حرب تكسير العظام في جولة الحسم بقنا| صراع بين أنصار المرشحين على فيسبوك    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    التحالف الوطني يثمن مشاركة "البنك المركزي" في فعاليات "شهر التطوع"    القوات الروسية ترفع العلم الروسي فوق دميتروف في دونيتسك الشعبية    سوريا تدين بشدة الاعتراف الإسرائيلي ب«أرض الصومال»    حلفاء زيلينسكي يقدمون دعمهم قبل المحادثات مع ترامب في فلوريدا    بيزا ضد يوفنتوس.. السيدة العجوز تحسم المواجهة بثنائية نظيفة    الدفاع المدني بغزة ينتشل جثمان طفل غرق في بئر بعد محاولات لإنقاذه    كأس أفريقيا.. نيجيريا تتأهل بثلاثية في تونس    يوفنتوس يعبر اختبار بيزا الصعب بثنائية ويشعل صراع القمة في الكالتشيو    مدرب المصرية للاتصالات: لا أعرف سبب تفريط الأهلى فى مصطفى فوزى بهذه السهولة    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    نشرة الرياضة ½ الليل| سقوط الأهلي.. هزيمة تاريخية.. حمزة لبرشلونة.. عقوبات الرابطة.. ولامين المكروه    حريق هائل يلتهم مزرعة دواجن بالفيوم ونفوق 5000 كتكوت    منخفض جوي وأمطار.. "الأرصاد" تحذر من طقس ليلة رأس السنة    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    إصابة 10 أشخاص فى حادث انقلاب مينى باص بمنطقة مدينة نصر    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة أطفال اللبيني    جهود مكثفة لمباحث الغربية لكشف غموض العثور على جثة طفلة في جوال بالأراضي الزراعية بقطور    نجوم الفن ينعون المخرج داوود عبد السيد بكلمات مؤثرة    عبدالفتاح عبدالمنعم يهنئ مواقع وصحف "المتحدة" لحصولها على 13 من جوائز الصحافة    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    انتخابات النواب 2025 بسوهاج.. إقبال كثيف ورقابة شعبية منعت أي تجاوزات| فيديو    أول رد من نيللي كريم على شائعة زواجها من شريف سلامة    أشرف زكي بعد واقعة ريهام عبد الغفور: «نحن في بلد قانون.. والقضية لن تنتهي»    تفاوت بين روايتَي واشنطن وأبوجا بشأن الضربات الأمريكية في نيجيريا    خبير اقتصادي: تحسن سعر الصرف وانخفاض التضخم يحدان من موجات الغلاء    محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق لجان انتخابات مجلس النواب في اليوم الأول لجولة الإعادة    رونالدو يشيد بأداء النصر بعد ثلاثية الأخدود: الطريق ما زال طويلًا    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    بشير عبدالفتاح: إسرائيل تسعى إلى تموضع عسكرى فى صومالى لاند    خبيرة تكشف طرق الاختيار السليم للزواج وتوقعات الأبراج 2026    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    وزير الصحة يكرم الزميل عاطف السيد تقديرًا لدوره في تغطية ملف الشئون الصحية    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    خبير نووى: الأوروبيون فقدوا أوراق الضغط وإيران تتحرك بحرية فى ملف التخصيب    مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية: واشنطن لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم على إيران    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فتي الدارك ويب ل 24 يناير    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    ألمانيا تغلق مطار هانوفر بعد رصد مسيرات في مجاله الجوي    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين.. بث مباشر مباراة الأهلي والمصرية للاتصالات في كأس مصر من استاد السلام    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرّش الجنسي يهزّ أركان فنون العالم
نشر في صوت البلد يوم 26 - 12 - 2017

برزت عام 2017 أخبار فنية كثيرة، منها ما تناولت دخول مشاهير القفص الذهبي وأخرى تعلّقت بخروج بعضهم منه. إلا أن أكثر الأخبار التي تصدرت عناوين الصحف وشغلت الرأي العام والجمهورين العربي والغربي، كانت الفضائح في الأوساط الهوليوودية، وكان أبطالها منتجين ومخرجين وممثلين وفنانين من الصف الأول. التحرّش الجنسي، جسدياً كان أو لفظياً، ليس أمراً غريباً عن ذلك العالم المليء ب «الوحوش» الذين يستغلون مواقعهم ونفوذهم في هوليوود لاستمالة فتيات وفتيان يبحثون عن فرصهم للوصول إلى الشهرة، غير أن الجديد في موضوع التحرّش هذا العام كان العدد الكبير من النساء اللواتي كسرن صمتهن وتحدّثن عن التعدّيات التي تعرّضن لها في بداية مسيرتهن الفنية، عندما كُنَّ الحلقة الأضعف. وأصبحت تلك المزاعم مثل كرة ثلج تزيدها ضخامة الاعترافات اليومية التي كانت تُفصح عنها ضحية تلو الأخرى عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى خلال حفلات توزيع الأوسكار وغيرها من المنصات التي شكّلت منبراً علَت من خلاله أصوات كانت خافتة، بل مخنوقة، فترات طويلة.
