موعد إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الأولي 2025 لطلاب الثانوية العامة (رابط وقواعد القبول الجغرافي)    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين الحكومي والخاص    سعر سبيكه الذهب اليوم الأربعاء 30-7-2025 وال 50 جرامًا تتخطى ربع مليون جنيه    موعد مرتبات شهر أغسطس وسبتمبر.. جدول زيادة الحد الأدني لأجور المعلمين بعد زيادة يوليو    بعد هبوطه في 7 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الأربعاء 30-7-2025    "البترول" تتلقى إخطارًا باندلاع حريق في غرفة ماكينات مركب الحاويات PUMBA    «ساري المفعول».. أول تعليق من ترامب على موجات تسونامي اليوم    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    ترامب: لن نسمح لحماس بالاستيلاء على المساعدات الغذائية المخصصة لغزة    ملك المغرب: الشعب الجزائري شقيق.. وتربطنا به علاقة إنسانية وتاريخية    «يو جيه»: الصين قوة اقتصادية عظمى لكن أنانية ومترددة إلى حد كبير    القنوات الناقلة مباشر لمباراة النصر وتولوز اليوم.. والموعد والمعلق    جدول مباريات بيراميدز في الدوري المصري الممتاز الموسم الجديد 2025-2026    «مألفناش اللائحة».. رد ناري من رابطة الأندية على تصريحات عضو مجلس الزمالك    توقعات الأبراج وحظك اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025.. انفراجة مالية قوية تنتظر هذا البرج    السيد أمين شلبي يقدم «كبسولة فكرية» في الأدب والسياسة    ليلى علوي تسترجع ذكريات «حب البنات» بصور من الكواليس: «كل الحب»    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    لا تتبع الوزارة.. البترول: السيطرة على حريق سفينة حاويات قرب منصة جنوب شرق الحمد    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    محافظة الوادي الجديد تدفع بوحدة توليد جديدة لدعم كهرباء الفرافرة وتخفيف الأحمال    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الإعلامى حسام الغمرى: جماعة الإخوان تحاول تشويه موقف مصر الشريف تجاه فلسطين.. فيديو    مدير أمن سوهاج يتفقد الشوارع الرئيسية لمتابعة الحالة الأمنية والمرورية    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    ناشط فلسطيني: دور مصر مشرف وإسرائيل تتحمل انتشار المجاعة في غزة.. فيديو    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرّش الجنسي يهزّ أركان فنون العالم
نشر في صوت البلد يوم 26 - 12 - 2017

برزت عام 2017 أخبار فنية كثيرة، منها ما تناولت دخول مشاهير القفص الذهبي وأخرى تعلّقت بخروج بعضهم منه. إلا أن أكثر الأخبار التي تصدرت عناوين الصحف وشغلت الرأي العام والجمهورين العربي والغربي، كانت الفضائح في الأوساط الهوليوودية، وكان أبطالها منتجين ومخرجين وممثلين وفنانين من الصف الأول. التحرّش الجنسي، جسدياً كان أو لفظياً، ليس أمراً غريباً عن ذلك العالم المليء ب «الوحوش» الذين يستغلون مواقعهم ونفوذهم في هوليوود لاستمالة فتيات وفتيان يبحثون عن فرصهم للوصول إلى الشهرة، غير أن الجديد في موضوع التحرّش هذا العام كان العدد الكبير من النساء اللواتي كسرن صمتهن وتحدّثن عن التعدّيات التي تعرّضن لها في بداية مسيرتهن الفنية، عندما كُنَّ الحلقة الأضعف. وأصبحت تلك المزاعم مثل كرة ثلج تزيدها ضخامة الاعترافات اليومية التي كانت تُفصح عنها ضحية تلو الأخرى عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى خلال حفلات توزيع الأوسكار وغيرها من المنصات التي شكّلت منبراً علَت من خلاله أصوات كانت خافتة، بل مخنوقة، فترات طويلة.
