يمكن اعتبار التدوين إلي جانب البريد الإلكتروني أهم خدمتين ظهرتا علي الإنترنت علي وجه الإطلاق؛ وتختلف الغاية من إنشاء مدونة من شخص لآخر أو حتي من شركة لأخري؛ فقد يستخدمها البعض كدفتر للمذكرات وعرض الصور الشخصية.. وقد يستخدمها الصحفيون لنشر مقالاتهم ومقابلاتهم الصحفية مصحوبة بالصور مع شخصيات بعينها.. وقد يستخدمها الشاعر او الكاتب لنشر ابداعاته أو ما كتب عنه من قراءات او دراسات.. كان العام 2002، بداية ذيوع صيت المدونات العربية وانتشارها، وكان السبب الذي يقف وراء ذلك هو الحرب علي العراق؛ فظهرت المدونات كوسيلة من وسائل التنفيث عن الآراء حول موضوع الحرب وأسبابها ومنطقيتها وعدالتها؛ فانتشرت المدونات المؤيدة للحرب وأخري مناوئة لهذا التوجه؛ فظهرت مدونات يكتبها عراقيون، بعضهم يعيشون في العراق ويكتبون عن يومياتهم في الأيام الأخيرة لنظام الرئيس الراحل صدام حسين وأثناء الاجتياح الأمريكي للعراق. وفي العام 2003 انتشرت المدونات الغربية حول الموضوع ذاته؛ رغبة في التعبير عن موقف سياسي.. وخاض غمارها نجوم سياسيون؛ من أبرزهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال: هوارد دين، كما غطتها مجلات شهيرة كمجلة فوربس في مقالات لها. وقد استخدم معهد آدام سميث البريطاني هذه الوسيلة، وكان له دور بارز في تأصيلها.. وقد اكتسبت بعض من هذه المدونات شهرة واسعة وعُدَّ قراؤها بالملايين، وفي العام 2004 أصبحت المدونة ظاهرة عامة بانضمام العديد من مستخدمي شبكة الإنترنت إلي صفوف المدونين وقرائها، كما تناولتها الصحف الأمريكية والإنجليزية الشهيرة. إن كلمة مدونة هي تعريب للكلمة الإنجليزية "blog" التي هي اختصار ودمج لكلمتي "Web log" بمعني سجل الشبكة؛ وتعني تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام بسيط لإدارة المحتوي، وهو عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، والتعليقات والصور وما الي ذلك.. ويكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره؛ حيث يمكن القارئ أو المتصفح من الرجوع إلي تدوينة بعينها في وقت لاحق. وهذا التطبيق يعتمد علي فكرة التبسيط في الاستخدام للمستخدم - سواء كان صاحب المدونة أو متصفحًا لها - فيتاح لكل شخص أن ينشر كتابته بسهولة وعدم تعقيد. ويعتبر التدوين الإلكتروني واحدًا من أسرع الاتجاهات نموا علي شبكة الإنترنت. وحسبما ذكر في موسوعة ويكيبيديا "http://en.wikipedia.org/wiki/Weblog" فإن المدونة الإلكترونية "Weblog" أو "blog" هي: "منشورات علي شبكة الويب تتألف في الدرجة الأولي من مقالات دورية، وتكون في معظم الأحيان مرتبة زمنيا بشكل معكوس". ويمكن اعتبار التدوين كذلك إلي جانب البريد الإلكتروني أهم خدمتين ظهرتا علي الإنترنت علي وجه الإطلاق؛ وتختلف الغاية من إنشاء مدونة من شخص لآخر أو حتي من شركة لأخري؛ فقد يستحدمها البعض كدفتر للمذكرات وعرض الصور الشخصية.. وقد يستخدمها الصحفيون لنشر مقالاتهم ومقابلاتهم الصحفية مصحوبة بالصور مع شخصيات بعينها.. وقد يستخدمها الشاعر او الكاتب لنشر ابداعاته أو ما كتب عنه من قراءات او دراسات.. ويوظفها بعض أساتذة الجامعات لنشر أبحاثهم العلمية ومقالاتهم حتي تكون في متناول الطلاب والدارسين.. أما الشركات فتوظفها كوسيلة لعرض أخبارها وفعالياتها والتواصل مع زبائنها وهذا لا يكلفها شيئًا من المال او العمالة. فالتدوين الالكتروني وسيلة سهلة للتواصل مع الاخرين عبر الافكار والاراء.. لكن الملاحظ - بحسب بعض الشركات المعنية بتحليل المدونات كمحتوي إلكتروني - أن أغلبها يميل الي الطابع الشخصي. فالكثير من المدونين تكون مدوناتهم (خاصة) تعبيرا عن آرائه وخواطره ووسيلة للبوح والتحدث بحرية.. والبعض يستخدمها كمنبر للتحدث مع اصدقاء مفترضين يعرفهم من خلال الويب بتبادل الافكار والآراء والصور وبعضهم يستخدمها للتسلية.. وقليل منهم يستخدمها للعمل ومتابعته من خلال البريد الالكتروني وتبادل الصور. ونقصد ب"مدونات خاصة" أنه كتبها أشخاص بصفتهم الشخصية للمتعة فقط. أما المدونات التحريرية فقد قام محررون محترفون بكتابتها وتحريرها. كما أن بإمكان المدارس والمنظمات والشركات امتلاك مدونات خاصة بها للتواصل مع القراء بالأحداث والأخبار والأشياء الأخري المتعلقة بهم. ويخصص بعض المدونين مدوناتهم للكتابة في موضوع واحد، يوجد آخرون يتناولون موضوعات شتي فيما يكتبون. كذلك توجد مدونات تقتصر علي شخص واحد، وأخري جماعية يشارك فيها العديد من الكتاب، ومدونات تعتمد أساسا علي الصور "photoblog" والتعليق عليها؛ فهي تساعد علي التواصل بين الناس ونشر ثقافة المجموعة واتاحة الفرصة لابداء الرأي والاستماع للاخر وتوصيل رأيك له وينظر علماء الاجتماع إلي التدوين باعتباره وسيلة للنشر للعامة أدت إلي زيادتها دور الويب باعتبارها وسيلة للتواصل والتعبير أكثر من أي وقت مضي. وتوجد عدة أنواع مختلفة من المدونات الإلكترونية: أولا: مدونات تحتوي علي المذكرات اليومية "Online diary blogs" تتناول الحياة اليومية لصاحبها؛ ماذا فعل، وماذا دار في خلده في ذلك اليوم. ولا تحتوي هذه المدونات بالضرورة علي روابط لمواقع إلكترونية أو مدونات أخري. ثانيا: مدونات تحتوي علي المقالات "Article blogs" ومحتوها يتركز حول عرض وتعليقات علي الأخبار والأحداث، وهي عادة ما تكشف قدرًا أقل من الحياة اليومية لكاتبها من المدونات التي تحتوي علي المذكرات. ثالثا: مدونات تحتوي علي الصور "Photo blogs" فقط. رابعا: مدونات تحتوي علي روابط تشعبية "Link blogs" وتعتبر أول أنواع المدونات الإلكترونية التي نشأت علي شبكة الإنترنت، ومن هنا جاء اسم المدونة الإلكترونية "weblog" وتحتوي علي العديد من الروابط لمواقع الإنترنت التي يري صاحب المدونة أنها تستحق الزيارة إضافة إلي وصف مختصر للموقع المشار إليه بالرابط. خامسا: مدونات تحتوي علي مقاطع بث إذاعي "Podcast blogs" يمكن اعتبار مقاطع البث الإذاعي "Podcasts" علي أنها برامج إذاعية قصيرة مسجلة بواسطة صاحب المدونة، وبإمكان المستمع تحميلها عندما يريد الاستماع إليها. علما بأن المصطلح "Podcast" مأخوذ عن أجهزة "I Pod"، وهي عباة عن مشغلات الملفات الصوتية بصيغة "mp3". سادسا: مدونات تحتوي علي مقاطع بث مرئي "Videocast blogs" مقاطع البث المرئي "Videocasts" وهي مماثلة لمقاطع البث الإذاعي "Podcasts" غير أنها تعد بواسط الفيديو. سابعا: مدونات جماعية.. يتم كتابة هذا النوع عن طريق مجموعة من الأشخاص. ثامنا: مدونات منوعة؛ وتعتبر في أغلبها مزيجا من أنواع المدونات التي أشرنا اليها سابقا. وقد تأخر انتشار المدونات عربيا لعدة أسباب منها: أنها فكرة منشأها غربي والعرب تأخروا في اللحاق بركب تكنولوجيا الانترنت؛ فلم تكن شركات التصميم والدعم الفني تلاحق التطورات بشكل كبير.. كذلك قلة خبرة المستخدم العربي لهذه الوسيلة والتي استعاض عنها بالمشاركة في المنتديات لكثرة متابعيها ومجالاتها التي تهم الانسان العربي. أما الان ومنذ سنوات معدودة؛ فالأمر مختلف؛ فقد وفرت الكثير من المواقع العربية مساحات مجانية تستطيع من خلالها بناء مدونة مجانية بكل سهولة وتأتي المدونة جاهزة وما عليك سوي البدء في الكتابة.. لكن هذا النوع من المدونات "المدونات المجانية" غير مضمونة.. ففي اي وقت قد يتم اغلاق موقع مقدم الخدمة إضافة إلي محدودية الصلاحيات المتوفرة لدي المدوّن. النوع الآخر، وهو المدونات المدفوعة وتستطيع بناءها من خلال تقديم حجز مساحة استضافة من إحدي الشركات المنتشرة وتركيب برنامج المدونة بكل سهولة. لكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الدراسات الإحصائية الحديثة التي تشير الي أن الذين يستخدمون الإنترنت في العالم العربي هم في الحقيقة أقلية؛ فعلي سبيل المثال: لا يتجاوز عددهم ال 7 من المائة من عدد السكان في مصر، وال 35 من المائة في قطر، وال 27 من المائة في الإمارات، مقارنة ب51 من المائة في إسرائيل؛ بينما 31 من المائة من المدونات العربية تخرج من الكويت. أيضا تشير الإحصائيات - وان كانت غير دقيقة - إلي أنه من بين 350 مليون عربي، 33 مليونا منهم فقط يدخلون علي شبكة الإنترنت، أي 4 من المائة فقط. لكن المؤكد أن ظاهرة المدونات العربية تتنامي بشكل سريع؛ ولن تكون مجرد كتابة مقالات أو آراء فقط بل ستتطور إلي صور وأفلام فيديو؛ وربما انفرادات لا تنشرها الصحافة العربية لأسباب ما.