شكراً على موقعكم فوق الفظيع، ما شاء الله يجنن، أنا السنة دي بالنسبة لي أطول سنة دراسية بجد وإحنا دلوقتي في امتحانات آخر السنة. بس أنا بحب أصحابي جداً؛ لدرجة جنونية؛ حتى هم مستغربين إن فيه حد كده في الدنيا، تفتكروا ده صح ولا غلط إني بحبهم زيادة؟ وباخاف عليهم جداً من أقل حاجة. واللي مضايقني إن خلاص الأسبوع الجاي الكل مسافر، وكل واحدة في محافظة ومش هنشوف بعض؛ غير بعد 3 شهور.. بجد مش عارفة أنا فيه كتير قالوا لي إنه ما حدش يثق في حد للدرجة دي؛ بس أنا مش مقتنعة، ده طبع فيّ مش قادرة أغيّره. من رأيكم.. أتغير ولا أفضل زي ما أنا؟ m.n عزيزتي: كم هو رائع إعجابك بنا وبموقعنا، وإنه يسعدنا كثيراً أن تنضمي إلينا برسائلك، التي سنحرص دائماً على الرد عليها، لإعطائك النصيحة الصحيحة -قدر المستطاع- إن شاء الله. وفيما يتعلق برسالتك؛ فإن الحب بصفة عامة يا عزيزتي شيء رائع وجميل، والحب دائماً يجلب حباً، ويجلب خيراً، ويجلب سعادة. ومن النادر أن نجد اليوم شخصاً لديه هذه الطاقة الكبيرة من الحب والعطاء؛ وهذا إن دل على شيء؛ فإنما يدلّ على نبل أخلاقك، وعلى سعة صدرك، وامتلاء قلبك بالحب والحنان، ومن الجميل أن تحبي من حولك. ولكن يا عزيزتي عليك ألا تَغفلي أنك على وجه الكرة الأرضية، ولست في المريخ، أو في كوكب آخر، أنت تتعاملين مع بشر في النهاية، أي أن بداخل كل إنسان الخير والشر، وبداخل كل شخص متناقضات كثيرة؛ فإن كنت تحبين العطاء فلا تنتظري الرد من أحد؛ لأنك لو انتظرت المقابل، فسوف تتعبين كثيراً. وعليك ألا تتوقعي أن يكون المقابل دائماً جميلاً؛ فأصابعك ليست كلها متساوية، كما أن البشر ليسوا كلهم سواء؛ فستجدين من يردّ جميلك بأحسن منه، وستجدين من يتنكر لهذا الجميل؛ فعليك أن تسعدي بهذا وألا تحزني على ذاك، حتى لا تُصدمي في أحد. عليك أن تتعاملي مع الجميع؛ لكن اجعلي هناك شيئاً من الحذر، وشيئاً من المنطقية، عندما تواجهين أي شيء سيئ من أحد الأشخاص؛ فأحبي من حولك على عيوبهم، حتى لا يأتي عليك يوم ترين أن كل الناس مخادعون وغشاشون، وعندها تنغلقين على نفسك. بل ضعي أمامك أن هناك نسبة من الخطأ، نسبة من الشر، عليك أن تتوقعيها في أحب الناس إليك، وأكثرهم تمتعاً بحبك وبوقوفك إلى جواره. وفيما يتعلق بحزنك لمفارقة زملائك.. أعلم أن الأيام قد تأخذ الناس من بعضها البعض؛ ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك سؤال متبادل بينك وبينهم من حين للآخر، لقاء من حين للآخر، وعليك أن تتقبلي أعذارهم؛ لأن الحياة كلها مشاغل كما يقال. وأتمنى أن يعطيك الله بقدر ما بداخلك من حب، وأن تظلّي دائماً عطوفة محبة لمن حولك، وابتغي وجه الله بهذه المحبة دائماً؛ فتسعدين دنيا وآخرة إن شاء الله.