عندي مشكلة تؤرقني في حياتي وأرجو منكم مساعدتي. منذ ثلاثة أشهر استخدمت برامج الشات، ثم تعرفت على فتاة جامعية وبدأنا في التواصل؛ ولكنها بعد أسبوعين من التعارف اختفت ولم تعد تردّ على الهاتف، وأصبحت كالمجنون. وظللت أبحث عن فتاة أخرى ترضي غروري؛ وتعرّفت على أكثر من فتاة في وقت قصير، ثم ارتبطت عاطفياً بفتاة منهن، وأخذنا نتبادل اللقاءات والأحاديث التفصيلية عن حياتنا، وبدأ الحب يولد في قلوبنا؛ المهم أنا لا أعرف طريقاً لهذه العلاقة غير الزواج، ولذا عرّفتها على والدتي، ووعدتها بالخطبة في أقرب وقت ممكن. المهم تلقّيت اللوم من أصحابي؛ فأنا أعمل بمهنة مرموقة، والطريق مفتوح لي في الزواج.. الخطير الآن هو عودة الفتاة الأولى من جديد لمهاتفتي -على فكرة هي كذلك من أسرة مرموقة- المهم أصبحت أبادلها المهاتفات، وأصبحت الآن رجلاً له أكثر من قلب، وأخشى أن أظلم أحداً؛ فأنا أكره هذا الشخص الذي يضحك على البنات. أرجو النصيحة قبل فوات الأوان. dr mama دائماً ما نبحث عن الحب.. نريده.. نرغب في أن نعيش لحظاته.. نتمنى أن نجد نصفنا الثاني في هذه الدنيا، أن نكمل ما ينقصنا، وهذا ما يجعلنا في بعض الأحيان نرتكب أخطاء كثيرة أثناء رحلة البحث عن الحب. الصديق العزيز.. واضح من رسالتك أنك عاطفي كثيراً، وترغب في أن تعيش الحب؛ فأنت في خلال ثلاثة أشهر تعرفت على أكثر من فتاة، وأحببت واحدة منهن بعد أسبوعين فقط من التعارف، وأصبحت كالمجنون بعد أن ابتعدت عنك. ثم تعرفت على أخرى وتبادلتما الحديث عن حياتكما الخاصة، وأحسست أنك متعلق بها لدرجة أنك صرّحت لها بحبك وعرّفتها على والدتك لتتقدم لخطبتها؛ ولكن بمجرد أن ظهرت الفتاة الأولى مرة ثانية.. أصبحت واقعاً في حيرة الاختيار بينهما. ولكن اسمح: لي هل من الممكن أن تتعلق بشخص لهذه الدرجة لمجرد أنك تعاملت معه لمدة تقل عن ثلاثة أشهر وليست علاقة مباشرة؛ بل عن طريق الإنترنت أي أنه تعامل سطحي. فالعلاقات الطبيعية والسليمة لابد أن تقوم على أساس التعامل المباشر الملموس، ومن خلال معرفة ردود أفعال الطرف الآخر تجاه المواقف المختلفة التي تجعلنا نفهمه أكثر، بعيداً عن الحكايات التي يرويها كل طرف عن نفسه والتي تكون في بعض الأحيان بعيدة عن الحقيقة. والدليل على أن تلك العلاقات لا تؤدي إلى ارتباط قوي متين؛ هو أنك بعد أن صرّحت بحبك للفتاة، ترددت بمجرد أن ظهرت واحدة أخرى، وتذبذبت بكلام أصدقائك الذين حاولوا إقناعك بأنك تستحق ما هو أفضل من ذلك. ولو كنت تريد نصيحتي؛ فأنا أرى أن عليك أن تبتعد عن كل منهما حتى لا تظلمهما، وأن تعيش حياتك كما كانت، وأن تكفّ عن البحث عن الحب بكل الطرق. لأن الحب من الأشياء التي كلما سعينا وراءها كلما صعب علينا الحصول عليها؛ فالحب والارتباط والزواج هو شيء قدري يُكتب في حياة كل منا قبل أن نولد. حاول أن تشغل نفسك بعملك ومستقبلك؛ حتى يحين الوقت الذي تجد فيه نصفك الثاني المقدّر لك. مع تمنياتي لك بالتوفيق.