وقعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين من الاقباط وقوات الامن أمام مبنى محافظة الجيزة، احتجاجاً على قيام رئيس الحي اللواء محمد حسن حمود بوقف بناء كنيسة "العذراء ملاك" بحي العمرانية، لمخالفات هندسية عديدة لتصريح البناء في مقدمتها تشييد "قباب" بالمبنى تمهيداً لتحويله إلى مبنى "كنسي" لممارسة الشعائر الدينية به بالمخالفة لما هو مثبت في التصريح من كونه مبنى خدمات وليس كنيسة وأسفرت الاشتبكات عن وفاة شخص وإصابة 28 آخرين. وتم نقل المصابين، والمتوفى الى مستشفى "أم المصريين" بالجيزة، وأكد مصدر طبى من داخل المستشفى بأن قسم الطوارئ استقبل ما يقرب من 23 مصابًا مسيحيًا، إضافة إلى وصول شاب مسيحى متوفى يدعى "ماكاريوس جاد شاكر" "19 سنة" وتتراوح أعمار المصابين بين 20 و 47. وعن الحالات المصابة، أكد أنها مستقرة إلى جانب حالة واحدة فى غرفة العمليات حالياً، وقد أعلنت مستشفى أم المصريين حالة الطوارئ القصوى تحسبا لاستقبال أى حالات جديدة فى تلك الأزمة. وفى سياق الاحداث، تجمهر أهالي الجرحى الأقباط، أمام بوابة الحوادث والطوارئ لمستشفى "أم المصريين"؛ حيث منعوا من الدخول لتفقد ذويهم واكتفوا بمناداتهم من الخارج.. ومنعت مباحث أمن الدولة جميع الصحفيين من التصوير أو الحديث مع ذوي الجرحى، بينما توزع عدد من ضباط المباحث أمام البوابة الخارجية لتفقد الداخلين والخارجين في نقطة الشرطة داخل المستشفى.. وفي الوقت ذاته تم إخلاء العيادات الخارجية بالمستشفى، ومنع الدخول من البوابة الرئيسية التي تجمعت أمامها عشرات من عربات الأمن المركزي والمدرعات وضباط وعساكر الشرطة. ومن جانبه، أعرب المهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة عن مدى أسفه لما وقع من أحداث شغب من قبل الاقباط واعتدائهم على قوات الامن واقتحام مبنى المحافظة وتسلق أعداد كبيرة منهم مبنى الخدمات، وقصف القوات الأمنية بالحجارة وزجاجات معبأة بمواد المولوتوف الحارقة، وقطعوا الطريق الدائري، وأوقفوا الحركة المرورية، ووجهت قوات الشرطة نداءات إلى المتظاهرين بالتوقف عن أعمال الشغب حفاظاً على ارواح المواطنين، إلا أنهم لم يستجيبوا لنداءات والكف عن تلك التصرفات والأفعال؛ الأمر الذي أدى إلى إصابة نائب مدير أمن محافظة الجيزة، وقائد قوات الأمن المركزي بالمحافظة و5 ضباط شرطة آخرين وعدد من جنود الشرطة. واستمر المتظاهرون في التعدي على قوات الأمن، وفي سبيل تفريقهم وإيقاف سلسلة الاعتداءات المتواصلة عليها من جانبهم وضد المارة والمباني المجاورة، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع.. وهرع المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية، وأغلقوا أحدها وحطموا عدداً من السيارات الخاصة قبل أن يتوجهوا الى مبنى حي العمرانية القريب ويحطموا واجهته الزجاجية وشاحنة صغيرة تابعة له. وتم ضبط 93 من مثيري الشغب ومتزعمي الاعتداءات على الأمن والمواطنين وعرضهم على النيابة العامة. وحسب القائمة فإن المصابين: عماد بولس (40 سنة) – غيبوبة، وأسامة جميل جاد الله (30 سنة) – اختناق، ,توماس بطرس ( 31 سنة) – كدمات متفرقة، ولا ريان زكي (47 سنة) – مصاب بطلق ناري، وصفوت سامي (30 سنة) – سحجات وكدمات، ونصر الله يوسف (31 سنة) – سحجات وكدمات، وملاك شنودة (20 سنة) – خلع وكسر الكاحل