قصر الاتحادية ذلك القصر المهيب هو قصر العمل الرسمي برئاسة الجمهورية في مصر، ويقع في حي مصر الجديدة، الذي كان يُطلق عليه اسم هليوبوليس في العصر الملكي، ويعتبر قصر الاتحادية تحفة معمارية مميزة حفظها التاريخ، وشهدت العديد من الأحداث السياسية المهمة. إنشاء القصر تم إنشاء القصر منذ 103 أعوام، حيث قامت الحكومة المصرية بمنح البارون إمبان امتيازا يسمح بإنشاء فنادق على أراضي صحراء العباسية التي يطلق عليها هذه الأيام مصر الجديدة، وقد بدأت عملية إنشاء الفندق (الذي أصبح بعد ذلك قصر الاتحادية) تحت إشراف الشركة الفرنسية المالكة للمشروع عام 1908، وخلال عامين تم الانتهاء من أعمال البناء، وتم افتتاحه كفندق تحت اسم "هليوبوليس بالاس" عام 1910. ويتميز القصر بمعماره الراقي وطابعه الشرقي الفريد، وقد قام بتصميم القصر على يد المهندس البلجيكي أرنست جاسبار، وهو نفس المهندس الذي وضع التصميم المعماري لحي مصر الجديدة، وقد تم تأثيث حجرات القصر آنذاك بأثاث فاخر وتحديدا من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر. وفي عام 1958 بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا استخدم القصر كمقر للحكومة المركزية بعد أن صار مهجورا لفترة من الزمن بعد تأميم قناة السويس 1956، وبعد انفصال مصر عن سوريا في عام 1961 تم استخدامه كمقر لعدة إدارات ووزارات حكومية. وصف القصر يحتوي القصر على 400 حجرة إلى جانب 55 شقة وقاعة تمتاز بفخامة تصميمها، وتبلغ مساحة قاعته التي أسسها المهندس المعماري الفرنسي الشهير ألكسندر مارسل نحو 589 مترا، ويوجد قاعة للطعام ملحقة بالقاعة الرئيسية تتسع لأكثر من 150 فردا.. وتنتشر في القاعة الرئيسية ثريّات من الكريستال حفاظا على الطابع الشرقي، وقد تم تأسيس تلك القاعة على الطراز الإنجليزي، وتفرش أرضية هذه القاعة بسجاد شرقي فاخر إلى جانب مدفأة ضخمة مصنوعة من 12 عمودا من الرخام الإيطالي. أما الأدوار العلوية فقد تم تأسيسها على الطراز الفرنسي الأصيل، ويبلغ ارتفاع قبة القصر 55 مترا، ويتميز القصر بصفة عامة بطابعه الشرقي، ويظهر ذلك بشكل واضح في نوافذ القصر وقبته. الأحداث المهمة التي شهدها القصر وقد شهد فندق "هليوبوليس بالاس" (قصر الاتحادية حاليا) الكثير من الأحداث المهمة في تاريخ مصر والعالم حيث عقدت فيه العديد من المؤتمرات الدولية في فترة الثلاثينيات، وكان رواده من أهم الشخصيات ورجال الأعمال في ذلك الوقت، بل والأكثر من ذلك فقد عاصر الفندق الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث حوّلته سلطات الاحتلال البريطاني حينها إلى مستشفى عسكري ليستقبل جرحى المعارك. وفي يناير عام 1972 تم تخصيص القصر ليكون مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية التي كانت تضم كلا من: مصر وسوريا وليبيا، وذلك كان في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومنذ ذلك الوقت عُرف القصر باسمه الحالي قصر الاتحادية أو قصر العروبة. وفي الثمانينيات تم تجديد القصر ووضعت له خطة صيانة شاملة مع الإبقاء على رموزه القديمة، وأُعلن بعدها قصرا رئاسيا من قصور رئاسة الجمهورية، ويقوم رئيس الجمهورية بإدارة أمور الدولة من مكتبه الواقع به حتى يومنا هذا، كما يقوم باستقبال الوفود الرسمية القادمة لزيارته فيه.. لم يكن يقيم رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك في القصر بصفة مستمرة، كما أنه لم يكن يستقبل رؤساء وملوك الدول الأجنبية القادمة إلى مصر به إلا إذا كانت الزيارات رسمية، في حين أن معظم استقبالات الرئيس للرؤساء الأجانب في الأعوام الأخيرة لحكمه كانت تتم في مدينة شرم الشيخ، لتفادي الازدحام الموجود في مدينة القاهرة وما تسببه الإجراءات الأمنية من تفاقم للازدحام وقت زيارة الوفود الأجنبية. محاصرة القصر أثناء ثورة 25 يناير نظم المتظاهرون مسيرات ضخمة وتم التهديد بتحركها وتوجهها من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية إن لم يتنحَ مبارك عن الحكم لمحاصرة القصر وإخراجه منه، واحتشد الآلاف أمام القصر تأهبا لاقتحامه، فسبقهم خطاب عمر سليمان -رئيس المخابرات المصرية آنذاك- الذي أفاد بتنحي حسني مبارك عن منصبه كرئيس للدولة. كما تم حصار قصر الاتحادية مرة أخرى في يوم الأربعاء الموافق 5 ديسمبر من العام الماضي أثناء تداعيات الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس السابق محمد مرسي، وحدثت اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للإعلان الدستوري عند مقره، وبذلك فإن قصر الاتحادية أصبح شاهدا على العصر بكل ما شهده من أحداث سجلها تاريخ مصر الزاخر.
قصر الاتحادية * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: