أليف شافاق روائية تركية ولدت عام 1971 وابواها هما الفيلسوف نوري بيلغين وشفق أتيمان.انفصل والدها عندما كان عمرها عاماً واحداً فربتها أمها وهذا مما كان عاملا مؤثرا في تنشئتها الفكرية والاجتماعية فيما بعد ، وربما عكست هذه البيئة في احدى رواياتها التي تصور بيتا بلا (رجل ) .نالت اليف شهادة الماجستير في (الجندر والدراسات النسوية)وشغلت منصب أستاذة محاضرة في مادة الدراسات والأجناس في جامعة أريزونا، تزوجت سنة 2005 من الصحفي التركي أيوب كان وأنجبت منه طفلين،تاثرت كثيرا بالفكر الصوفي وبأفكار جلال الدين الرومي ومحيي الدين بن عربي، نشرت أثنا عشر كتابا ثمانية منها روايات، ومن أبرز رواياتها قواعد العشق الاربعون ورواية لقيطة اسطنبول، التي أثارت حفيظة السلطات في تركيا، من خلال تناولها شخصية الأرمن والمذابح التي تعرضوا لها،وقد بيع فقط من روايتها قواعد العشق الاربعون التي صدرت في أمريكا عام 2010 حوالي (550.000) وأصبحت من الكتاب الاكثر مبيعا في تركيا، وكذلك في فرنسا وبلغاريا وايطاليا شهدت روايتها الاعلى مبيعا اذ تقول انها كتبت روايتها هذه بالقلب! تشير اليف الى ان نشأتها العائلية كان لها الاثر المهم في كتاباتها وتقصد هنا نشأتها المتحررة من أي سلطة ذكورية، كما أن أليف استخدمت اسم امها في كتاباتها (شافاق). نالت بروايتها الاولى(الصوفي) لقب جائزة رومي لافضل عمل ادبي تركي عام 1998وتحدثت بروايتها الثانية (مرايا المدينة) عن التصوف عند المسلمين واليهود ونالت روايتها ( النظرة العميقة) جائزة اتحاد الكتاب التركيين وحققت روايتها (قصر البرغوث) أعلى مبيعات في تركيا، وروايتها الاكثر جدلا لقيطة اسطنبول حققت أعلى مبيعات في تركيا بعد ان تعرضت الى قضية الارمن وما تعرضوا له ،مما جعل السلطات تلاحقها قضائيا وفقا للمادة (301) من القانون التركي بحجة تشويه سمعة تركيا وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات ،الا انه في الاخير افرج عنها وكتب عن هذا الامر في نهاية روايتها نفسها. في مرحلة طفولة اليف انتبهت امها الى ان اليف تهذي وتحكي قصصا لأصدقاء وهميين لا وجود لهم في البيت ، او تسرد قصصا لدميتها؛ بل الادهى من ذلك أن أليف عندما تصطدم بإحدى حاجيات البيت تقوم وتعتذر لذلك الشيء(الجماد) مما جعل الام تظن بان ابنتها مصابة بخلل عقلي، اذ تقول اليف ((بدأت الكتابة وأنا في الثامنة من عمري بمساعدة أمي التي كانت تخاف على صفاء عقلي؛ لأنّها كانت تراني أروي القصص لأصدقاء خيالييّن. كنتُ طفلة انطوائيّة إلى حدّ التواصل مع أقلام التلوين الشمعيّة،وكنتُ أعتذر من الأشياء الجامدات إذا اصطدمتُ بها. لذلك ظنّت أمي بأنّه قد يكون من الأفضل لي أن أدوّن مذكراتي وخبراتي اليوميّة وانفعالاتي والذي لم تكن تعلمه (أمي) هو أنّ حياتي شديدة الملل، وأنّ آخر ما كنتُ أريد القيام به هو الكتابة عن نفسي. وعوضاً عن ذلك صرتُ أكتب عن أشخاص غيري، وعن أشياء لم تحدث في الواقع. ومن ثمّ بدأ الشغف الأبديّ بالكتابة) سلطت اليف الضوء على قضايا الجنس والشرف في كتاباتها وبخاصة رواية (شرف) وفي رواية (نظرة) تطرقت الى قضية جسد المراة كملك خاص بها، بعيدا عن تنميط هذا الجسد من قبل نظرة المجتمع، ولان اليف دافعت كثيرا عن قضايا المراة ،فانها كذلك دافعت عن (زليخة) امراة العزيز ، فذكرت ((إن الأصوليين الذين يتبعون دين الخوف يتهمون زورا زليخة أنها زوجة مدللة ارادت أن تخون زوجها مع النبي يوسف وأنها اتهمته أنه حاول اغتصابها فألقي به في السجن ذلك بسبب فهم الاصوليين لظاهر القرآن فقط، لكن الصوفي يفهم باطن القرآن لذلك يري زليخة إنسانة وقعت في الحب لا أكثر من ذلك ولا أقل)) اذ تأثر اليف بالصوفية جعلها ازاء ملازمة اصطلاحية امام الرؤية الدينية فهي تفرق ما بين التوجه الصوفي كباحث عن العشق والحب، وما ينبغي للاخر عن طريق الحب، وما بين التوجه الاصولي المتشدد كما ترى (اليف) والذي يتخذ من (الخوف) وسيلة للتواصل مع رعاياه. وتعدى الامر مهاجمتها للمتدينين الى اعترافها بحق المثليين اذ تقول ساكتب عن الشهوة الجنسية واشتهاء المماثل. وعندما سُئلت عن حقوق المثليين قالت ( كان من الممكن ان أحب فتاة …… في بداية حياتي) واشارت بصراحة بانها ستكتب رواية عن استاذ جامعي وسيم مثلي الجنس. بل وتتطرف اليف كثيرا حينما تعلن ان المثليين في اسطنبول متدينون جداً.واليف ترى في البحث عن الحقيقة هو بالاصل بحث عن العشق كما فعلت (إيللا روبنتاين) في رواية ( قواعد العشق الأربعون) تلك السيدة التي تعيش في عائلة برجوازية ، التي تتجول بقاع الارض في مغامرة غرامية جاءت بعد قراءتها لرواية قدمت لدار النشر التي تعمل بها. باعتقادي ان لجوء شافاق الى التطرف إزاء الأصوليين المتدينين والاتجاه الى الاعجاب بالفكر الصوفي متأتي من مرحلة مهمة عاشتها شفق في اسبانيا اذ نالتها صدمة نفسية كبيرة، اذ كان الاطفال آنذاك في المدارس يسألونها عن عدد السكائر التي تدخنها وعن أي وقت سترتدي الحجاب!لان اولئك يظنون ان اهل الشرق كلهم يدخنون، ويجعلون بناتهم يرتدن الحجاب عنوة!! مما شكل صدمة نفسية كبيرة بالنسبة لشفق، وجعلها تتجه للفكر القائم على الشك واعتبار ان ليس كل الامور تدرك بالعقل فهي اشارت الى اننا بني البشر كائنات لا عقلانية حيث آمنت بالروحانية او اللا قدرية ،في روايتها لقيطة اسطنبول تفتح روايتها بجملة جميلة ( لا يجوز ان تلعني أي شيء يهطل من السماء ،حتى لو كان مطراً ،فمهما كان المطر غزير ،ومهما كانت السماء ملبدة بالغيوم ،او مهما كان الجليد يكسو سطح الارض ،لا يجوز ان تتلفظي بكلمات نابية لأي شيء تخبئه لنا السماء). من هنا تنطلق لنقد زليخا بطلة الرواية التي تريد ان تجهض وليدها الذي جاء بدون زواج!!وهنا تجلي لرؤية صوفية بتلك المقولة وبوضوح اذ ترى كل شيء من منطلق الحب وترى ضرورة التعامل عليه على هذا الاساس وليس على أساس (الخوف) هذا يتضح لمن يقرأ الرواية بالتأكيد، كما ان رواية لقيطة اسطنبول واضح من جزئيات سردياتها انها تنقد مجمل منظومة العيش في تركيا في مفاصل مختلفة وهذا ما لاحظته عند قراءتي الرواية ،كما انها تعطي لأجزاء رواياتها تسميات معينة، وتوقف السرد كثيرا من خلال المبالغة في كثرة (الوصف) المبالغ فيه في كثير من المشاهد، وتميل الى تيار السارد العليم بل وتبالغ بمهام هذا السارد ومعرفته بحيثيات الشخوص الروائية ، يعاب عليها بعض التشبيهات الضعيفة التي لا داعي لها: ((فجأة توقف بالقرب منها سائق تاكسي صفراء امتلأ رفرافها الخلفي بملصقات كبيرة وكان السائق الشديد السمرة ذو القسمات الفظة الذي كان له شارب يشبه شارب زاباتا وسن امامية مصنوعة من الذهب، والذي ربما كان يغتصب النساء بعد انتهاء عمله)) واعتراضي على الجميلة الأخيرة، فليس من جمالية السرد ان يقول السارد العليم كل هذه التفاصيل، والتنبؤات التي لا داعي لها بوصف المشهد، كما انها تظهر زليخا بطلة رواية (لقيطة اسطنبول) وهي تشتري طقم كؤوس قبيل ذهابها الى الطبيب لغرض اجهاض طفل السفاح ،هل هذا معقول؟خصوصا اذ ما علمنا ان ذلك الطقم رافقها وهي تزور الطبيب! ان من يقرا هذا الامر يستهجنه ولكن من يطلع على نهاية الرواية سيعرف دلالة هذا طقم الكؤوس هذا ، أرى ان اليف كانت ناقمة على المجتمع الذكوري ، وكانت متحررة لدرجة الانفتاح لنقد منظومة التفكير الذكوري، بل والاشهار باستخدام لغتها في الكتابة للدفاع عن مفاهيم جنسانية بحتة، كل ذلك بسبب صدمات الطفولة التي عانت منها خصوصا فيما يتعلق بتنميطها من اولئك الاطفال في مدارس اسبانيا. وارى انها حاولت ان تعكس تلك النظرة وفق بناء فكري تساعد مع بيئة معيشتها ليكون رؤيتها ازاء وضع المرأة التركية ووضع المرأة في العالم وازاء رغبات الانسان وعلاقته مع مفاهيم الدين والحب والشهوة والجنس ، انها روائية مثيرة للجدل وحققت متابعة كثيرة ومناصرة عالية من قبل النساء خصوصا لانها عبر سردياتها كسرت التابو والقناع بوصفهما مقيدات التفكير الانثوي في منطقة الشرق، وعن فلسفة واجواء الكتابة بالنسبة لأليف فهي تقول (( لا أحب الصمت وأنا أكتب، لا بد من وجود صوت ما، أرتاد المقاهي المزدحمة، بل والمطارات ومحطات القطارات، والأماكن التي تغص بالحياة)) تبقى اليف كاتبة جدلية ومثيرة للزوبعة هناك في تركيا ، ومن يدري ربما تنال نوبل للآداب في قادم الايام؟ أليف شافاق روائية تركية ولدت عام 1971 وابواها هما الفيلسوف نوري بيلغين وشفق أتيمان.انفصل والدها عندما كان عمرها عاماً واحداً فربتها أمها وهذا مما كان عاملا مؤثرا في تنشئتها الفكرية والاجتماعية فيما بعد ، وربما عكست هذه البيئة في احدى رواياتها التي تصور بيتا بلا (رجل ) .نالت اليف شهادة الماجستير في (الجندر والدراسات النسوية)وشغلت منصب أستاذة محاضرة في مادة الدراسات والأجناس في جامعة أريزونا، تزوجت سنة 2005 من الصحفي التركي أيوب كان وأنجبت منه طفلين،تاثرت كثيرا بالفكر الصوفي وبأفكار جلال الدين الرومي ومحيي الدين بن عربي، نشرت أثنا عشر كتابا ثمانية منها روايات، ومن أبرز رواياتها قواعد العشق الاربعون ورواية لقيطة اسطنبول، التي أثارت حفيظة السلطات في تركيا، من خلال تناولها شخصية الأرمن والمذابح التي تعرضوا لها،وقد بيع فقط من روايتها قواعد العشق الاربعون التي صدرت في أمريكا عام 2010 حوالي (550.000) وأصبحت من الكتاب الاكثر مبيعا في تركيا، وكذلك في فرنسا وبلغاريا وايطاليا شهدت روايتها الاعلى مبيعا اذ تقول انها كتبت روايتها هذه بالقلب! تشير اليف الى ان نشأتها العائلية كان لها الاثر المهم في كتاباتها وتقصد هنا نشأتها المتحررة من أي سلطة ذكورية، كما أن أليف استخدمت اسم امها في كتاباتها (شافاق). نالت بروايتها الاولى(الصوفي) لقب جائزة رومي لافضل عمل ادبي تركي عام 1998وتحدثت بروايتها الثانية (مرايا المدينة) عن التصوف عند المسلمين واليهود ونالت روايتها ( النظرة العميقة) جائزة اتحاد الكتاب التركيين وحققت روايتها (قصر البرغوث) أعلى مبيعات في تركيا، وروايتها