شاهد.. تجهيز لجان امتحانات الترم الثاني بمدارس القاهرة لاستقبال الطلاب غداً    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    سعر الريال السعودي بالبنوك اليوم الثلاثاء 7-5-2024    فرصة للمخالفين في البناء.. بدء تلقي طلبات التصالح اليوم بالمحافظات    سعر الدولار بالجنيه اليوم الثلاثاء 7-5-2024 .. الآن في البنوك والسوق السوداء بعد الإجازة    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في قنا    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 7 - 5 - 2024 في الأسواق    سعر كيلو العدس، أسعار العدس اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    جيش الاحتلال يعلن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    ماذا نعرف عن مدينة رفح التي تهدد إسرائيل باجتياحها عسكرياً؟    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    الجيش الإسرائيلي: تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان في منطقة العمليات العسكرية شرقي رفح    صباحك أوروبي.. صراع أرسنال وسيتي.. مصير جواو فيليكس.. وثقة ميلان    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الاتحاد السكندري بالدوري    ميدو: الزمالك رفض التعاقد مع علي معلول    5 محافظات تشهد سقوط أمطار متفاوتة الشدة | عاجل    اليوم، عرض عصام صاصا على الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات    حالة الطرق اليوم، كثافات متحركة بمحور صفط اللبن وشارعي شبرا مصر ورمسيس    الزراعة: 35 ألف زائر توافدوا على حدائق الحيوان والأسماك في شم النسيم    بعد قليل.. بدء محاكمة المتهم بإنهاء حياة طفلة مدينة نصر    غدًا.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل والشهادة الإعدادية بالوادي الجديد    7 نصائح لعلاقة ودية بعد الانفصال مثل ياسمين والعوضي.. «ابتعدي عن فخ المشاكل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    هل يجوز أداء سنة الظهر القبلية أربع ركعات متصلة.. مجدي عاشور يوضح    صدق أو لاتصدق.. الكبد يستعد للطعام عندما تراه العين أو يشمه الأنف    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 7 مايو 2024    «القاهرة الإخبارية» تعرض لقطات لفض شرطة الاحتلال بالقوة المظاهرات في تل أبيب    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ياسمين عبدالعزيز: «بنتي كيوت ورقيقة.. ومش عايزة أولادي يطلعوا زيي»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    البيت الأبيض: لا ندعم أي عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف المدنيين الفلسطينيين برفح    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    الفرح تحول ل مأتم.. أول صورة ل شاب لقى مصرعه في حادث مروري خلال زفة عروسين بقنا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    "أنا مش بحبه أنا بعشقه".. ياسمين عبد العزيز تدخل في نوبة بكاء    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمام الأكبر: الأزهر معنِيٌّ بوحدة المسلمين
نشر في صوت البلد يوم 18 - 11 - 2016

قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الأزهر معنِيٌّ بوحدة المسلمين، وحينما نقول: وحدة المسلمين، لا نعني حشد المسلمين في مذهبٍ واحدٍ أو في فكرٍ واحدٍ أو في مدرسةٍ فقهيةٍ أو مدرسةٍ عقديةٍ واحدةٍ؛ لأن الإسلام دين حواري فيما بين المسلمين أنفسهم وفيما بين المسلمين وغيرهم، كما أن التراث الإسلامي يقوم على الحوار والحجة والدليل، فإذا كان التراث بطبيعته حواريًّا خلافيًّا اختلافيًّا، والأزهر حارس عليه، فليس من المنطق أن يحشد الأزهر الناس في مذهب معين.