كانت البداية المدوّية مع المنتج الأميركي هارفي واينستن الذي يُعتَبر واحداً من الأكثر نفوذاً في هوليوود، والذي يُزعم أنه تحرّش بأكثر من 30 ممثلة أبرزهن غوينيث بالترو التي قالت إن المنتج دعاها إلى غرفته في فندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما» عام 1994، وكانت تبلغ وقتها 22 سنة، موضحة أنه عانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته كي تدلكه. وبين الضحايا أنجلينا جولي التي روت أنه حاول التقرّب منها بطريقة «فظّة» في أحد الفنادق عام 1990، لكنها صدّته وقررت عدم التعامل معه مجدداً. وفي وقت لاحق، تكلّمت آشلي جاد عن تحرّش واينستن بها وأخبرت أنها جاءت إلى فندق لمقابلة المنتج الشهير قبل 20 سنة، إلا أن المقابلة كانت في غرفته، وكان يومها بلباس النوم، وسألها إن كان باستطاعته أن يدلكها أو إن كانت تقبل برؤيته يستحم. وفي فندق آخر، حاول التحرّش بالممثلة روز ماكغوان خلال تصوير فيلم «سكريم» عام 1997. ولم يقتصر تحرّشه بالممثلات على الفنادق، بل كان وقحاً بما فيه الكفاية ليتحرّش بالممثلة مايرا سورفينو أثناء مهرجان تورونتو للأفلام عام 1995 عن طريق ملامسة جسدها.
الصمت خوفاً
ومن «طرائد» واينستن أيضاً الممثلة والمخرجة آسيا أرجينتو التي ذكرت أن المنتج حاول تقبيلها رغماً عنها عام 1997، وقد التزمت الصمت خوفاً من أن يدمّر حياتها. وتشمل لائحة النساء المتحرَّش بهن كارا ديليفين وليا سيدو ولورين أوكونور ورومولا غاراي ولورين سيفان ولويزيت غيس وكيت بيكينسل وأمبرا غوتيريز ولوسيا إيفانز وغيرهن... وكانت آخرهن الممثلة سلمى حايك التي ادّعت تعرضها للتحرّش الجنسي من واينستن، وقالت إنه أجبرها على تصوير مشهد جنسي مع امرأة أخرى ضمن مشاهد من فيلم «فريدا» (يحكي قصة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو) عام 2002.
ومن الذين «لمعت» أسماؤهم في دائرة التحرّش الجنسي هذه السنة، الممثل والمخرج بن أفليك الفائز بأوسكار، والذي اعتذر في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصرفه «غير اللائق» تجاه المذيعة في قناة «أم تي في» هيلاري بيرتن عام 2003. فبعد إدانته واينستن على «تصرفاته غير المقبولة»، ذكّره البعض بتحرّشه ببيرتن على الهواء وانتقدوه على ذلك.
وبعد أسبوع تقريباً، تقدّمت عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس باتهامات ضد «الساحر» الأميركي ديفيد بلاين تزعم فيها أنه اغتصبها غرب لندن عام 2004. ونفى بلاين على لسان ممثل له هذه المزاعم، قائلاً إنه «مستعد للتعاون مع أي تحقيق تُجريه الشرطة».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، نشرت آنا غراهام هنتر، وهي مراسلة تعمل في هوليوود، مقالاً اتهمت فيه الممثل الكبير داستن هوفمان الفائز بأوسكار، بأنه تحرّش بها عام 1985. كما اتهمته بأنه تحدّث معها في شكل غير لائق عن الجنس حين كانت في السابعة عشرة. وفي الشهر ذاته، اتهمت الممثلة بورتيا بورتا دي روزي الممثل الشهير ستيفن سيغال بأنه فتح سحاب سرواله خلال إجرائها مقابلة للمشاركة في أحد أفلامه. واتهمت الممثلة جوليانا مارغوليس أيضاً سيغال بأنه تصرّف في شكل غير لائق معها، فيما قالت عارضة الأزياء جيني ماكارثي إنه تحرّش جنسياً بها.
