قبل أيام من انتهاء مهامه كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ أنهى محمد البرادعي زيارة إلى طهران التقى خلالها بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد وعدد من المسئولين عن الملف النووي الإيراني، وأكد البرادعي خلال الزيارة حق إيران في امتلاك البرنامج النووي السلمي، كما أشار إلى التعاون بين إيران والوكالة. تصريحات البرادعي نالت استحسان المسئولين الإيرانيين والصحف الإيرانية؛ فصحيفة الوفاق رأت أن البرادعي أدار إحدى أهم المؤسسات التابعة للأمم المتحدة خلال فترة زمنية حساسة باقتدار؛ مشيرة إلى أن موقفه من طهران فيه إراحة لضميره، لرفضه الضغوط الغربية والمحاولات الأمريكية لاستصدار قرارات ضد إيران. وأضافت الصحيفة أن مصداقية البرادعي أتت ثمارها اليوم بعدما اتجه الغرب نحو التفاوض والحل السلمي. ودعت الصحيفة البرادعي إلى أن ينقل لخلَفه هذه الحقيقة ويرشده إلى الطريق الأمثل للتفاوض، وأن لغة العنف والحرب النفسية لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة. وعلى صعيد الأوضاع التي تعيشها اليمن منذ شهرين؛ حيث أثار الصراع المشتد بين الحكومة اليمنية والحوثيين الزيديين الشيعة اهتمام صحيفة (كيهان) التي تساءلت عن المتسبب في هذه الأزمة.. وقد رأت الصحيفة الإيرانية أن هناك دعما دوليا تتلقاه الحكومة اليمنية من أمريكا ومصر والسعودية لمواجهة ما سمته انتفاضة المجاهدين في صعدة. وأشارت إلى وجود مثلث أمني استخباراتي؛ تتكون أضلاعه من السعودية وإسرائيل والحكومة اليمنية لقمع المجاهدين الحوثيين في صعدة بشمال اليمن. الصحيفة رأت أنه رغم كل المساعدات الاستخباراتية والمالية واللوجستية التي تلقتها الحكومة؛ إلا أنها فشلت في السيطرة على الأزمة، وأضافت (كيهان): إن هذا القتال يصب في صالح الكيان الصهيوني، الذي لعبت أجهزة استخباراته بالتعاون مع الاستخبارات المصرية والسعودية دوراً بارزاً في تشديد الخلافات وتحريك الفتنة النائمة وخلق الأزمة بين الحكومة اليمنية ومعارضيها في شمال وجنوب اليمن. وفي ختام مقالها، حيّت (كيهان) مجاهدي اليمن الذين استطاعوا أن يرابطوا ويقاوموا كل هذه الضغوط رغم تعرضهم إلى حرب عسكرية وحملة دولية شعواء -على حد قول الصحيفة. وفيما يتعلق بالأوضاع في فلسطين، فقد جذبت اهتمام الصحف الإيرانية هذا الأسبوع خاصة بعد قرار التأجيل الخاص بتقرير جولدستون حول ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب في غزة.. صحيفة (جمهوري إسلامي) أدانت الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ سنتين والغارات الجوية التي تستهدف الأنفاق الخاصة بنقل الغذاء والدواء إلى سكان غزة، وقالت إن لجنة التحقيق الدولية برئاسة جولدستون فضحت الصهاينة في حربهم الأخيرة، رغم أن جولدستون يهودي وهو ما أثار غضب الصهاينة وأجبرهم على شن حملة شعواء ضد لجنة التحقيق الدولية والضغط على الدول الغربية لعدم متابعة التقرير في الأممالمتحدة ومجلس الأمن حتى لا تتم مقاضاة قادة الاحتلال الصهيوني في المحاكم الدولية. وتنهي الصحيفة مقالها بالإشارة إلى موقف الدول العربية حيث قالت إنها لا تحرك ساكنا في المجامع الدولية إزاء كل هذا الظلم والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، بل تبذل الجهود لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. ومن غزة المحاصرة إلى المسجد الأقصى المحاصر أيضا، حيث أشارت صحيفة إيران إلى تعرض الحرم القدسي لحملة من التهويد والتدنيس من قبل الصهاينة المحتلين؛ في الوقت الذي يمنع فيه المصلون الفلسطينيون من دخول المسجد الأقصى، بينما يسمح لآلاف المتطرفين اليهود بإحياء ما يسمى بعيد العرش. ودعت الصحيفة الدول العربية والإسلامية للوقوف إزاء ما يجري في القدس؛ مشيرة إلى أن المسجد الأقصى ليس لأهل فلسطين فقط؛ بل لجميع المسلمين ولابد من هبَّة جماعية لتوجيه رسائل قوية للسلطات الصهيونية.