الأيسر، وبخيت مالطي حنا (50 سنة) – شظايا في منطقة الفخذ، وروماني صادق جرجس ( 24 سنة) – شظايا في الساعد الأيسر وتجمع دموي في العين، وروماني عبد الملاك لبيب – جرح بالجبهة، وعوض عجيب متري (22 سنة) – شظايا في منطقة الصدر، ووليد فايز شكري – شظايا في محيط العين، ومجيدة يوسف- شظايا في الكتف والوجه، وسهير عبده فهمي – كدمة في الفخذ، وكمال عز باسط كدمات في الظهر، وأسامة جميل – شظايا في مناطق متفرقة، ونجيب بشرى- شظايا في الوجه، وقلادة فريد – شظايا في الفخذين، والعريان زكي - شظايا في مناطق متفرقة، وعادل بولس عادل (40 سنة) – ارتجاج في المخ، وقدري زكي جرجس – اشتباه في ارتجاج المخ، وإيميل شنودة – صدمة عصبية، وبطرس يوسف – تورم في العينين، ورامي وصفي- جروح بفروة الرأس. ومن قوات الشرطة: اللواء محمود إبراهيم نائب مدير أمن الجيزة – غير محدد، واللواء ماهر محمود مدير الإدارة العامة لقطاع الأمن المركزي - اشتباه كسر في الضلوع، والمقدم أشرف عبد المعطي رئيس مباحث الحماية المدنية – كدمات في الظهر، والملازم أول عمرو مصطفى عبد العال – كدمة في الساق والتواء في القدم مجند عبد الرحمن محمد عبد الرحمن- كدمات، ومجند مصطفى أحمد توفيق - جروح قطعي، وسامح عبد العزيز علوي – سحجات، وأحمد محمد – كدمات متفرقة، ونبيل حسن محسن – جرح غائر، وعلاء عبد الوهاب - كدمات متفرقة، وأحمد ثابت – اختناق، وكرم مسلم حلمي - غير محدد، وناجي شعبان - التواء في القدم اليمني، وإيهاب محمد فوزي - كدمات وجروح. وعلي صعيد ذي صلة، فقد تسببت الاشتباكات فى إنهاء اليوم الدراسى مبكراً بالنسبة لطلاب المدارس الواقعة فى شارع الهرم.. وأكد العشرات من الطلاب، أن مديري المدارس منحوهم تعليمات بالخروج منها والتوجه فوراً إلى منازلهم خشية التعرض لأى أضرار جراء الاشتباكات.. وقال مصدر بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، إن المدارس الواقعة بشارع الهرم بين "نصر الدين" و"ديوان المحافظة" اضطرت إلى إنهاء اليوم الدراسى وتسريح الطلاب والطالبات بعدما سيطرت عليهم حالة من الذعر نتيجة سماع صوت الطلقات النارية. كما طالبت نيابة العمرانية باستدعاء 5 قساوسة ومأمور قسم العمرانية للاستماع إلى أقوالهم، كما طالبت بتحريات المباحث حول واقعة التجمهر على الطريق الدائرى، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر كنسية استمرار أعمال البناء بشكل يدوى نظرا لحصار قوات الشرطة للكنيسة. وكانت النيابة قد استمعت - أمس، الثلاثاء - إلى أقوال مهندس جهاز التنظيم الذى قال إن القائمين على أعمال البناء حولوه إلى كنيسة رغم أن ترخيصه صادر باعتباره "مجمع خدمات".. وأضاف: "أرسلت إنذاراً بإزالة التعديات فامتنعوا عن التنفيذ وتجمهر عدد من الأقباط لمنع مسئولى الحى وفريق الشرطة من ممارسة عملهم". وعلي صعيد منفصل، وفى محاولة من أهالى منطقة الهرم بالجيزة لفرض التهدئة، فقد نظم العشرات من المواطنين مسيرة فى شارع الإخلاص الموازى للطريق الدائرى، الذى تقع فيه كنيسة العذراء والملاك، مطالبين بتحقيق ما سموه "وحدة الهلال مع الصليب". ودعا المشاركون فى المسيرة إلى وقف أى اشتباكات بين المسيحيين والأمن.. داعين المسيحيين إلى مشاركتهم فى المسيرة، والتى بدت مقابلة للمظاهرة التي شهدت اشتباكات مع قوات الأمن صباح اليوم ذاته.