وبعد ذلك بوقت قليل، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً تناول منتج الأفلام جيمس توباك، اتهمته فيه ممثلات كثيرات بأنه تحرّش بهن جنسياً. وكان العدد الأوّلي للضحايا 38 سيدة، إلا أن الصحيفة نشرت تقارير أخرى أفادت بأن هناك أكثر من 200 ممثلة اتهمن توباك بأنه استغلهن جنسياً، ومن بينهن الممثلة جوليان مور. ونفى توباك كل تلك الادعاءات، وقال في مقابلة أُجريت معه قبل أن يُتَّهم علناً، إن المسؤولين عن الصحيفة «ينشرون ادعاءات كاذبة».
الفضائح الهوليوودية
وفي فضيحة من نوع آخر تعلّقت بالتحرّش بفتى، وفي مقابلة نُشرت في تشرين الأول، اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبايسي بأنه تحرّش به وحاول إغواءه عندما كان يبلغ 14 سنة. وتوالت بعدها اتهامات ضد سبايسي الفائز مرّتين بأوسكار ساقها أشخاص قالوا إنه تحرّش بهم جنسياً أو حاول إغواءهم. وأكد الممثل أنه لا يتذكر ما رواه راب ثم نشر «نفياً تاماً» لكل الاتهامات التي وُجِّهت إليه. وكان لهذه الاتهامات تأثير كبير في مسيرة سبايسي المهنية، إذ قطعت شركة الترفيه العملاقة «نتفليكس» علاقتها به، وهو كان أحد نجوم مسلسلها «هاوس أوف كاردز».
ومن الفضائح الهوليوودية أيضاً عمليات التحرّش والاغتصاب التي طالت الممثل البريطاني إد ويستوك، وقد نفاها في شكل قاطع. وأعلنت «بي بي سي» في وقت لاحق وقف تصوير مسلسل «وايت غولد أند ذات أورديل باي إنوسينيس» الذي يؤدي ويستوك دور البطولة فيه، ولن يعرض على شاشتها إلا بعد أن تحل القضية.
ولعل تلك التحرّشات فتحت شهية الطاهي الشهير ماريو باتالي الذي كان نجم برنامج «ذا تشو» الذي كانت تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية التي فصلته من برنامجها بعد اتهامه بالسلوك الجنسي المُشين. وكانت دورية «إيتر نيويورك» قد أوردت أن أربع نساء لم تكشف هوياتهن، اتهمن باتالي بلمسهن في شكل غير لائق في نمط سلوكي استمر عقدين على الأقل. ووفقاً للدورية، كانت ثلاث من النساء يعملن لديه.
وإثر ذلك، أصدر باتالي بياناً جاء فيه: «أعتذر للذين أسأت إليهم وآذيتهم، وعلى رغم أن هويات معظم الأشخاص الذين ذكروا في هذه القصص لم تُكشف، فإن السلوك الذي وصف يتطابق مع بعض الطرق التي تصرفت بها. هذا السلوك خاطئ ولا أعذار له. أتحمل مسؤولية تصرفاتي، وأنا آسف بشدة لأي ألم أو إذلال أو ضيق سببته لأقراني والعاملين معي وزبائني وأسرتي».
وبفضل سمعته كطاه مخضرم متخصص في المطبخ الإيطالي، تحول باتالي نجماً تلفزيونياً وصاحب سلسلة من المطاعم ومؤلفاً لكتب الطهو وواحداً من أشهر الطهاة في العالم. وظهر للمرة الأولى في برنامج «مولتو ماريو» من إنتاج «فود نتوورك» عام 1997، وساهم عام 2011 في إطلاق برنامج «ذا تشو» على «إيه بي سي».
لا أحد يعلم ماذا تُخبِّئ الأيام المقبلة وأشهر 2018 من فضائح أخرى تهزّ أركان عالم الفن، لكن الثابت الأكيد أن وراء الواجهة البرّاقة والأنوار الساطعة واقعاً أسود. فالفن الهوليوودي وما يشبهه ليسا سجاداً أحمر وجوائز مرموقة ونجومية وجماهيرية فحسب، بل وراء الستار في الكواليس حيث الإنارة خافتة، الكثير من الأسرار المُخجلة والفساد الأخلاقي المخزي.
برزت عام 2017 أخبار فنية كثيرة، منها ما تناولت دخول مشاهير القفص الذهبي وأخرى تعلّقت بخروج بعضهم منه. إلا أن أكثر الأخبار التي تصدرت عناوين الصحف وشغلت الرأي العام والجمهورين العربي والغربي، كانت الفضائح في الأوساط الهوليوودية، وكان أبطالها منتجين ومخرجين وممثلين وفنانين من الصف الأول. التحرّش الجنسي، جسدياً كان أو لفظياً، ليس أمراً غريباً عن ذلك العالم المليء ب «الوحوش» الذين يستغلون مواقعهم ونفوذهم في هوليوود لاستمالة فتيات وفتيان يبحثون عن فرصهم للوصول إلى الشهرة، غير أن الجديد في موضوع التحرّش هذا العام كان العدد الكبير من النساء اللواتي كسرن صمتهن وتحدّثن عن التعدّيات التي تعرّضن لها في بداية مسيرتهن الفنية، عندما كُنَّ الحلقة الأضعف. وأصبحت تلك المزاعم مثل كرة ثلج تزيدها ضخامة الاعترافات اليومية التي كانت تُفصح عنها ضحية تلو الأخرى عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى خلال حفلات توزيع الأوسكار وغيرها من المنصات التي شكّلت منبراً علَت من خلاله أصوات كانت خافتة، بل مخنوقة، فترات طويلة.
كانت البداية المدوّية مع المنتج الأميركي هارفي واينستن الذي يُعتَبر واحداً من الأكثر نفوذاً في هوليوود، والذي يُزعم أنه تحرّش بأكثر من 30 ممثلة أبرزهن غوينيث بالترو التي قالت إن المنتج دعاها إلى غرفته في فندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما» عام 1994، وكانت تبلغ وقتها 22 سنة، موضحة أنه عانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته كي تدلكه. وبين الضحايا أنجلينا جولي التي روت أنه حاول التقرّب منها بطريقة «فظّة» في أحد الفنادق عام 1990، لكنها صدّته وقررت عدم التعامل معه مجدداً. وفي وقت لاحق، تكلّمت آشلي جاد عن تحرّش واينستن بها وأخبرت أنها جاءت إلى فندق لمقابلة المنتج الشهير قبل 20 سنة، إلا أن المقابلة كانت في غرفته، وكان يومها بلباس النوم، وسألها إن كان باستطاعته أن يدلكها أو إن كانت تقبل برؤيته يستحم. وفي فندق آخر، حاول التحرّش بالممثلة روز ماكغوان خلال تصوير فيلم «سكريم» عام 1997. ولم يقتصر تحرّشه بالممثلات على الفنادق، بل كان وقحاً بما فيه الكفاية ليتحرّش بالممثلة مايرا سورفينو أثناء مهرجان تورونتو للأفلام عام 1995 عن طريق ملامسة جسدها.
الصمت خوفاً
ومن «طرائد» واينستن أيضاً الممثلة والمخرجة آسيا أرجينتو التي ذكرت أن المنتج حاول تقبيلها رغماً عنها عام 1997، وقد التزمت الصمت خوفاً من أن يدمّر حياتها. وتشمل لائحة النساء المتحرَّش بهن كارا ديليفين وليا سيدو ولورين أوكونور ورومولا غاراي ولورين سيفان ولويزيت غيس وكيت بيكينسل وأمبرا غوتيريز ولوسيا إيفانز وغيرهن... وكانت آخرهن الممثلة سلمى حايك التي ادّعت تعرضها للتحرّش الجنسي من واينستن، وقالت إنه أجبرها على تصوير مشهد جنسي مع امرأة أخرى ضمن مشاهد من فيلم «فريدا» (يحكي قصة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو) عام 2002.
ومن الذين «لمعت» أسماؤهم في دائرة التحرّش الجنسي هذه السنة، الممثل والمخرج بن أفليك الفائز بأوسكار، والذي اعتذر في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصرفه «غير اللائق» تجاه المذيعة في قناة «أم تي في» هيلاري بيرتن عام 2003. فبعد إدانته واينستن على «تصرفاته غير المقبولة»، ذكّره البعض بتحرّشه ببيرتن على الهواء وانتقدوه على ذلك.
وبعد أسبوع تقريباً، تقدّمت عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس باتهامات ضد «الساحر» الأميركي ديفيد بلاين تزعم فيها أنه اغتصبها غرب لندن عام 2004. ونفى بلاين على لسان ممثل له هذه المزاعم، قائلاً إنه «مستعد للتعاون مع أي تحقيق تُجريه الشرطة».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، نشرت آنا غراهام هنتر، وهي مراسلة تعمل في هوليوود، مقالاً اتهمت فيه الممثل الكبير داستن هوفمان الفائز بأوسكار، بأنه تحرّش بها عام 1985. كما اتهمته بأنه تحدّث معها في شكل غير لائق عن الجنس حين كانت في السابعة عشرة. وفي الشهر ذاته، اتهمت الممثلة بورتيا بورتا دي روزي الممثل الشهير ستيفن سيغال بأنه فتح سحاب سرواله خلال إجرائها مقابلة للمشاركة في أحد أفلامه. واتهمت الممثلة جوليانا مارغوليس أيضاً سيغال بأنه تصرّف في شكل غير لائق معها، فيما قالت عارضة الأزياء جيني ماكارثي إنه تحرّش جنسياً بها.