كانت البداية المدوّية مع المنتج الأميركي هارفي واينستن الذي يُعتَبر واحداً من الأكثر نفوذاً في هوليوود، والذي يُزعم أنه تحرّش بأكثر من 30 ممثلة أبرزهن غوينيث بالترو التي قالت إن المنتج دعاها إلى غرفته في فندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما» عام 1994، وكانت تبلغ وقتها 22 سنة، موضحة أنه عانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته كي تدلكه. وبين الضحايا أنجلينا جولي التي روت أنه حاول التقرّب منها بطريقة «فظّة» في أحد الفنادق عام 1990، لكنها صدّته وقررت عدم التعامل معه مجدداً. وفي وقت لاحق، تكلّمت آشلي جاد عن تحرّش واينستن بها وأخبرت أنها جاءت إلى فندق لمقابلة المنتج الشهير قبل 20 سنة، إلا أن المقابلة كانت في غرفته، وكان يومها بلباس النوم، وسألها إن كان باستطاعته أن يدلكها أو إن كانت تقبل برؤيته يستحم. وفي فندق آخر، حاول التحرّش بالممثلة روز ماكغوان خلال تصوير فيلم «سكريم» عام 1997. ولم يقتصر تحرّشه بالممثلات على الفنادق، بل كان وقحاً بما فيه الكفاية ليتحرّش بالممثلة مايرا سورفينو أثناء مهرجان تورونتو للأفلام عام 1995 عن طريق ملامسة جسدها.
الصمت خوفاً
ومن «طرائد» واينستن أيضاً الممثلة والمخرجة آسيا أرجينتو التي ذكرت أن المنتج حاول تقبيلها رغماً عنها عام 1997، وقد التزمت الصمت خوفاً من أن يدمّر حياتها. وتشمل لائحة النساء المتحرَّش بهن كارا ديليفين وليا سيدو ولورين أوكونور ورومولا غاراي ولورين سيفان ولويزيت غيس وكيت بيكينسل وأمبرا غوتيريز ولوسيا إيفانز وغيرهن... وكانت آخرهن الممثلة سلمى حايك التي ادّعت تعرضها للتحرّش الجنسي من واينستن، وقالت إنه أجبرها على تصوير مشهد جنسي مع امرأة أخرى ضمن مشاهد من فيلم «فريدا» (يحكي قصة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو) عام 2002.
ومن الذين «لمعت» أسماؤهم في دائرة التحرّش الجنسي هذه السنة، الممثل والمخرج بن أفليك الفائز بأوسكار، والذي اعتذر في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصرفه «غير اللائق» تجاه المذيعة في قناة «أم تي في» هيلاري بيرتن عام 2003. فبعد إدانته واينستن على «تصرفاته غير المقبولة»، ذكّره البعض بتحرّشه ببيرتن على الهواء وانتقدوه على ذلك.
وبعد أسبوع تقريباً، تقدّمت عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس باتهامات ضد «الساحر» الأميركي ديفيد بلاين تزعم فيها أنه اغتصبها غرب لندن عام 2004. ونفى بلاين على لسان ممثل له هذه المزاعم، قائلاً إنه «مستعد للتعاون مع أي تحقيق تُجريه الشرطة».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، نشرت آنا غراهام هنتر، وهي مراسلة تعمل في هوليوود، مقالاً اتهمت فيه الممثل الكبير داستن هوفمان الفائز بأوسكار، بأنه تحرّش بها عام 1985. كما اتهمته بأنه تحدّث معها في شكل غير لائق عن الجنس حين كانت في السابعة عشرة. وفي الشهر ذاته، اتهمت الممثلة بورتيا بورتا دي روزي الممثل الشهير ستيفن سيغال بأنه فتح سحاب سرواله خلال إجرائها مقابلة للمشاركة في أحد أفلامه. واتهمت الممثلة جوليانا مارغوليس أيضاً سيغال بأنه تصرّف في شكل غير لائق معها، فيما قالت عارضة الأزياء جيني ماكارثي إنه تحرّش جنسياً بها.
وبعد ذلك بوقت قليل، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً تناول منتج الأفلام جيمس توباك، اتهمته فيه ممثلات كثيرات بأنه تحرّش بهن جنسياً. وكان العدد الأوّلي للضحايا 38 سيدة، إلا أن الصحيفة نشرت تقارير أخرى أفادت بأن هناك أكثر من 200 ممثلة اتهمن توباك بأنه استغلهن جنسياً، ومن بينهن الممثلة جوليان مور. ونفى توباك كل تلك الادعاءات، وقال في مقابلة أُجريت معه قبل أن يُتَّهم علناً، إن المسؤولين عن الصحيفة «ينشرون ادعاءات كاذبة».
