ارتفاع أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس 31-7-2025    نمو مبيعات التجزئة في اليابان بنسبة 2% خلال الشهر الماضي    فورد تتوقع خسائر بقيمة ملياري دولار هذا العام نتيجة رسوم ترامب    هاريس ستدلي بشهادتها في الكونجرس بشأن الحالة العقلية لبايدن والعفو عن 2500 شخص    ترامب يهدد كندا حال الاعتراف بدولة فلسطين: لن نعقد اتفاقا تجاريا    20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى قطاع غزة    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بشمال سيناء    ملعب الإسكندرية يتحول إلى منصة فنية ضمن فعاليات "صيف الأوبرا 2025"    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال 60 يومًا    معتقل من ذوي الهمم يقود "الإخوان".. داخلية السيسي تقتل فريد شلبي المعلم بالأزهر بمقر أمني بكفر الشيخ    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    قناة السويس حكاية وطنl القناة الجديدة.. 10 سنوات من التحدى والإنجاز    الرئيس الفلسطيني يرحب ب"الموقف التاريخي والشجاع" لكندا    لليوم الرابع، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الإمدادات بتهديدات ترامب الجمركية    دعمًا لمرشح «الجبهة الوطنية».. مؤتمر حاشد للسيدات بالقليوبية    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    قناة السويس حكاية وطن l حُفرت بأيادٍ مصرية وسُرقت ب«امتياز فرنسى»    الطب الشرعى يحل لغز وفاة أب وابنائه الستة فى المنيا.. تفاصيل    سلاح النفط العربي    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    نحن ضحايا «عك»    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    طريقة عمل سلطة الفتوش على الطريقة الأصلية    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    بينهم طفل.. إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق فايد بالإسماعيلية (أسماء)    بعد الزلزال.. الحيتان تجنح ل شواطئ اليابان قبل وصول التسونامي (فيديو)    الدفاع الروسية: اعتراض 13 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي روستوف وبيلجورود    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    رامي رضوان ودنيا سمير غانم وابنتهما كايلا يتألقون بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    السيارات الكهربائية.. والعاصمة الإنجليزية!    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    الحقيقة متعددة الروايات    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرّش الجنسي يهزّ أركان فنون العالم
نشر في صوت البلد يوم 26 - 12 - 2017

برزت عام 2017 أخبار فنية كثيرة، منها ما تناولت دخول مشاهير القفص الذهبي وأخرى تعلّقت بخروج بعضهم منه. إلا أن أكثر الأخبار التي تصدرت عناوين الصحف وشغلت الرأي العام والجمهورين العربي والغربي، كانت الفضائح في الأوساط الهوليوودية، وكان أبطالها منتجين ومخرجين وممثلين وفنانين من الصف الأول. التحرّش الجنسي، جسدياً كان أو لفظياً، ليس أمراً غريباً عن ذلك العالم المليء ب «الوحوش» الذين يستغلون مواقعهم ونفوذهم في هوليوود لاستمالة فتيات وفتيان يبحثون عن فرصهم للوصول إلى الشهرة، غير أن الجديد في موضوع التحرّش هذا العام كان العدد الكبير من النساء اللواتي كسرن صمتهن وتحدّثن عن التعدّيات التي تعرّضن لها في بداية مسيرتهن الفنية، عندما كُنَّ الحلقة الأضعف. وأصبحت تلك المزاعم مثل كرة ثلج تزيدها ضخامة الاعترافات اليومية التي كانت تُفصح عنها ضحية تلو الأخرى عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى خلال حفلات توزيع الأوسكار وغيرها من المنصات التي شكّلت منبراً علَت من خلاله أصوات كانت خافتة، بل مخنوقة، فترات طويلة.
