بعد عشر سنوات من رحيل شاعر الحب والغضب والتمرد، صدر لنزار مجموعة شعرية لم تنشر من قبل، كان قد كتبها الشاعر الراحل في آخر أيام حياته، في الفترة الممتدة من 1997 و1998، وهي فترة صراعه مع المرض قبل رحيله في 30 إبريل 1998. فكان نزار يسجل أبياته الشعرية على الدفاتر وقصاصات الأوراق والوصفات الطبية.. تلك الكتابات التي ظلت مجهولة حبيسة الأدراج إلى أن صدرت في ديوان شعري عن دار نوفل ببيروت عام 2008، تحت عنوان "أبجدية الياسمين" والتي كانت مقدمة المجموعة بقلم أولاده: هدباء وزينب وعمر، والتي جاء فيها: ولد في الربيع ورحل في الربيع. الربيع كان قَدَره كما كان الشعر. ونحن في ذكراه اخترنا لكم قصيدة من هذا الديوان بعنوان "أنا قصيدةُ حُب" يقول فيها: أنا قصيدةُ حُب.. كانتْ سبباً في سقوط العرب من الأندلس!!. (1) أنا مسئولٌ.. عن كلِّ قصيدة حبٍ كتبتها.. ابتداءً من الوصول إلى جبل طارق.. وانتهاء بمغادرة (قصر الحمراء).. مسئول عن سيوف (بني الأحمر).. واحداً.. واحداً.. وعن تنهداتهم.. واحداً.. واحداً.. (2) أنا مسئولٌ عن هذا الوطن الجميل.. الذي رسمته مرةً بانتصاراتي.. ومرةً.. بفتوحاتي.. وأوسمتي.. ومرةً.. بانكساراتي.. ودموعي.. (3) أنا مئذنة حزينة.. من مآذن قرطبة.. تريد أن تعود إلى دمشق.. (4) أنا تراث أمي.. من الياسمين.. والخبيزة.. لا يزال بنكش تحت ثيابي!!. (5) أنا قصيدةُ حب كانت سبباً.. في سقوط العرب من الأندلس!!. (6) أنا أول البكاء.. وآخر البكاء.. (7) أنا مجموعة من الأحزان.. يستلمها الرهبان لصنع شموعهم.. (8) أنا في النهار.. سيف من سيوف عبد الرحمن الداخل.. وفي الليل, مروحةٌ من الريش.. في يد إحدى راقصات (الفلامنكو). (9) أنا موشَّحٌ أندلسي.. لم تكتب ساحات (الحمراء) أجمل منه.. قيثارةٌ.. تنحب على صدر (غارثيا لوركا).. (10) أنا ياسمينة تتسلق صباحاً على عباءة (أبي عبد الله الصغير)!!. (11) أنا مجموعةٌ من المواويل.. تستعملها جبال لبنان.. للتعبير عن بكائها.. (12) أنا كلُّ أوجاع العالم.. من جولييت غريكو.. إلى بابلو نيرودا.. (13) على شفتيك أيتها الأندلسية.. أبحث عن خط الاستواء وعن غابات أفريقيا.. وعن حب الهال.. والفلفل الأسود.. ونبيذ مالاغا... وزرقة القلدع على شاطئ (ماربيا).. (14) أنا مسئولٌ.. عن (زمان الوصل بالأندلس).. وعن غزليات (العباس بن الأحنف...) وعن كلّ وردةٍ حمراء.. تضعها (الولادة بنتُ المستكفي).. على جبينها... (15) أنا مجموعةٌ من الدموع.. شبح من بلاد الشعر.. ولا يعرف أحدٌ.. في أي مكانٍ على شاطئ عيوني.. تصبّ. وتدخل وقت الكتابة ما بين صوتي وبيني أقدم موتي إليك.. على شكل شعر