Stargate أو بوابة النجوم هي سلسلة أفلام بدأت عام 1994، ومسلسل شهير استمر عشرة مواسم منذ 1997 وحتى 2007، الفكرة قائمة ببساطة على أن مجموعة من العلماء اكتشفوا بوابة دائرية في مقبرة فرعونية، هذه البوابة لها القدرة على اختصار مسافات هائلة بين المجرات والأكوان، بحيث أن الانتقال من كوكب ما إلى كوكب آخر يبعد عنه مليارات السنوات الضوئية، لا يحتاج إلى أكثر من ثوانٍ.. هذا الكون الدودي! فكرة الفيلم قائمة على مزج عدة نظريات علمية لم تُحسم بعد، أول هذه النظريات هي نظرية الثقوب الدودية، وهي امتداد للنظرية النسبية العامة والتي اكتشفها "أينشتاين" عام 1916، ونال عنها جائزة نوبل عام 1921. أثبت "أينشتاين" أن الكون في حالة حركة مستمرة، فبسبب الأحجام الرهيبة للنجوم والكواكب والمجرات، وأيضاً الجاذبية الرهيبة للأجسام الكبيرة، يحدث تشوها لرقعة الفضاء، أي تمدد وانكماش مستمر، مما ينتج تراكيب غير عادية في الفضاء تسمى "الثقوب الدودية" Wormholes، هذه الثقوب عبارة عن نفق يربط بين مناطق بعيدة جدا عن بعضها في الفضاء، مما يعني اختصارا لمسافات رهيبة تحتاج إلى عدة ملايين من السنين لاجتيازها. دعنا نشرح معنى الثقوب الدودية لنفهم كيف يتم الأمر، تخيل أن الكون يشبه بالضبط صفحة في كتاب به ملايين الصفحات، ضع نقطة في أول الصفحة ونقطة في آخرها، لكي تصل بين النقطة الأولى والنقطة الثانية بخط مستقيم، ستحتاج إلى بعض الوقت ولو لثانية واحدة، هذه الثانية ستتضخم إلى مليارات الثواني إذا تضخم حجم الصفحة إلى مليارات المرات، تخيل صفحة تربط بين كوكب الأرض وأقرب نجم الينا وهو الشمس، الضوء يحتاج إلى 8 دقائق لقطع المسافة من الشمس إلى الأرض، علما بأن سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الفضاء (300 ألف كم/ ثانية)! ولكن لو حاولت أن تطوي هذه الصفحة بحيث تكون النقطة في أول الصفحة موازية تماما للنقطة في آخر الصفحة، فلن تحتاج إلى أي وقت على الإطلاق، بل ستخترق الصفحة نفسها للوصول إلى النقطة الأخرى، ومهما كان حجم هذه الصفحة فلا وجود للوقت. يبدو هذا سهلا بالنسبة لصفحة كتاب، ولكن ماذا عن طي صفحة الفضاء نفسها؟! هذا مستحيل عمليا، ولكن أينشتاين أقر أن الثقوب الدودية موجودة بالفعل في الفضاء، ومهمتها الحفاظ على استقرار الكون، كل ما علينا فعله هو الوصول إلى تلك الثقوب ومحاولة دراستها. أسرع من الضوء.. سلسلة stargate تعطي فكرة مستقبلية أيضا عن كيفية استخدام تلك الثقوب الدودية في الانتقال عبر المجرات، نظرية الثقوب الدودية تزعم أن الجسم داخل الثقب الدودي ينتقل بسرعة أكبر من سرعة الضوء، وتبعا للنظرية فلا يمكن أن يوجد أي شيء يسير أسرع من الضوء إلا الجسيمات الشاذة عديمة الكتلة. مهمة بوابة النجوم هنا هو تحويل الجسم البشري أو أي جسم آخر إلى طاقة أو جسيمات عديمة الكتلة، ثم وضعها أمام الثقب الدودي المختار للانتقال إلى عالم آخر في نهاية الثقب، وعلى الجانب الآخر توجد بوابة أخرى تقوم باستقبال هذه الطاقة وتحويلها مرة أخرى إلى أشخاص وأشياء، هذا يبدو صعبا بعض الشيء ولكنه يمثل امتداداً لفكرة علمية صعبة أخرى وهي الانتقال الآني، ولكن لابد من وجود بوابتين في العالمين بما يشبه جهاز مرسل/ مستقبل، وإلا سيتحول الجسم إلى طاقة وسيضيع إلى الأبد في الفضاء. ولكن كل هذا يواجه صعوبة عملية، وهي أن الثقوب الدودية تحدث للحظات فقط وفي حالات غير اعتيادية قبل أن يتلاشى الاتصال، وحتى لو وجدت بوابة قادرة على صناعة ثقب دودي أو فتح واحد للانتقال، ستحتاج إلى طاقة رهيبة لم نكتشفها بعد، ولكن الفيلم حل هذه المشكلة بادّعائه أن صناع هذه البوابات هو جنس متقدم أكثر قدما من الجنس البشري بكثير "الإنشنتس" أو بمعنى آخر أهل أطلنطس، ولديها حلول لكل هذه المشكلات، وعلى هذا فإن الكون كله مأهول بمخلوقات عاقلة تعيش على ملايين الكواكب الأخرى، هذا خيال علمي بحت ولكنه مبنيّ أيضا على نظريات علمية مقبولة منطقيا، دعنا ننتظر فربما نشاهد هذا يتحقق في المستقبل القريب.