وأضاف فضيلته في حديثه الأسبوعي الذي يذاع اليوم الجمعة على الفضائيَّة المصرية: ومن هذا المنطلق زرنا جمهورية الشيشان، وحضرنا في نهاية الزيارة مؤتمر أهل السنة والجماعة، وهنا حقائق يجب أن توضح ليعلم حقيقة الأمر؛ لأن هذا المؤتمر استُغل استغلالًا سيِّئًا جدًّا من المتربصين بالأزهر الشريف، وكنا حريصين على تمثيل الأزهر بوفد أزهري رافق شيخ الأزهر، وألقيت الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وتفقدنا أحوال المسلمين هناك، وزرنا المعاهد الإسلامية وغيرها، وأصدر المؤتمر بيانه الختامي -مساء الجمعة- الذي لا نعلم عنه شيئًا، ولم يعرض علينا قبل إصداره، بل لم يكن وفد الأزهر الرسمي موجودًا في "جروزني" حين أعلن، ومن ثَمَّ فإن الأزهر غير مسئول عن هذا البيان، وما يُسأل عنه فقط هو الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر .
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بالمؤتمر لا تحتوي على أي إشارة من قريب أو من بعيد إلى إقصاء طائفة دون أخرى، والكلمة موثقة ومذاعة حيث ركَّزت على وضع الأمة الحالي؛ وهو بالطبع وضع لا علاج له ولا دواء له إلا وحدة المسلمين، وشدد فضيلته على أن هدفه من الزيارة هو جمع المسلمين ولم شملهم وليس إبعاد فريق وإبقاء فريق، ومما جاء في الكلمة: "وما أشبه اللَّيلةَ بالبارِحة –أيُّهَا الأخوة الفُضَلاء – في احتياج الأُمَّة الإسلامية الآن لأن تعرف من جديد مَنْ هُم أهل السُّنَّة والجماعة؟ وما هي معالمُ مذهبهم؟ وهل لغياب هذا المذهب الآن تأثير في حياة المسلمين؟ وما هي العلَّةُ الحَقِيقيَّةُ في تشرذُم الأُمَّة الإسلاميَّة؟ وهل من سبيل إلى إحياء هذا المذهب ليكون طوق نجاة للأمة، تتماسك حوله في مِحَنها المُتتابعة، وتفوِّت على المتربِّصين ما يبيتونه لها بليلٍ؟... ".
وتابع :" أمَّا إجابتي عن سؤال: مَن هم «أهل السُّنَّة والجماعة» فإنِّي أستدعيها من منهج التعليم بالأزهر، الذي تربَّيت عليه، ورافقني منذ طفولتي وحتى يومنا هذا.. دارِسًا لمتون هذا المنهج وشروحه عبر ربع قرن من الزمان، ومتأملاً في منهجه الحِوَارِيِّ بين المتن والشرح والحاشية والتقرير، في تدريسي لعلوم أصول الدين، قرابة 40 عامًا من الزمان، وقد تعلَّمت من كتاب «شرح الخريدة» لأبي البركات الدردير في المرحلة الابتدائية أن «أهل السُّنَّة والجماعة» هم الأشاعرة والماتريدية، تمييزًا لهم عن الفِرَق الإسلامية الأخرى، ثم تعلَّمت في المرحلة الثانوية أن أهل الحق هم «أهل السُّنَّة والجماعة»، وأن هذا المصطلح إنما يُطلق على أتباعِ إمامِ أهل السُّنَّة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي.
وفي كلية أصول الدين كان أوَّلُ ما صافح عقولَنا في مادة التوحيد هي عبارة الإمام النسفي في «عقائده»، وهي العبارةُ التي يَحفَظُها عن ظهر قلب كلُّ طالبٍ تخرَّجَ في هذه الكُلِّيَّة، وهذه العبارة هي: «قالَ أهلُ الحَقِّ: حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق خلافًا للسوفسطائية»، وقد علَّق الشُّرَّاحُ وأصحابُ الحواشي على هذه العبارة موضِّحين أنَّ أهل الحَقِّ هُم أهل السُّنَّة والجَماعة مِن الأشاعِرَة والماتريديَّة".
وهنا مَن يتربص بالأزهر وبوحدة المسلمين يقول: يا أهل الحديث يا سلفية! شيخ الأزهر أخرجكم من أهل السنة والجماعة، لكن مَن يستمع إلى الفقرة التي جاءت بعد ذلك يأتيه الرد: " ثم تعلَّمنَا بعد ذلك في أبحاثنا بالدِّراسَاتِ العُليَا أنَّ أهل «السُّنَّة والجَمَاعة» هُم الأشاعرة والماتريدية، وأهل الحديث – وهم السلفيون- وأنَّ فُقَهَاء الحنفيَّة والمالكية والشافعية والحنابلة، لم يَخرُجوا من عَباءةِ هذا المذهب، كما يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام".
وأردف فضيلة الإمام الأكبر: إذًا الأزهر على لسان شيخ الأزهر في القرن الواحد والعشرين يقول: يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة، "وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يَشمَلُ علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدِّثِين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة، أَكَّدَهُ قُدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري"، وهنا أؤكد أن مفهوم أهل السنة والجماعة ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية فقط بل وأهل الحديث، كما أنه ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث بل قلنا: وأهل التصوف والإرشاد المنضبطين بالكتاب والسنة، ولم نتوقف عند ذلك بل أضفنا إليهم الفقهاء، بل وعلماء النحو واللغة؛ لأن هذا الذي كان يشكل جمهور الأمة من مذهب أهل السنة والجماعة، وأنا لا أجامل السلفيين حين أقول ذلك، ولكن لأن مذهبي الأشعري هو الذي علمني هذا، وهو الذي سأستدل بنصوصه على أن أهل الأثر أو الحديث أو السلفية من أهل السنة والجماعة، حيث جاء في "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين السبكي: "واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ولم ينشأ مذهبا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا"، ثم قال: "وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة .." فالحنابلة إلى جوار المذاهب الأخرى تشكل مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا هو التراث الذي يدرس في الأزهر .
وتابع فضيلة الإمام الأكبر: وقد جاء في كتاب "الفرْق بين الفِرَق" لأبي منصور عبد القاهر البغدادي (ت 429ه ) وهو يتحدث عن بيان فضائل أهل السنة:" وأما أئمة الفقه في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد ملأوا العالم علما، وليس بينهم من يناصر السنة والجماعة، وهم أشهر من نار على علَم، ففي سرد أسمائهم طول، وأما أئمة الحديث والإسناد – السلفيون- فهم سائرون على هذا المهيع – الطريق- الرشيد" وهذا شيء عجيب، ومن هنا يُعلم أن عقيدتي الأشعرية لا تقصي أحدًا، وأني لم أزر الشيشان لأقول: تمسكوا بالأشعرية والماتريدية وأقصوا المذاهب الأخرى ، لأن هؤلاء شيوخي وهؤلاء أئمتي.
واختتم فضيلته كلامه بالحديث عن كتاب " تبيين كذب المفتري " وهو كتاب يدافع عن الإمام أبي الحسن الأشعري ويؤكد أن المذهب الأشعري لا يكفر ولا يقصى أحدًا من أهل القبلة حيث يقول : "سمعت أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري رحمه الله في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال اشهد على أني لا أكفر أحدًا من أهل هذه القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات"؛ لأن الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري جاء فيه: "مَنْ صَلى صلاَتنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلا تَخْفِرُوا اللهَ في ذِمَّتِهِ".
يذكر أن حديث فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة.
قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الأزهر معنِيٌّ بوحدة المسلمين، وحينما نقول: وحدة المسلمين، لا نعني حشد المسلمين في مذهبٍ واحدٍ أو في فكرٍ واحدٍ أو في مدرسةٍ فقهيةٍ أو مدرسةٍ عقديةٍ واحدةٍ؛ لأن الإسلام دين حواري فيما بين المسلمين أنفسهم وفيما بين المسلمين وغيرهم، كما أن التراث الإسلامي يقوم على الحوار والحجة والدليل، فإذا كان التراث بطبيعته حواريًّا خلافيًّا اختلافيًّا، والأزهر حارس عليه، فليس من المنطق أن يحشد الأزهر الناس في مذهب معين.