الفضائح الهوليوودية
وفي فضيحة من نوع آخر تعلّقت بالتحرّش بفتى، وفي مقابلة نُشرت في تشرين الأول، اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبايسي بأنه تحرّش به وحاول إغواءه عندما كان يبلغ 14 سنة. وتوالت بعدها اتهامات ضد سبايسي الفائز مرّتين بأوسكار ساقها أشخاص قالوا إنه تحرّش بهم جنسياً أو حاول إغواءهم. وأكد الممثل أنه لا يتذكر ما رواه راب ثم نشر «نفياً تاماً» لكل الاتهامات التي وُجِّهت إليه. وكان لهذه الاتهامات تأثير كبير في مسيرة سبايسي المهنية، إذ قطعت شركة الترفيه العملاقة «نتفليكس» علاقتها به، وهو كان أحد نجوم مسلسلها «هاوس أوف كاردز».
ومن الفضائح الهوليوودية أيضاً عمليات التحرّش والاغتصاب التي طالت الممثل البريطاني إد ويستوك، وقد نفاها في شكل قاطع. وأعلنت «بي بي سي» في وقت لاحق وقف تصوير مسلسل «وايت غولد أند ذات أورديل باي إنوسينيس» الذي يؤدي ويستوك دور البطولة فيه، ولن يعرض على شاشتها إلا بعد أن تحل القضية.
ولعل تلك التحرّشات فتحت شهية الطاهي الشهير ماريو باتالي الذي كان نجم برنامج «ذا تشو» الذي كانت تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية التي فصلته من برنامجها بعد اتهامه بالسلوك الجنسي المُشين. وكانت دورية «إيتر نيويورك» قد أوردت أن أربع نساء لم تكشف هوياتهن، اتهمن باتالي بلمسهن في شكل غير لائق في نمط سلوكي استمر عقدين على الأقل. ووفقاً للدورية، كانت ثلاث من النساء يعملن لديه.
وإثر ذلك، أصدر باتالي بياناً جاء فيه: «أعتذر للذين أسأت إليهم وآذيتهم، وعلى رغم أن هويات معظم الأشخاص الذين ذكروا في هذه القصص لم تُكشف، فإن السلوك الذي وصف يتطابق مع بعض الطرق التي تصرفت بها. هذا السلوك خاطئ ولا أعذار له. أتحمل مسؤولية تصرفاتي، وأنا آسف بشدة لأي ألم أو إذلال أو ضيق سببته لأقراني والعاملين معي وزبائني وأسرتي».
وبفضل سمعته كطاه مخضرم متخصص في المطبخ الإيطالي، تحول باتالي نجماً تلفزيونياً وصاحب سلسلة من المطاعم ومؤلفاً لكتب الطهو وواحداً من أشهر الطهاة في العالم. وظهر للمرة الأولى في برنامج «مولتو ماريو» من إنتاج «فود نتوورك» عام 1997، وساهم عام 2011 في إطلاق برنامج «ذا تشو» على «إيه بي سي».
لا أحد يعلم ماذا تُخبِّئ الأيام المقبلة وأشهر 2018 من فضائح أخرى تهزّ أركان عالم الفن، لكن الثابت الأكيد أن وراء الواجهة البرّاقة والأنوار الساطعة واقعاً أسود. فالفن الهوليوودي وما يشبهه ليسا سجاداً أحمر وجوائز مرموقة ونجومية وجماهيرية فحسب، بل وراء الستار في الكواليس حيث الإنارة خافتة، الكثير من الأسرار المُخجلة والفساد الأخلاقي المخزي.
برزت عام 2017 أخبار فنية كثيرة، منها ما تناولت دخول مشاهير القفص الذهبي وأخرى تعلّقت بخروج بعضهم منه. إلا أن أكثر الأخبار التي تصدرت عناوين الصحف وشغلت الرأي العام والجمهورين العربي والغربي، كانت الفضائح في الأوساط الهوليوودية، وكان أبطالها منتجين ومخرجين وممثلين وفنانين من الصف الأول. التحرّش الجنسي، جسدياً كان أو لفظياً، ليس أمراً غريباً عن ذلك العالم المليء ب «الوحوش» الذين يستغلون مواقعهم ونفوذهم في هوليوود لاستمالة فتيات وفتيان يبحثون عن فرصهم للوصول إلى الشهرة، غير أن الجديد في موضوع التحرّش هذا العام كان العدد الكبير من النساء اللواتي كسرن صمتهن وتحدّثن عن التعدّيات التي تعرّضن لها في بداية مسيرتهن الفنية، عندما كُنَّ الحلقة الأضعف. وأصبحت تلك المزاعم مثل كرة ثلج تزيدها ضخامة الاعترافات اليومية التي كانت تُفصح عنها ضحية تلو الأخرى عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى خلال حفلات توزيع الأوسكار وغيرها من المنصات التي شكّلت منبراً علَت من خلاله أصوات كانت خافتة، بل مخنوقة، فترات طويلة.