كانت البداية المدوّية مع المنتج الأميركي هارفي واينستن الذي يُعتَبر واحداً من الأكثر نفوذاً في هوليوود، والذي يُزعم أنه تحرّش بأكثر من 30 ممثلة أبرزهن غوينيث بالترو التي قالت إن المنتج دعاها إلى غرفته في فندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما» عام 1994، وكانت تبلغ وقتها 22 سنة، موضحة أنه عانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته كي تدلكه. وبين الضحايا أنجلينا جولي التي روت أنه حاول التقرّب منها بطريقة «فظّة» في أحد الفنادق عام 1990، لكنها صدّته وقررت عدم التعامل معه مجدداً. وفي وقت لاحق، تكلّمت آشلي جاد عن تحرّش واينستن بها وأخبرت أنها جاءت إلى فندق لمقابلة المنتج الشهير قبل 20 سنة، إلا أن المقابلة كانت في غرفته، وكان يومها بلباس النوم، وسألها إن كان باستطاعته أن يدلكها أو إن كانت تقبل برؤيته يستحم. وفي فندق آخر، حاول التحرّش بالممثلة روز ماكغوان خلال تصوير فيلم «سكريم» عام 1997. ولم يقتصر تحرّشه بالممثلات على الفنادق، بل كان وقحاً بما فيه الكفاية ليتحرّش بالممثلة مايرا سورفينو أثناء مهرجان تورونتو للأفلام عام 1995 عن طريق ملامسة جسدها.
الصمت خوفاً
ومن «طرائد» واينستن أيضاً الممثلة والمخرجة آسيا أرجينتو التي ذكرت أن المنتج حاول تقبيلها رغماً عنها عام 1997، وقد التزمت الصمت خوفاً من أن يدمّر حياتها. وتشمل لائحة النساء المتحرَّش بهن كارا ديليفين وليا سيدو ولورين أوكونور ورومولا غاراي ولورين سيفان ولويزيت غيس وكيت بيكينسل وأمبرا غوتيريز ولوسيا إيفانز وغيرهن... وكانت آخرهن الممثلة سلمى حايك التي ادّعت تعرضها للتحرّش الجنسي من واينستن، وقالت إنه أجبرها على تصوير مشهد جنسي مع امرأة أخرى ضمن مشاهد من فيلم «فريدا» (يحكي قصة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو) عام 2002.
ومن الذين «لمعت» أسماؤهم في دائرة التحرّش الجنسي هذه السنة، الممثل والمخرج بن أفليك الفائز بأوسكار، والذي اعتذر في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصرفه «غير اللائق» تجاه المذيعة في قناة «أم تي في» هيلاري بيرتن عام 2003. فبعد إدانته واينستن على «تصرفاته غير المقبولة»، ذكّره البعض بتحرّشه ببيرتن على الهواء وانتقدوه على ذلك.
وبعد أسبوع تقريباً، تقدّمت عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس باتهامات ضد «الساحر» الأميركي ديفيد بلاين تزعم فيها أنه اغتصبها غرب لندن عام 2004. ونفى بلاين على لسان ممثل له هذه المزاعم، قائلاً إنه «مستعد للتعاون مع أي تحقيق تُجريه الشرطة».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، نشرت آنا غراهام هنتر، وهي مراسلة تعمل في هوليوود، مقالاً اتهمت فيه الممثل الكبير داستن هوفمان الفائز بأوسكار، بأنه تحرّش بها عام 1985. كما اتهمته بأنه تحدّث معها في شكل غير لائق عن الجنس حين كانت في السابعة عشرة. وفي الشهر ذاته، اتهمت الممثلة بورتيا بورتا دي روزي الممثل الشهير ستيفن سيغال بأنه فتح سحاب سرواله خلال إجرائها مقابلة للمشاركة في أحد أفلامه. واتهمت الممثلة جوليانا مارغوليس أيضاً سيغال بأنه تصرّف في شكل غير لائق معها، فيما قالت عارضة الأزياء جيني ماكارثي إنه تحرّش جنسياً بها.
وبعد ذلك بوقت قليل، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً تناول منتج الأفلام جيمس توباك، اتهمته فيه ممثلات كثيرات بأنه تحرّش بهن جنسياً. وكان العدد الأوّلي للضحايا 38 سيدة، إلا أن الصحيفة نشرت تقارير أخرى أفادت بأن هناك أكثر من 200 ممثلة اتهمن توباك بأنه استغلهن جنسياً، ومن بينهن الممثلة جوليان مور. ونفى توباك كل تلك الادعاءات، وقال في مقابلة أُجريت معه قبل أن يُتَّهم علناً، إن المسؤولين عن الصحيفة «ينشرون ادعاءات كاذبة».
الفضائح الهوليوودية
وفي فضيحة من نوع آخر تعلّقت بالتحرّش بفتى، وفي مقابلة نُشرت في تشرين الأول، اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبايسي بأنه تحرّش به وحاول إغواءه عندما كان يبلغ 14 سنة. وتوالت بعدها اتهامات ضد سبايسي الفائز مرّتين بأوسكار ساقها أشخاص قالوا إنه تحرّش بهم جنسياً أو حاول إغواءهم. وأكد الممثل أنه لا يتذكر ما رواه راب ثم نشر «نفياً تاماً» لكل الاتهامات التي وُجِّهت إليه. وكان لهذه الاتهامات تأثير كبير في مسيرة سبايسي المهنية، إذ قطعت شركة الترفيه العملاقة «نتفليكس» علاقتها به، وهو كان أحد نجوم مسلسلها «هاوس أوف كاردز».
ومن الفضائح الهوليوودية أيضاً عمليات التحرّش والاغتصاب التي طالت الممثل البريطاني إد ويستوك، وقد نفاها في شكل قاطع. وأعلنت «بي بي سي» في وقت لاحق وقف تصوير مسلسل «وايت غولد أند ذات أورديل باي إنوسينيس» الذي يؤدي ويستوك دور البطولة فيه، ولن يعرض على شاشتها إلا بعد أن تحل القضية.
ولعل تلك التحرّشات فتحت شهية الطاهي الشهير ماريو باتالي الذي كان نجم برنامج «ذا تشو» الذي كانت تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية التي فصلته من برنامجها بعد اتهامه بالسلوك الجنسي المُشين. وكانت دورية «إيتر نيويورك» قد أوردت أن أربع نساء لم تكشف هوياتهن، اتهمن باتالي بلمسهن في شكل غير لائق في نمط سلوكي استمر عقدين على الأقل. ووفقاً للدورية، كانت ثلاث من النساء يعملن لديه.
وإثر ذلك، أصدر باتالي بياناً جاء فيه: «أعتذر للذين أسأت إليهم وآذيتهم، وعلى رغم أن هويات معظم الأشخاص الذين ذكروا في هذه القصص لم تُكشف، فإن السلوك الذي وصف يتطابق مع بعض الطرق التي تصرفت بها. هذا السلوك خاطئ ولا أعذار له. أتحمل مسؤولية تصرفاتي، وأنا آسف بشدة لأي ألم أو إذلال أو ضيق سببته لأقراني والعاملين معي وزبائني وأسرتي».
وبفضل سمعته كطاه مخضرم متخصص في المطبخ الإيطالي، تحول باتالي نجماً تلفزيونياً وصاحب سلسلة من المطاعم ومؤلفاً لكتب الطهو وواحداً من أشهر الطهاة في العالم. وظهر للمرة الأولى في برنامج «مولتو ماريو» من إنتاج «فود نتوورك» عام 1997، وساهم عام 2011 في إطلاق برنامج «ذا تشو» على «إيه بي سي».
لا أحد يعلم ماذا تُخبِّئ الأيام المقبلة وأشهر 2018 من فضائح أخرى تهزّ أركان عالم الفن، لكن الثابت الأكيد أن وراء الواجهة البرّاقة والأنوار الساطعة واقعاً أسود. فالفن الهوليوودي وما يشبهه ليسا سجاداً أحمر وجوائز مرموقة ونجومية وجماهيرية فحسب، بل وراء الستار في الكواليس حيث الإنارة خافتة، الكثير من الأسرار المُخجلة والفساد الأخلاقي المخزي.
برزت عام 2017 أخبار فنية كثيرة، منها ما تناولت دخول مشاهير القفص الذهبي وأخرى تعلّقت بخروج بعضهم منه. إلا أن أكثر الأخبار التي تصدرت عناوين الصحف وشغلت الرأي العام والجمهورين العربي والغربي، كانت الفضائح في الأوساط الهوليوودية، وكان أبطالها منتجين ومخرجين وممثلين وفنانين من الصف الأول. التحرّش الجنسي، جسدياً كان أو لفظياً، ليس أمراً غريباً عن ذلك العالم المليء ب «الوحوش» الذين يستغلون مواقعهم ونفوذهم في هوليوود لاستمالة فتيات وفتيان يبحثون عن فرصهم للوصول إلى الشهرة، غير أن الجديد في موضوع التحرّش هذا العام كان العدد الكبير من النساء اللواتي كسرن صمتهن وتحدّثن عن التعدّيات التي تعرّضن لها في بداية مسيرتهن الفنية، عندما كُنَّ الحلقة الأضعف. وأصبحت تلك المزاعم مثل كرة ثلج تزيدها ضخامة الاعترافات اليومية التي كانت تُفصح عنها ضحية تلو الأخرى عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى خلال حفلات توزيع الأوسكار وغيرها من المنصات التي شكّلت منبراً علَت من خلاله أصوات كانت خافتة، بل مخنوقة، فترات طويلة.
كانت البداية المدوّية مع المنتج الأميركي هارفي واينستن الذي يُعتَبر واحداً من الأكثر نفوذاً في هوليوود، والذي يُزعم أنه تحرّش بأكثر من 30 ممثلة أبرزهن غوينيث بالترو التي قالت إن المنتج دعاها إلى غرفته في فندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما» عام 1994، وكانت تبلغ وقتها 22 سنة، موضحة أنه عانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته كي تدلكه. وبين الضحايا أنجلينا جولي التي روت أنه حاول التقرّب منها بطريقة «فظّة» في أحد الفنادق عام 1990، لكنها صدّته وقررت عدم التعامل معه مجدداً. وفي وقت لاحق، تكلّمت آشلي جاد عن تحرّش واينستن بها وأخبرت أنها جاءت إلى فندق لمقابلة المنتج الشهير قبل 20 سنة، إلا أن المقابلة كانت في غرفته، وكان يومها بلباس النوم، وسألها إن كان باستطاعته أن يدلكها أو إن كانت تقبل برؤيته يستحم. وفي فندق آخر، حاول التحرّش بالممثلة روز ماكغوان خلال تصوير فيلم «سكريم» عام 1997. ولم يقتصر تحرّشه بالممثلات على الفنادق، بل كان وقحاً بما فيه الكفاية ليتحرّش بالممثلة مايرا سورفينو أثناء مهرجان تورونتو للأفلام عام 1995 عن طريق ملامسة جسدها.
الصمت خوفاً
ومن «طرائد» واينستن أيضاً الممثلة والمخرجة آسيا أرجينتو التي ذكرت أن المنتج حاول تقبيلها رغماً عنها عام 1997، وقد التزمت الصمت خوفاً من أن يدمّر حياتها. وتشمل لائحة النساء المتحرَّش بهن كارا ديليفين وليا سيدو ولورين أوكونور ورومولا غاراي ولورين سيفان ولويزيت غيس وكيت بيكينسل وأمبرا غوتيريز ولوسيا إيفانز وغيرهن... وكانت آخرهن الممثلة سلمى حايك التي ادّعت تعرضها للتحرّش الجنسي من واينستن، وقالت إنه أجبرها على تصوير مشهد جنسي مع امرأة أخرى ضمن مشاهد من فيلم «فريدا» (يحكي قصة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو) عام 2002.
ومن الذين «لمعت» أسماؤهم في دائرة التحرّش الجنسي هذه السنة، الممثل والمخرج بن أفليك الفائز بأوسكار، والذي اعتذر في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصرفه «غير اللائق» تجاه المذيعة في قناة «أم تي في» هيلاري بيرتن عام 2003. فبعد إدانته واينستن على «تصرفاته غير المقبولة»، ذكّره البعض بتحرّشه ببيرتن على الهواء وانتقدوه على ذلك.
وبعد أسبوع تقريباً، تقدّمت عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس باتهامات ضد «الساحر» الأميركي ديفيد بلاين تزعم فيها أنه اغتصبها غرب لندن عام 2004. ونفى بلاين على لسان ممثل له هذه المزاعم، قائلاً إنه «مستعد للتعاون مع أي تحقيق تُجريه الشرطة».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، نشرت آنا غراهام هنتر، وهي مراسلة تعمل في هوليوود، مقالاً اتهمت فيه الممثل الكبير داستن هوفمان الفائز بأوسكار، بأنه تحرّش بها عام 1985. كما اتهمته بأنه تحدّث معها في شكل غير لائق عن الجنس حين كانت في السابعة عشرة. وفي الشهر ذاته، اتهمت الممثلة بورتيا بورتا دي روزي الممثل الشهير ستيفن سيغال بأنه فتح سحاب سرواله خلال إجرائها مقابلة للمشاركة في أحد أفلامه. واتهمت الممثلة جوليانا مارغوليس أيضاً سيغال بأنه تصرّف في شكل غير لائق معها، فيما قالت عارضة الأزياء جيني ماكارثي إنه تحرّش جنسياً بها.
وبعد ذلك بوقت قليل، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً تناول منتج الأفلام جيمس توباك، اتهمته فيه ممثلات كثيرات بأنه تحرّش بهن جنسياً. وكان العدد الأوّلي للضحايا 38 سيدة، إلا أن الصحيفة نشرت تقارير أخرى أفادت بأن هناك أكثر من 200 ممثلة اتهمن توباك بأنه استغلهن جنسياً، ومن بينهن الممثلة جوليان مور. ونفى توباك كل تلك الادعاءات، وقال في مقابلة أُجريت معه قبل أن يُتَّهم علناً، إن المسؤولين عن الصحيفة «ينشرون ادعاءات كاذبة».
الفضائح الهوليوودية
وفي فضيحة من نوع آخر تعلّقت بالتحرّش بفتى، وفي مقابلة نُشرت في تشرين الأول، اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبايسي بأنه تحرّش به وحاول إغواءه عندما كان يبلغ 14 سنة. وتوالت بعدها اتهامات ضد سبايسي الفائز مرّتين بأوسكار ساقها أشخاص قالوا إنه تحرّش بهم جنسياً أو حاول إغواءهم. وأكد الممثل أنه لا يتذكر ما رواه راب ثم نشر «نفياً تاماً» لكل الاتهامات التي وُجِّهت إليه. وكان لهذه الاتهامات تأثير كبير في مسيرة سبايسي المهنية، إذ قطعت شركة الترفيه العملاقة «نتفليكس» علاقتها به، وهو كان أحد نجوم مسلسلها «هاوس أوف كاردز».
ومن الفضائح الهوليوودية أيضاً عمليات التحرّش والاغتصاب التي طالت الممثل البريطاني إد ويستوك، وقد نفاها في شكل قاطع. وأعلنت «بي بي سي» في وقت لاحق وقف تصوير مسلسل «وايت غولد أند ذات أورديل باي إنوسينيس» الذي يؤدي ويستوك دور البطولة فيه، ولن يعرض على شاشتها إلا بعد أن تحل القضية.
ولعل تلك التحرّشات فتحت شهية الطاهي الشهير ماريو باتالي الذي كان نجم برنامج «ذا تشو» الذي كانت تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية التي فصلته من برنامجها بعد اتهامه بالسلوك الجنسي المُشين. وكانت دورية «إيتر نيويورك» قد أوردت أن أربع نساء لم تكشف هوياتهن، اتهمن باتالي بلمسهن في شكل غير لائق في نمط سلوكي استمر عقدين على الأقل. ووفقاً للدورية، كانت ثلاث من النساء يعملن لديه.
وإثر ذلك، أصدر باتالي بياناً جاء فيه: «أعتذر للذين أسأت إليهم وآذيتهم، وعلى رغم أن هويات معظم الأشخاص الذين ذكروا في هذه القصص لم تُكشف، فإن السلوك الذي وصف يتطابق مع بعض الطرق التي تصرفت بها. هذا السلوك خاطئ ولا أعذار له. أتحمل مسؤولية تصرفاتي، وأنا آسف بشدة لأي ألم أو إذلال أو ضيق سببته لأقراني والعاملين معي وزبائني وأسرتي».
وبفضل سمعته كطاه مخضرم متخصص في المطبخ الإيطالي، تحول باتالي نجماً تلفزيونياً وصاحب سلسلة من المطاعم ومؤلفاً لكتب الطهو وواحداً من أشهر الطهاة في العالم. وظهر للمرة الأولى في برنامج «مولتو ماريو» من إنتاج «فود نتوورك» عام 1997، وساهم عام 2011 في إطلاق برنامج «ذا تشو» على «إيه بي سي».
لا أحد يعلم ماذا تُخبِّئ الأيام المقبلة وأشهر 2018 من فضائح أخرى تهزّ أركان عالم الفن، لكن الثابت الأكيد أن وراء الواجهة البرّاقة والأنوار الساطعة واقعاً أسود. فالفن الهوليوودي وما يشبهه ليسا سجاداً أحمر وجوائز مرموقة ونجومية وجماهيرية فحسب، بل وراء الستار في الكواليس حيث الإنارة خافتة، الكثير من الأسرار المُخجلة والفساد الأخلاقي المخزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.