وأضاف فضيلته في حديثه الأسبوعي الذي يذاع اليوم الجمعة على الفضائيَّة المصرية: ومن هذا المنطلق زرنا جمهورية الشيشان، وحضرنا في نهاية الزيارة مؤتمر أهل السنة والجماعة، وهنا حقائق يجب أن توضح ليعلم حقيقة الأمر؛ لأن هذا المؤتمر استُغل استغلالًا سيِّئًا جدًّا من المتربصين بالأزهر الشريف، وكنا حريصين على تمثيل الأزهر بوفد أزهري رافق شيخ الأزهر، وألقيت الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وتفقدنا أحوال المسلمين هناك، وزرنا المعاهد الإسلامية وغيرها، وأصدر المؤتمر بيانه الختامي -مساء الجمعة- الذي لا نعلم عنه شيئًا، ولم يعرض علينا قبل إصداره، بل لم يكن وفد الأزهر الرسمي موجودًا في "جروزني" حين أعلن، ومن ثَمَّ فإن الأزهر غير مسئول عن هذا البيان، وما يُسأل عنه فقط هو الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر .
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بالمؤتمر لا تحتوي على أي إشارة من قريب أو من بعيد إلى إقصاء طائفة دون أخرى، والكلمة موثقة ومذاعة حيث ركَّزت على وضع الأمة الحالي؛ وهو بالطبع وضع لا علاج له ولا دواء له إلا وحدة المسلمين، وشدد فضيلته على أن هدفه من الزيارة هو جمع المسلمين ولم شملهم وليس إبعاد فريق وإبقاء فريق، ومما جاء في الكلمة: "وما أشبه اللَّيلةَ بالبارِحة –أيُّهَا الأخوة الفُضَلاء – في احتياج الأُمَّة الإسلامية الآن لأن تعرف من جديد مَنْ هُم أهل السُّنَّة والجماعة؟ وما هي معالمُ مذهبهم؟ وهل لغياب هذا المذهب الآن تأثير في حياة المسلمين؟ وما هي العلَّةُ الحَقِيقيَّةُ في تشرذُم الأُمَّة الإسلاميَّة؟ وهل من سبيل إلى إحياء هذا المذهب ليكون طوق نجاة للأمة، تتماسك حوله في مِحَنها المُتتابعة، وتفوِّت على المتربِّصين ما يبيتونه لها بليلٍ؟... ".
وتابع :" أمَّا إجابتي عن سؤال: مَن هم «أهل السُّنَّة والجماعة» فإنِّي أستدعيها من منهج التعليم بالأزهر، الذي تربَّيت عليه، ورافقني منذ طفولتي وحتى يومنا هذا.. دارِسًا لمتون هذا المنهج وشروحه عبر ربع قرن من الزمان، ومتأملاً في منهجه الحِوَارِيِّ بين المتن والشرح والحاشية والتقرير، في تدريسي لعلوم أصول الدين، قرابة 40 عامًا من الزمان، وقد تعلَّمت من كتاب «شرح الخريدة» لأبي البركات الدردير في المرحلة الابتدائية أن «أهل السُّنَّة والجماعة» هم الأشاعرة والماتريدية، تمييزًا لهم عن الفِرَق الإسلامية الأخرى، ثم تعلَّمت في المرحلة الثانوية أن أهل الحق هم «أهل السُّنَّة والجماعة»، وأن هذا المصطلح إنما يُطلق على أتباعِ إمامِ أهل السُّنَّة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي.
