابة القصة البسيطة. تلك الكتابات التي لا تنتمي لفن القصة القصيرة بقدر ما تعد محاولات بدائية للكتابة.. سننشرها مع تعليق د. سيد البحراوي حتى تتعرّف على تلك المحاولات وتضع يدك على أخطائها..
وننتظر منك أن تُشارك أصحاب تلك المحاولات بالتعليق على قصصهم بإضافة ملاحظات إضافية حتى تتحقق الاستفادة الكاملة لك ولصاحب أو صاحبة القصّة.. في انتظاركم... "البحيرة" البحيرة تبدو عكرة تغطيها الطفيليات والميكروبات الوسخة وتقبع فى قاعها جثث الاسماك والكائنات البحرية الصغيرة وقد تعفنت وشاركت رائحتها الكريهة فى تعكير ماء البحيرة عندما صدمت عيناى بمنظرها البشع عدت اتذكر كيف كانت بحيرة صافية ماؤها عذب لا تجد فيها ميكروب ولايجرؤ على التطفل عليها طفيلى كنت ترى الاسماك تسبح قافزة حاسمة والكائنات الصغيرة مطمئنة فى مستعمراتها ومعها قوتها ووسيلة حياتها وعندما مررت يدى فى مائها على اطفىء لهيب وجهى من شدة الحر بمائها البارد سحبت يدى مسرعة من سخونة مياهها فقد فعلت بها الكيماويات ما فعلت وزادت من حرارة ماؤها البارد الجميل عدت ادراجى الى حيث منزلى فوجدت اختى تشاهد التلفاز ورايت فيه منظرا لم اكن اتخيله رايته يعرض صورة لحياة وما هى بحياة حياة اناس يعيشون فى اماكن وسخة كصفائح القمامة فى قذارتها كاعشاش الطيور فى ضيقها كبحيرة عكرة فى مكتملها رايت اناس يفترض انهم احياء يعيشون فىتلك الاماكن الوسخة كجثث من الاسماك والكائنات الصغيرة التى قتلتها الطفيليات والكيماويات شممت رائحة عرقهم وتعبهم وعذابهم وشقائهم وفقرهم وحاجتهم وعوزهم تتصاعد كرائحة تعفن الاسماك الصغيرة لم اتحمل غيرت القناة وقررت ان اشاهد اخرى فوجدتنى ارى صورة لحياة اخرى حياة اناس يعرفون على انهم كبار يمتلكون قصور ومصانع وحدائق ويخوت ولكنهم ليسوا اكثر من ميكروب خفى دخل جسد البحيرة الصافية فبث فساده ونشر سمه فاصاب اسماكها البريئة فاخذت تهوى للقاع حتى ماتت وتعفنت وتصاعدت رائحتها الى ذلك الميكروب فزادته توحشا وبشاعة فمضى فى طريقه ينهش منها كل يوم وكل ساعة طويت صفحة الفساد قررت ان استمتع بشىء اخر يسرى عنى الهم وينسينى ما قد رايت من الغم فشاهدت قناة المفترض انها تقدم فنا ولكنه ليس بفن فلم ار فيه سوى اجساد عارية واصوات قبيحة وحركات قذرة وايماءات دنيئة والفاظ اقل ما يقال عنها انها يجب الا تقال سالت نفسى اهذا هو الفن فاجبتها انه طفيلى صغير تطفل على البحيرة واستمد من مائها الذى بدا تعكره بالفعل المحيط الذى يحتاجه لكى ينمو ويتكاثر ويكبر اكثر فاكثر حتى استشرى وانتشر واصبح لا يقدر على منعه بشر فاكمل ما بداته الميكروبات فى تلويث البحيرة الغناء ازحت ناظرى عن هذا الطفيلى لتصدم عيناى باشقاء يقتلون ويقذفون يصابون ويؤسرون ونحن صامتون وكاننا قد سمحنا لهذا الصاروخ الغربى ان يلقى بمخلفاته الضارة وكيماوياته الفاسدة الى ماء بحيرتنا فوضع اللبنة الاخيرة فى تدميره واحال مائه المتجمع المتحد البارد الذى يداوى الجراح الى ماء منفصلة ذراته ساخنة مياهه ولا ندرى اسخن الماء من فرط المواد الضارة التى القوها فيه ام من كثرة المشاحنات الساخنة والفرقة التى انشؤها بين ذراته ام من سخونة الدماء الزكية التى سالت من انقى واشجع ذرات تكوينه وعندئذ اغلقت التلفاز واغمضت عيناى متحسرة على البحيرة النقية القاهرة التى استحالت الى بحيرة عكرة صاغرة رضوى التعليق: النص تأمل ذهني يحاول أن يجمع أوجاعنا في بوتقة واحدة هي تلك البحيرة القذرة، لكنه لا ينتج دراما أو توتراً فنياً والرمز مفضوح (مفهوم بسهولة)، واللغة بها أخطاء كثيرة. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة