بعد موجة انتقادات واسعة لدى عموم علماء أهل السنة، خاصة هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، اعتذر شيخ العسكر أحمد الطيب، عن قصر مفهوم "أهل السُّنة" على "الأشاعرة والماتريدية"؛ ردًّا على الجدل المثار حول توصيات مؤتمر "مَنْ هم أهل السُّنة؟" الذي انعقد مؤخرًا في العاصمة الشيشانية جروزني. وقال "الطيب" في بيان نشره المركز الإعلامي بالأزهر: إن “شيخ الأزهر نص خلال كلمته للأمة على أن مفهوم أهل السُّنة والجماعة يُطْلَق على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث. وأوضح البيان أن "الطيب" ساق بين يدي محاضرته نصوصًا تُؤكِّد استقرار "جمهرة الأمة" والسواد الأعظم منها على معنى هذا المفهوم، حين نقل عن العلامة السفاريني قوله: "وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبومنصور الماتريدي". واستدل "الطيب" بقول العلَّامة مرتضى الزَّبيدي: “والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدِّثون، والصُّوفية، والأشاعرة، والماتريدية”، معبرًا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية. وأشار البيان إلى أن شيخ الأزهر حثَّ في كلمته، ويحث دائمًا في كل خطبه ومقالاته، على ضرورة لم شمل أهل السُّنَّة، دون إقصاء أو تهميش لأحد، بل دائمًا ما يدعو إلى وحدة المسلمين على اختلاف مذاهبهم. وأصدر مؤتمر ما أطلق عليه "أهل السنة والجماعة"، والذي عقد على مدى 3أيام عدة توصيات وكان أبرزها: "أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى". ما أغفله البيان ورأى علماء أن بيان الأزهر الذي صدر مساء أمس تعمد تضليل الرأى العام المسلم، عندما تحدث عن الأشعرية، فقد تعمد إغفال ذكر معلومة كانت كافية بأن تكشف غيهم وضلالهم، وهي: أن الاشعرى نفسه أعلن قبل وفاته تبرؤه من مذهبه وسطر ذلك فى كتابين تحت عنوان "الإبانة عن أصول الديانة"، و"مقالات الإسلاميين". وكشفوا عن أن "بيان الأزهر" لم يحدثنا عن مصدر يرتكز عليه في "عقيدة الإمام الجنيد وحسب مؤلفات "كان يعلم أبناء الطريقة أسرار الطريقة بعد أن يغلق الغرفة بالمفتاح ويضع المفتاح تحت فخذه (نقلتها لك حرفيا)، ولم يقولوا لنا ما هى العلوم التى علمها الله للجنيد وأخفاها عن العوام". بل منهم –علماء جروزني- من يرون أن الحنابلة والسلفيين ليسوا مسلمين، بل خوارج دمهم حلال وعرضهم حلال، كما وصفهم علي جمعة. توجهات مشبوهة من جانبه، انتقد رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى الدكتور فهد القرشي، توصيات مؤتمر "أهل السنة والجماعة" الذي عُقد مؤخراً بالعاصمة الشيشانية، مبيناً أن المؤتمر شهد الكثير من الأمور غير الصحيحة، كما كشفت توصياته عن توجهاته المشبوهة. وقال القرشي في تصريحات صحفية، إن اختزال معنى أهل السنة والجماعة الصادر عن المؤتمر يدل على الجهل الفاضح للذين صاغوا توصياته، حيث إن منهج أهل السنة والجماعة معروف قبل أن يُخلق أبو الحسن الأشعري والماتوريدي وكذلك قبل ظهور مصطلح التصوف. وأوضح أن الغريب في هذا المؤتمر "المشبوه" تجاهله لدعوة علماء أهل السنة والجماعة في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، كأعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء اللجنة الدائمة وغيرهم من العلماء والمشايخ وطلبة العلم. وأضاف القرشي، أن المؤتمر اكتفى بدعوة من له عدة انتقادات على بعض سلوكيات أتباع الدعوة السلفية، ظناً منهم أنه سيوافقهم على هذا الإقصاء الذي مارسوه والصلف الذي صاغوا به توصيات مؤتمر الضرار الذي عقدوه. وذكر القرشي في ختام تصريحاته، أنه لا يتوقع أن يكون للمؤتمر أثرٌ، مؤكداً أنه مؤتمر إقصائي بامتياز.