وفي كلية أصول الدين كان أوَّلُ ما صافح عقولَنا في مادة التوحيد هي عبارة الإمام النسفي في «عقائده»، وهي العبارةُ التي يَحفَظُها عن ظهر قلب كلُّ طالبٍ تخرَّجَ في هذه الكُلِّيَّة، وهذه العبارة هي: «قالَ أهلُ الحَقِّ: حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق خلافًا للسوفسطائية»، وقد علَّق الشُّرَّاحُ وأصحابُ الحواشي على هذه العبارة موضِّحين أنَّ أهل الحَقِّ هُم أهل السُّنَّة والجَماعة مِن الأشاعِرَة والماتريديَّة".
وهنا مَن يتربص بالأزهر وبوحدة المسلمين يقول: يا أهل الحديث يا سلفية! شيخ الأزهر أخرجكم من أهل السنة والجماعة، لكن مَن يستمع إلى الفقرة التي جاءت بعد ذلك يأتيه الرد: " ثم تعلَّمنَا بعد ذلك في أبحاثنا بالدِّراسَاتِ العُليَا أنَّ أهل «السُّنَّة والجَمَاعة» هُم الأشاعرة والماتريدية، وأهل الحديث – وهم السلفيون- وأنَّ فُقَهَاء الحنفيَّة والمالكية والشافعية والحنابلة، لم يَخرُجوا من عَباءةِ هذا المذهب، كما يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام".
وأردف فضيلة الإمام الأكبر: إذًا الأزهر على لسان شيخ الأزهر في القرن الواحد والعشرين يقول: يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة، "وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يَشمَلُ علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدِّثِين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة، أَكَّدَهُ قُدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري"، وهنا أؤكد أن مفهوم أهل السنة والجماعة ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية فقط بل وأهل الحديث، كما أنه ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث بل قلنا: وأهل التصوف والإرشاد المنضبطين بالكتاب والسنة، ولم نتوقف عند ذلك بل أضفنا إليهم الفقهاء، بل وعلماء النحو واللغة؛ لأن هذا الذي كان يشكل جمهور الأمة من مذهب أهل السنة والجماعة، وأنا لا أجامل السلفيين حين أقول ذلك، ولكن لأن مذهبي الأشعري هو الذي علمني هذا، وهو الذي سأستدل بنصوصه على أن أهل الأثر أو الحديث أو السلفية من أهل السنة والجماعة، حيث جاء في "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين السبكي: "واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ولم ينشأ مذهبا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا"، ثم قال: "وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة .." فالحنابلة إلى جوار المذاهب الأخرى تشكل مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا هو التراث الذي يدرس في الأزهر .
وتابع فضيلة الإمام الأكبر: وقد جاء في كتاب "الفرْق بين الفِرَق" لأبي منصور عبد القاهر البغدادي (ت 429ه ) وهو يتحدث عن بيان فضائل أهل السنة:" وأما أئمة الفقه في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد ملأوا العالم علما، وليس بينهم من يناصر السنة والجماعة، وهم أشهر من نار على علَم، ففي سرد أسمائهم طول، وأما أئمة الحديث والإسناد – السلفيون- فهم سائرون على هذا المهيع – الطريق- الرشيد" وهذا شيء عجيب، ومن هنا يُعلم أن عقيدتي الأشعرية لا تقصي أحدًا، وأني لم أزر الشيشان لأقول: تمسكوا بالأشعرية والماتريدية وأقصوا المذاهب الأخرى ، لأن هؤلاء شيوخي وهؤلاء أئمتي.
واختتم فضيلته كلامه بالحديث عن كتاب " تبيين كذب المفتري " وهو كتاب يدافع عن الإمام أبي الحسن الأشعري ويؤكد أن المذهب الأشعري لا يكفر ولا يقصى أحدًا من أهل القبلة حيث يقول : "سمعت أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري رحمه الله في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال اشهد على أني لا أكفر أحدًا من أهل هذه القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات"؛ لأن الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري جاء فيه: "مَنْ صَلى صلاَتنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلا تَخْفِرُوا اللهَ في ذِمَّتِهِ".
يذكر أن حديث فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.