أنا مشكلتي إني مخطوبة، بس خطيبي بعيد عني، إحنا اتخطبنا وقعد معايا أسبوعين، واتعلّقت بيه في الأسبوعين دول، وهو دلوقتي مسافر بقاله سنة ولسه هيكمّل كمان، واتكلّمنا مع بعض مش كتير، بس أنا عارفة ومتأكدة إنه بيحبني، وأنا كمان باعشقه، بس أنا تعبت من كتر بُعده عني، وهو لازم يكمّل سفره؛ عشان نعرف نتجوّز. أنا بادرس بس من كتر التعب اللي جوايا مش عارفة أذاكر وبانسى بسرعة جدًّا، حاسة إن مستقبلي هيضيع من بين إيدي، وهو ما بيكلمنيش على طول، هو ساب فراغ جوايا جامد بعد ما كان كل حاجة في حياتي، طبعاً أنا حبيت أملأ الفراغ ده، عارفة إني غلطانة إني عملت كده، بس فتحت مواقع وقعدت أتكلّم مع ناس، وعرفت واحد واتعلّقت بيه، وهو اتعلّق بيّ، بس أنا مش عاوزة أتجوّز غير خطيبي، أنا تعبت، كل يوم واحدة صحبتي تتصل بيّ تقول لي أنا خارجة مع خطيبي، أنا كنت سهرانة معاه، ولما أكون معاها ألاقيه بيتصل بيها كل دقيقة، أنا محتاجة لكده، فكّرت أسيب خطيبي مع إني ما أقدرش أبعد عنه، بس بجد مش عارفة أعمل إيه، وأنا زي أي بنت محتاجة لوجود إنسان يحبني. NOLOVE
في الحقيقة مشكلتك محيرة ومتكررة في هذا الجيل؛ بسبب سفر الكثير من الشباب لبناء مستقبلهم، هذا بالطبع إذا وجدوا هذه الفرصة أصلاً، فحتى مع عدم سفرهم نجدهم مشغولين 48 ساعة في ال24 ساعة؛ حتى يتمكّنوا من توفير نفقات الزواج في وقت متفق عليه مع أهل العروسة، وإلا فالتهديد بفسخ الارتباط هو الحل الوحيد حتى لو كانت هناك مشاعر متبادلة بين الخطيبين، وتكرار هذه المشكلة يجعلني أتساءل عن الخطوبة؟!! وهل هي من أجل الحب والفُسَح والكلام المعسول.. أم هي وعد بالزواج وتمهيداً له؟ بالنسبة للفتاة عموماً في فترة الخطوبة -وقد يكون معها الشاب أحياناً- يكون ارتباطها ارتباطاً عاطفياً أكثر منه ارتباطاً رسمياً وجاداً، أما بالنسبة لكثير من الشباب بالإضافة لأسر الفتيات تكون الخطوبة خُطوة مصغّرة لِمَا سيحدث من تحمّل مسئوليات الزواج، وكيفية تسيير سفينة الحياة بين الشريكين حتى لا يُفاجئون بعد الزواج بشيء آخر لم يتوقّعوه، وبالتالي لم يستعدوا له، وبالتالي فيكون الانفصال المؤلم بالطلاق الذي وصل في أكثر الإحصائيات تفاؤلاً إلى 33 % من الزيجات في السنة الأولى، ووصلت في بعضها الآخر إلى 90%، أي أن ما يقرب من 90% من الزيجات تنتهي في عامها الأول. صديقتي أتفق معكِ في مطالبتكِ بأن تشعري بحب خطيبكِ واهتمامه، وألا تكوني مرتبطة اسماً فقط، لكنك فعلاً لا تعرفين ظروفه هناك، وهل تسمح -هذه الظروف- بالكلام والاهتمام بكِ أم لا؟!! هذا على فرض أنه يبادلك مشاعر صادقة، فلا أخفيكِ سراً أني ألمح خطراً من تعلّقك السريع به في فترة أسبوعين فقط؛ بمعنى أنك لم تعرفيه بشكل جاد وواقعي، ويعتبر تعلّقك به مثل تعلّقك بالشخص الآخر وهمياً وناقصاً حتى في حالة وجود الخطوبة. وعلى هذا الأساس أنصحكِ أن تطلبي من خطيبك أن يُحاول النزول في إجازة تعرفيه فيها أكثر، وأن تجعليه يشرح لكِ ظروفه بالضبط، فالمفترض أنه يسعى لإتمام زواج ناجح وسعيد، وهذا لن يتوافر أبداً بالمادة وحدها رغم أهميتها، فلا بد أن يتأكد كل طرف أن احتياجاته النفسية والعاطفية ستتوافر والتي هي من وجهة نظري المطلب الأهم من الزواج. فإذا وجدتِ تفهماً منه واستجابة فخير وبركة واصبري قليلاً، وحاولي إقناع والديكِ بالتساهل في الطلبات المادية حتى يجمع الله بينكما في خير وفي القريب العاجل إن شاء الله، أما إذا -لا قدّر الله- لم تجدي الاستجابة المنشودة منه وشعرتِ بأن اهتمامه بك لا يرضيكِ، وأن كل تفكيره منصب على المادة وتوفيرها فانسحبي بهدوء وافسخي الخطبة؛ لأن انشغاله بالأمور المادية وتوفيرها -رغم أن هناك جزء إيجابي موجود بهذا الاهتمام لتوفير حياة كريمة- إلا أنه سوف يتحوّل على المدى الطويل وبزيادة أعباء الحياة إلى شيء يضغط على الأعصاب، ويُشعر المرء أنه مجرد آلة لجلب الأموال، وليس إنساناً له مشاعر واهتمامات عاطفية، مما قد يوقع أحد أطراف العلاقة أو كليهما في براثن شاب عابث أو شابة غير مسئولة يريد كل منهما أن يلهو قليلاً بمشاعر زوجة أو زوج اهتم كلاهما أو طرف منهما بالمادة فقط، متجاهلاً أنه إنسان في الأوّل وفي الآخر. ولي مطلباً أخيراً منكِ، وهو ألا تضعي كل اهتمامك في الجوانب العاطفية، وأن تشغلي ذهنك ووقتك، فمن كلامكِ أنكِ لم تكملي دراستك بَعد، ولا زلتِ صغيرة، فحاولي التركيز في دراستكِ بشكل أكبر، واجعليها الآن همّك الأكبر، فقد تكون هي أحد أسباب عدم اتصال خطيبك بكِ؛ رغبة منه في عدم تعطيلك، فابذلي المزيد من الجهد في دراستك حتى يأذن الله تعالى بوصوله وإتاحة الفرصة لكِ؛ للتعرّف عليه أكثر بشكل عقلاني، لا تطغى عليه مشاعر الفراغ والحاجة للاهتمام والتي قد تجعلك تسيئين الاختيار وتشعرين بالندم بعد ذلك لا قدّر الله. لو عايز تفضفض لنا دووس هنا