أنا تعبانة أوي ومجروحة أوي، أنا كنت مرتبطة بإنسان واتقدم لي مرتين وإحنا وافقنا يجيب والده ويتقدم لي تاني، وحصلت له شوية مشاكل. وقفت جنبه وما تخلتش عنه، وكان دايماً يقول لي إنه ما يقدرش يعيش من غيري، ويوم ما أبعد عنه يموت، واتفق معايا على يوم ييجي فيه مع والده لوالدي؛ بس للأسف ما جاش في اليوم ده، وكلمني تاني يوم بالليل بصوت زعلان؛ بس أنا ما سألتوش ما جيتوش ليه لأن والده كل مرة يقول له مش وقته، لما تخلّص الجيش. المهم هوة قال لي إنه متخانق مع والده؛ وإنه زعلان أوي، وإنه يتمنى لي السعادة مع غيره، وكلام من ده، وقال لي إنه بيموت وإنه ما يقدرش يقول لي أستناه أكتر من كده. وفعلاً ما أقدرش أستناه أكتر من كده؛ لأنه كده اتخلى عني وما عرفش يدافع عن نفسه ولا يبقى قد كلامه؛ المهم قلت له ما يكلمنيش تاني. ووالدتي كانت عارفة إنه جاي وسألتني قلت لها أنا اللي قلت له ما يجيش عشان بابا مش هيوافق؛ يعني ما قلتلهاش الحقيقة إن والده مش عايز يخطب له دلوقتي. المشكلة إني منهارة من ساعتها، ومش قادرة أبيّن لوالدتي كده، أنا كنت بحبه أوي، ولسه بحبه، ومش باقدر يعدّي يوم من غير ما أسمع صوته، وفي نفس الوقت ما أقدرش أسامحه لأنه ظالمني، ولا قادرة أتخيل إني هاعيش مع حد غيره أو حدّ يكون زوجي غيره. zeze
تحتاج المشاعر في أحيان كثيرة إلى العقل ليسير بها في الطريق الصحيح وحتى لا تحيد عن الطريق في غفلة منه. كما أننا نحتاج أيضاً في أحيان كثيرة إلى وقفة جادة لمواقف حياتية كثيرة وجلسة صدق نحاول من خلالها تقييم الرحلة والوصول إلى قرار جدّيّ نستطيع أن نتحمل تبعاته وحدنا. فقد نخطط لحياتنا ونرسم أهدافنا بدقة؛ ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فتغير مسار حياتنا بشكل لم نكن نتوقعه ولم نتمنه يوماً. صديقتي: لا تظلمي فتاك ولا تظلمي نفسك بافتراض سوء النية؛ ففتاك ربما أنه قد أحبك فعلاً وبقوة وقد يكون حبه لك قد فاق حبك له بمراحل. فقد بنى حياته معك وحولك أنت وحدك، وحلم ورسم الطريق لتحقيق حلمه، وتمنى أن تسير الأمور كما رسمها؛ ولكن الواقع أتى بما يعوق أحلامه عن التحقيق الآن. ولأنه يحبك ولأنه يخشى أن يطول الطريق به؛ فقد أراد أن يجنّبك مشاقّ الرحلة إلى جواره وملل الانتظار؛ فقرر أن يخنق أحلامه بيديه ويمنحك حريتك علّك تجدين السعادة مع غيره. فالطريق ما زال أمامه طويلاً والقرار ليس بيديه الآن؛ فهو لم يستقلّ بعد، ولا يستطيع أن يجبر والده على أن يصطحبه معه ويطرق بابك والطريق لم تتضح معالمه بعد. فمن حق والده أن يفكر في المستقبل بطريقة أكثر تعقلاً؛ فكيف يسمح له بالارتباط الآن، وهو لم ينهِ جيشه. أنا لا أبرئ ساحة فتاك، ولا أدّعي أنه لم يخطئ؛ بل أخطأ عندما طرق بابك أكثر من مرة قبل أن يتشاور في الأمر مع والده ويأخذ موافقته؛ فهو ليس وحيداً بلا أب أو أم. أخطأ عندما طرق بابك دون علم أهله ووضعك في موقف صعب مع أهلك، وبدا وكأنه يتلاعب بمشاعرك، وأنه ليس مسئولاً عن كلمته ولا يستطيع الوفاء بوعوده. ولكن على ما يبدو أنه كان متأكداً من موافقة والده ولم يحسب لرفضه حساباً؛ وإلا لما طرق بابك الآن. وأياً كانت الأسباب خلف ما حدث؛ فربما يكون خيراً لك وله، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}. فقد يجعله بُعدك عنه يشعر بقيمة وأهمية هذا الحب في حياته بعد أن كان يعتبره شيئاً مسلّماً به؛ فيقف بقوة، ويحاول الدفاع عنه، ويحاول إيجاد أية طريقة لإقناع والده. وعليك على الجانب الآخر أن تحاولي الانتظار قليلاً والتحلي بالصبر؛ فلا تقبلي أي ارتباط بغيره الآن، إلى أن تعرفي ردّ فعله حتى لا تندمي، ولتراقبي الأمر من بعيد دون أن تتصلي به، ولتمنحيه فرصة أخرى يحاول فيها جاهداً أن يصل إلى حل علّه يستطيع. وإن لم يفعل فهي فرصة لك لمحاولة النسيان ومداواة جراحك قبل أن ترتبطي بغيره.