كانت البداية المدوّية مع المنتج الأميركي هارفي واينستن الذي يُعتَبر واحداً من الأكثر نفوذاً في هوليوود، والذي يُزعم أنه تحرّش بأكثر من 30 ممثلة أبرزهن غوينيث بالترو التي قالت إن المنتج دعاها إلى غرفته في فندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما» عام 1994، وكانت تبلغ وقتها 22 سنة، موضحة أنه عانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته كي تدلكه. وبين الضحايا أنجلينا جولي التي روت أنه حاول التقرّب منها بطريقة «فظّة» في أحد الفنادق عام 1990، لكنها صدّته وقررت عدم التعامل معه مجدداً. وفي وقت لاحق، تكلّمت آشلي جاد عن تحرّش واينستن بها وأخبرت أنها جاءت إلى فندق لمقابلة المنتج الشهير قبل 20 سنة، إلا أن المقابلة كانت في غرفته، وكان يومها بلباس النوم، وسألها إن كان باستطاعته أن يدلكها أو إن كانت تقبل برؤيته يستحم. وفي فندق آخر، حاول التحرّش بالممثلة روز ماكغوان خلال تصوير فيلم «سكريم» عام 1997. ولم يقتصر تحرّشه بالممثلات على الفنادق، بل كان وقحاً بما فيه الكفاية ليتحرّش بالممثلة مايرا سورفينو أثناء مهرجان تورونتو للأفلام عام 1995 عن طريق ملامسة جسدها.
الصمت خوفاً
ومن «طرائد» واينستن أيضاً الممثلة والمخرجة آسيا أرجينتو التي ذكرت أن المنتج حاول تقبيلها رغماً عنها عام 1997، وقد التزمت الصمت خوفاً من أن يدمّر حياتها. وتشمل لائحة النساء المتحرَّش بهن كارا ديليفين وليا سيدو ولورين أوكونور ورومولا غاراي ولورين سيفان ولويزيت غيس وكيت بيكينسل وأمبرا غوتيريز ولوسيا إيفانز وغيرهن... وكانت آخرهن الممثلة سلمى حايك التي ادّعت تعرضها للتحرّش الجنسي من واينستن، وقالت إنه أجبرها على تصوير مشهد جنسي مع امرأة أخرى ضمن مشاهد من فيلم «فريدا» (يحكي قصة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو) عام 2002.
ومن الذين «لمعت» أسماؤهم في دائرة التحرّش الجنسي هذه السنة، الممثل والمخرج بن أفليك الفائز بأوسكار، والذي اعتذر في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصرفه «غير اللائق» تجاه المذيعة في قناة «أم تي في» هيلاري بيرتن عام 2003. فبعد إدانته واينستن على «تصرفاته غير المقبولة»، ذكّره البعض بتحرّشه ببيرتن على الهواء وانتقدوه على ذلك.
وبعد أسبوع تقريباً، تقدّمت عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس باتهامات ضد «الساحر» الأميركي ديفيد بلاين تزعم فيها أنه اغتصبها غرب لندن عام 2004. ونفى بلاين على لسان ممثل له هذه المزاعم، قائلاً إنه «مستعد للتعاون مع أي تحقيق تُجريه الشرطة».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، نشرت آنا غراهام هنتر، وهي مراسلة تعمل في هوليوود، مقالاً اتهمت فيه الممثل الكبير داستن هوفمان الفائز بأوسكار، بأنه تحرّش بها عام 1985. كما اتهمته بأنه تحدّث معها في شكل غير لائق عن الجنس حين كانت في السابعة عشرة. وفي الشهر ذاته، اتهمت الممثلة بورتيا بورتا دي روزي الممثل الشهير ستيفن سيغال بأنه فتح سحاب سرواله خلال إجرائها مقابلة للمشاركة في أحد أفلامه. واتهمت الممثلة جوليانا مارغوليس أيضاً سيغال بأنه تصرّف في شكل غير لائق معها، فيما قالت عارضة الأزياء جيني ماكارثي إنه تحرّش جنسياً بها.