الاكثر جدلا لقيطة اسطنبول حققت أعلى مبيعات في تركيا بعد ان تعرضت الى قضية الارمن وما تعرضوا له ،مما جعل السلطات تلاحقها قضائيا وفقا للمادة (301) من القانون التركي بحجة تشويه سمعة تركيا وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات ،الا انه في الاخير افرج عنها وكتب عن هذا الامر في نهاية روايتها نفسها. في مرحلة طفولة اليف انتبهت امها الى ان اليف تهذي وتحكي قصصا لأصدقاء وهميين لا وجود لهم في البيت ، او تسرد قصصا لدميتها؛ بل الادهى من ذلك أن أليف عندما تصطدم بإحدى حاجيات البيت تقوم وتعتذر لذلك الشيء(الجماد) مما جعل الام تظن بان ابنتها مصابة بخلل عقلي، اذ تقول اليف ((بدأت الكتابة وأنا في الثامنة من عمري بمساعدة أمي التي كانت تخاف على صفاء عقلي؛ لأنّها كانت تراني أروي القصص لأصدقاء خيالييّن. كنتُ طفلة انطوائيّة إلى حدّ التواصل مع أقلام التلوين الشمعيّة،وكنتُ أعتذر من الأشياء الجامدات إذا اصطدمتُ بها. لذلك ظنّت أمي بأنّه قد يكون من الأفضل لي أن أدوّن مذكراتي وخبراتي اليوميّة وانفعالاتي والذي لم تكن تعلمه (أمي) هو أنّ حياتي شديدة الملل، وأنّ آخر ما كنتُ أريد القيام به هو الكتابة عن نفسي. وعوضاً عن ذلك صرتُ أكتب عن أشخاص غيري، وعن أشياء لم تحدث في الواقع. ومن ثمّ بدأ الشغف الأبديّ بالكتابة) سلطت اليف الضوء على قضايا الجنس والشرف في كتاباتها وبخاصة رواية (شرف) وفي رواية (نظرة) تطرقت الى قضية جسد المراة كملك خاص بها، بعيدا عن تنميط هذا الجسد من قبل نظرة المجتمع، ولان اليف دافعت كثيرا عن قضايا المراة ،فانها كذلك دافعت عن (زليخة) امراة العزيز ، فذكرت ((إن الأصوليين الذين يتبعون دين الخوف يتهمون زورا زليخة أنها زوجة مدللة ارادت أن تخون زوجها مع النبي يوسف وأنها اتهمته أنه حاول اغتصابها فألقي به في السجن ذلك بسبب فهم الاصوليين لظاهر القرآن فقط، لكن الصوفي يفهم باطن القرآن لذلك يري زليخة إنسانة وقعت في الحب لا أكثر من ذلك ولا أقل)) اذ تأثر اليف بالصوفية جعلها ازاء ملازمة اصطلاحية امام الرؤية الدينية فهي تفرق ما بين التوجه الصوفي كباحث عن العشق والحب، وما ينبغي للاخر عن طريق الحب، وما بين التوجه الاصولي المتشدد كما ترى (اليف) والذي يتخذ من (الخوف) وسيلة للتواصل مع رعاياه. وتعدى الامر مهاجمتها للمتدينين الى اعترافها بحق المثليين اذ تقول ساكتب عن الشهوة الجنسية واشتهاء المماثل. وعندما سُئلت عن حقوق المثليين قالت ( كان من الممكن ان أحب فتاة …… في بداية حياتي) واشارت بصراحة بانها ستكتب رواية عن استاذ جامعي وسيم مثلي الجنس. بل وتتطرف اليف كثيرا حينما تعلن ان المثليين في اسطنبول متدينون جداً.واليف ترى في البحث عن الحقيقة هو بالاصل بحث عن العشق كما فعلت (إيللا روبنتاين) في رواية ( قواعد العشق الأربعون) تلك السيدة التي تعيش في عائلة برجوازية ، التي تتجول بقاع الارض في مغامرة غرامية جاءت بعد قراءتها لرواية قدمت لدار النشر التي تعمل بها. باعتقادي ان لجوء شافاق الى التطرف إزاء الأصوليين المتدينين والاتجاه الى الاعجاب بالفكر الصوفي متأتي من مرحلة مهمة عاشتها شفق في اسبانيا اذ نالتها صدمة نفسية كبيرة، اذ كان الاطفال آنذاك في المدارس يسألونها عن عدد السكائر التي تدخنها وعن أي وقت سترتدي الحجاب!لان اولئك يظنون ان اهل الشرق كلهم يدخنون، ويجعلون بناتهم يرتدن الحجاب عنوة!! مما شكل صدمة نفسية كبيرة بالنسبة لشفق، وجعلها تتجه للفكر القائم على الشك واعتبار ان ليس كل الامور تدرك بالعقل فهي اشارت الى اننا بني البشر كائنات لا عقلانية حيث آمنت بالروحانية او اللا قدرية ،في روايتها لقيطة اسطنبول تفتح روايتها بجملة جميلة ( لا يجوز ان تلعني أي شيء يهطل من السماء ،حتى لو كان مطراً ،فمهما كان المطر غزير ،ومهما كانت السماء ملبدة بالغيوم ،او مهما كان الجليد يكسو سطح الارض ،لا يجوز ان تتلفظي بكلمات نابية لأي شيء تخبئه لنا السماء). من هنا تنطلق لنقد زليخا بطلة الرواية التي تريد ان تجهض وليدها الذي جاء بدون زواج!!وهنا تجلي لرؤية صوفية بتلك المقولة وبوضوح اذ ترى كل شيء من منطلق الحب وترى ضرورة التعامل عليه على هذا الاساس وليس على أساس (الخوف) هذا يتضح لمن يقرأ الرواية بالتأكيد، كما ان رواية لقيطة اسطنبول واضح من جزئيات سردياتها انها تنقد مجمل منظومة العيش في تركيا في مفاصل مختلفة وهذا ما لاحظته عند قراءتي الرواية ،كما انها تعطي لأجزاء رواياتها تسميات معينة، وتوقف السرد كثيرا من خلال المبالغة في كثرة (الوصف) المبالغ فيه في كثير من المشاهد، وتميل الى تيار السارد العليم بل وتبالغ بمهام هذا السارد ومعرفته بحيثيات الشخوص الروائية ، يعاب عليها بعض التشبيهات الضعيفة التي لا داعي لها: ((فجأة توقف بالقرب منها سائق تاكسي صفراء امتلأ رفرافها الخلفي بملصقات كبيرة وكان السائق الشديد السمرة ذو القسمات الفظة الذي كان له شارب يشبه شارب زاباتا وسن امامية مصنوعة من الذهب، والذي ربما كان يغتصب النساء بعد انتهاء عمله)) واعتراضي على الجميلة الأخيرة، فليس من جمالية السرد ان يقول السارد العليم كل هذه التفاصيل، والتنبؤات التي لا داعي لها بوصف المشهد، كما انها تظهر زليخا بطلة رواية (لقيطة اسطنبول) وهي تشتري طقم كؤوس قبيل ذهابها الى الطبيب لغرض اجهاض طفل السفاح ،هل هذا معقول؟خصوصا اذ ما علمنا ان ذلك الطقم رافقها وهي تزور الطبيب! ان من يقرا هذا الامر يستهجنه ولكن من يطلع على نهاية الرواية سيعرف دلالة هذا طقم الكؤوس هذا ، أرى ان اليف كانت ناقمة على المجتمع الذكوري ، وكانت متحررة لدرجة الانفتاح لنقد منظومة التفكير الذكوري، بل والاشهار باستخدام لغتها في الكتابة للدفاع عن مفاهيم جنسانية بحتة، كل ذلك بسبب صدمات الطفولة التي عانت منها خصوصا فيما يتعلق بتنميطها من اولئك الاطفال في مدارس اسبانيا. وارى انها حاولت ان تعكس تلك النظرة وفق بناء فكري تساعد مع بيئة معيشتها ليكون رؤيتها ازاء وضع المرأة التركية ووضع المرأة في العالم وازاء رغبات الانسان وعلاقته مع مفاهيم الدين والحب والشهوة والجنس ، انها روائية مثيرة للجدل وحققت متابعة كثيرة ومناصرة عالية من قبل النساء خصوصا لانها عبر سردياتها كسرت التابو والقناع بوصفهما مقيدات التفكير الانثوي في منطقة الشرق، وعن فلسفة واجواء الكتابة بالنسبة لأليف فهي تقول (( لا أحب الصمت وأنا أكتب، لا بد من وجود صوت ما، أرتاد المقاهي المزدحمة، بل والمطارات ومحطات القطارات، والأماكن التي تغص بالحياة)) تبقى اليف كاتبة جدلية ومثيرة للزوبعة هناك في تركيا ، ومن يدري ربما تنال نوبل للآداب في قادم الايام؟