وبعد ذلك بوقت قليل، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً تناول منتج الأفلام جيمس توباك، اتهمته فيه ممثلات كثيرات بأنه تحرّش بهن جنسياً. وكان العدد الأوّلي للضحايا 38 سيدة، إلا أن الصحيفة نشرت تقارير أخرى أفادت بأن هناك أكثر من 200 ممثلة اتهمن توباك بأنه استغلهن جنسياً، ومن بينهن الممثلة جوليان مور. ونفى توباك كل تلك الادعاءات، وقال في مقابلة أُجريت معه قبل أن يُتَّهم علناً، إن المسؤولين عن الصحيفة «ينشرون ادعاءات كاذبة».
الفضائح الهوليوودية
وفي فضيحة من نوع آخر تعلّقت بالتحرّش بفتى، وفي مقابلة نُشرت في تشرين الأول، اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبايسي بأنه تحرّش به وحاول إغواءه عندما كان يبلغ 14 سنة. وتوالت بعدها اتهامات ضد سبايسي الفائز مرّتين بأوسكار ساقها أشخاص قالوا إنه تحرّش بهم جنسياً أو حاول إغواءهم. وأكد الممثل أنه لا يتذكر ما رواه راب ثم نشر «نفياً تاماً» لكل الاتهامات التي وُجِّهت إليه. وكان لهذه الاتهامات تأثير كبير في مسيرة سبايسي المهنية، إذ قطعت شركة الترفيه العملاقة «نتفليكس» علاقتها به، وهو كان أحد نجوم مسلسلها «هاوس أوف كاردز».
ومن الفضائح الهوليوودية أيضاً عمليات التحرّش والاغتصاب التي طالت الممثل البريطاني إد ويستوك، وقد نفاها في شكل قاطع. وأعلنت «بي بي سي» في وقت لاحق وقف تصوير مسلسل «وايت غولد أند ذات أورديل باي إنوسينيس» الذي يؤدي ويستوك دور البطولة فيه، ولن يعرض على شاشتها إلا بعد أن تحل القضية.
ولعل تلك التحرّشات فتحت شهية الطاهي الشهير ماريو باتالي الذي كان نجم برنامج «ذا تشو» الذي كانت تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية التي فصلته من برنامجها بعد اتهامه بالسلوك الجنسي المُشين. وكانت دورية «إيتر نيويورك» قد أوردت أن أربع نساء لم تكشف هوياتهن، اتهمن باتالي بلمسهن في شكل غير لائق في نمط سلوكي استمر عقدين على الأقل. ووفقاً للدورية، كانت ثلاث من النساء يعملن لديه.
وإثر ذلك، أصدر باتالي بياناً جاء فيه: «أعتذر للذين أسأت إليهم وآذيتهم، وعلى رغم أن هويات معظم الأشخاص الذين ذكروا في هذه القصص لم تُكشف، فإن السلوك الذي وصف يتطابق مع بعض الطرق التي تصرفت بها. هذا السلوك خاطئ ولا أعذار له. أتحمل مسؤولية تصرفاتي، وأنا آسف بشدة لأي ألم أو إذلال أو ضيق سببته لأقراني والعاملين معي وزبائني وأسرتي».
وبفضل سمعته كطاه مخضرم متخصص في المطبخ الإيطالي، تحول باتالي نجماً تلفزيونياً وصاحب سلسلة من المطاعم ومؤلفاً لكتب الطهو وواحداً من أشهر الطهاة في العالم. وظهر للمرة الأولى في برنامج «مولتو ماريو» من إنتاج «فود نتوورك» عام 1997، وساهم عام 2011 في إطلاق برنامج «ذا تشو» على «إيه بي سي».
لا أحد يعلم ماذا تُخبِّئ الأيام المقبلة وأشهر 2018 من فضائح أخرى تهزّ أركان عالم الفن، لكن الثابت الأكيد أن وراء الواجهة البرّاقة والأنوار الساطعة واقعاً أسود. فالفن الهوليوودي وما يشبهه ليسا سجاداً أحمر وجوائز مرموقة ونجومية وجماهيرية فحسب، بل وراء الستار في الكواليس حيث الإنارة خافتة، الكثير من الأسرار المُخجلة والفساد الأخلاقي المخزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.