وبعد ذلك بوقت قليل، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً تناول منتج الأفلام جيمس توباك، اتهمته فيه ممثلات كثيرات بأنه تحرّش بهن جنسياً. وكان العدد الأوّلي للضحايا 38 سيدة، إلا أن الصحيفة نشرت تقارير أخرى أفادت بأن هناك أكثر من 200 ممثلة اتهمن توباك بأنه استغلهن جنسياً، ومن بينهن الممثلة جوليان مور. ونفى توباك كل تلك الادعاءات، وقال في مقابلة أُجريت معه قبل أن يُتَّهم علناً، إن المسؤولين عن الصحيفة «ينشرون ادعاءات كاذبة».
الفضائح الهوليوودية
وفي فضيحة من نوع آخر تعلّقت بالتحرّش بفتى، وفي مقابلة نُشرت في تشرين الأول، اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبايسي بأنه تحرّش به وحاول إغواءه عندما كان يبلغ 14 سنة. وتوالت بعدها اتهامات ضد سبايسي الفائز مرّتين بأوسكار ساقها أشخاص قالوا إنه تحرّش بهم جنسياً أو حاول إغواءهم. وأكد الممثل أنه لا يتذكر ما رواه راب ثم نشر «نفياً تاماً» لكل الاتهامات التي وُجِّهت إليه. وكان لهذه الاتهامات تأثير كبير في مسيرة سبايسي المهنية، إذ قطعت شركة الترفيه العملاقة «نتفليكس» علاقتها به، وهو كان أحد نجوم مسلسلها «هاوس أوف كاردز».
ومن الفضائح الهوليوودية أيضاً عمليات التحرّش والاغتصاب التي طالت الممثل البريطاني إد ويستوك، وقد نفاها في شكل قاطع. وأعلنت «بي بي سي» في وقت لاحق وقف تصوير مسلسل «وايت غولد أند ذات أورديل باي إنوسينيس» الذي يؤدي ويستوك دور البطولة فيه، ولن يعرض على شاشتها إلا بعد أن تحل القضية.
ولعل تلك التحرّشات فتحت شهية الطاهي الشهير ماريو باتالي الذي كان نجم برنامج «ذا تشو» الذي كانت تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية التي فصلته من برنامجها بعد اتهامه بالسلوك الجنسي المُشين. وكانت دورية «إيتر نيويورك» قد أوردت أن أربع نساء لم تكشف هوياتهن، اتهمن باتالي بلمسهن في شكل غير لائق في نمط سلوكي استمر عقدين على الأقل. ووفقاً للدورية، كانت ثلاث من النساء يعملن لديه.
وإثر ذلك، أصدر باتالي بياناً جاء فيه: «أعتذر للذين أسأت إليهم وآذيتهم، وعلى رغم أن هويات معظم الأشخاص الذين ذكروا في هذه القصص لم تُكشف، فإن السلوك الذي وصف يتطابق مع بعض الطرق التي تصرفت بها. هذا السلوك خاطئ ولا أعذار له. أتحمل مسؤولية تصرفاتي، وأنا آسف بشدة لأي ألم أو إذلال أو ضيق سببته لأقراني والعاملين معي وزبائني وأسرتي».
وبفضل سمعته كطاه مخضرم متخصص في المطبخ الإيطالي، تحول باتالي نجماً تلفزيونياً وصاحب سلسلة من المطاعم ومؤلفاً لكتب الطهو وواحداً من أشهر الطهاة في العالم. وظهر للمرة الأولى في برنامج «مولتو ماريو» من إنتاج «فود نتوورك» عام 1997، وساهم عام 2011 في إطلاق برنامج «ذا تشو» على «إيه بي سي».
لا أحد يعلم ماذا تُخبِّئ الأيام المقبلة وأشهر 2018 من فضائح أخرى تهزّ أركان عالم الفن، لكن الثابت الأكيد أن وراء الواجهة البرّاقة والأنوار الساطعة واقعاً أسود. فالفن الهوليوودي وما يشبهه ليسا سجاداً أحمر وجوائز مرموقة ونجومية وجماهيرية فحسب، بل وراء الستار في الكواليس حيث الإنارة خافتة، الكثير من الأسرار المُخجلة والفساد الأخلاقي المخزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.