يحتل رالي الأردن المركز الثالث ضمن بطولة العالم للراليات، وجاء بعد كل من رالي السويد والمكسيك، ويتميز رالي الأردن بمكانته من بين الروزنامة؛ فهو الرالي الوحيد، الذي يقام على أرض تقع أسفل سطح البحر؛ مما يعني تغيّراً دائماً لدى السائقين في الاستراتيجيات الخاصة، وأيضاً في أسلوب ضبط السيارة لتتلاءم مع الأجواء التي سيجتازها السائقون، ويصل طول الرالي إلى 911,78 كلم؛ منها 339,48 كلم مراحل خاصة. وقد عانى رالي الأردن قبل بدايته من تدمير معظم مسار الرالي؛ فقد هطلت أمطار أشبة بالسيول على مجري الرالي؛ مما دمر المسار ومناطق الصيانة؛ ولكن تمكّنت الحكومة الأردنية من تشكيل لجنة فنية من الاتحاد الأردني لرياضة السيارات والجيش وبعض الجهات الحكومية المهتمة بالأمر؛ لإنقاذ الرالي قبل إلغائه؛ ولكن التحدي هنا كَمُن في أنّ أرض الرالي منخفضة عن سطح البحر؛ مما يعني استمرار تدفق المياه للمسار؛ ولكن تمكّنت الجهود من إعادة المسار مرة أخرى لحالته الطبيعية، ومن دون الحاجة إلى إلغاء أي مرحلة من مراحل الرالي. فعاليات اليوم الأول شهد اليوم الأول من رالي الأردن، والبالغ طوله 290,42 كلم، مستقطع منهم 95,70 كلم (مرحلة خاصة)، منافسة شرسة بين كل من لاتفالا (سائق فريق فورد أبو ظبي) وسائقي سيتروين، داني سوردو وبيتر سولبرج، وتمكّن لاتفالا من تحقيق الفوز في المراحل الأولى والثانية والخامسة؛ بينما فاز سولبرج على متن الفرنسية سيتروين بالمرحلتين الرابعة والسادسة، وقرب نهاية اليوم خفف كل من سوردو وسولبرج من سرعتهما، حتى لا يضطرا إلى الانطلاق في اليوم الثاني من المركز الأول؛ الأمر الذي يعني تنظيف الطريق للسيارات الأخرى؛ مما جعل لاتفالا يحتل المركز الأول، من خلال إنهاء يومه في زمن 1,11,31,5 ساعة؛ متقدماً على أقرب منافسيه بزمن 30,02 ثانية، وعن سيبيستيان لوب بفارق 31,08 ثانية. فعاليات اليوم الثاني انطلق سيبيستيان لوب -بطل العالم لست مرات- من المركز الثالث، والذي احتله إثر نهاية فعاليات اليوم الأول من الرالي، وانطلق لاتفالا وفقاً للترتيب الرسمي من المركز الأول؛ ولكنه عانى كثيراً لرداءة الطريق (في عالم الراليات يقوم السائق المنطلق أولاً بعملية تنظيف الطريق سواء من الحصى وغيره، لبقية السيارات؛ مما قد يعرّضه لحادث أو لثقب أحد إطاراته)؛ ولكنه استطاع صنع فارق زمنيّ يصل إلى 30 ثانية عن بقية السائقين؛ إلا أنه في إحدى المراحل الخاصة والتي يطلق عليها اسم "سويمة" انقلبت الأمور؛ فأصبح لاتفالا متأخراً بفارق 3,3 ثانية لصالح لوب. كما انسحب أيضاً زميله سائق السيارة الثانية لفريق فورد أبو ظبي، الفنلندي ميكو هيرفونن. ومع نهاية اليوم تمكن لوب من تقليص الفارق مع منافسة لاتفالا إلى 4,7 ثانية فقط؛ وذلك بعد أن ضغط على الجميع؛ ليستطيع لوب الفوز بإجمالي 12 مرحلة من اليوم الثاني؛ لينهي يومه في المركز الأول بزمن 2,06,41,7 ساعة. أما صاحب المركز الثاني؛ فكان مواطنة أوجيه؛ حيث جاء بفارق 24,6 ثانية، أما المركز الثالث؛ فكان من نصيب لاتفالا، وفي المركز الرابع النرويجي سولبرج، وخامساً الإسباني سوردو. فعاليات اليوم الثالث أخرج فريق سيتروين سائقه الشاب أوجيه قبل لوب ليكون هو المسئول عن تنظيف الطريق، وبناء على قانون الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، جرى تغريم أوجيه ثمانية دقائق أضيفت لتوقيته النهائي بسبب خروجه مبكراً وفي غير موعده، وانطلق أوجيه لينظّف الطريق للوب والذي انطلق ليكون الأسرع في هذا اليوم، ليفوز بأربعة مراحل خاصة من أصل ثمانية مراحل هي ما يتضمنه اليوم الثالث. وفي الاتجاه المقابل استطاعت فورد إرجاع هيرفونن إلى الرالي؛ وذلك عن طريق الاستفادة من قانون السوبر رالي، والذي يمنح الفرصة للسائق المنسحب بالعودة إلى الرالي مرة أخرى؛ ولكن من دون احتساب نتائجه، وخرج هيرفونن العائد لينطلق مبكراً قبل لاتفالا؛ إلا أن أداء لوب أنهى الأمر، وأودع الأخير لقب الرالي في جعبة سيتروين؛ حيث أنهى لوب مسافة الرالي في زمن قدره 3,51,35,9 ساعة، وجاء في المركز الثاني لاتفالا بفارق 35,8 ثانية عن لوب، أما المركز الثالث فاحتله بيتر سولبرج بفارق 1,11,8 دقيقة عن لوب. ليكون الترتيب العام لبطولة السائقين كالآتي: 1) لوب 68 نقطة. 2) لاتفالا 43 نقطة. 3) هيرفونن 37 نقطة. 4) سولبرج 35 نقطة. 5) أوجيه 33 نقطة. أما بطولة العالم للصانعين فكالآتي: 1) سيتروين 101 نقطة. 2) فورد أبو ظبي 87 نقطة. 3) سيتروين جونيور 48 نقطة. 4) ستوبرد فورد 44 نقطة. 5) مانشيز فورد 16 نقطة.