شارف 4 فنانين فلسطينيين تشكيليين وجرافيتيين على الانتهاء من رسم أضخم لوحة جدارية على مستوى فلسطين، على جدار برج "الظافر9" وسط مدينة غزة، الذي تعرض للقصف الإسرائيلي، خلال العدوان على قطاع غزة العام 2014. ورسم الفنانون من خلال استخدامهم مدرجات خشبية موصولة بقضبان حديدية، تلك اللوحة الكبيرة، وهي لطفلة فلسطينية تتوشح بالكوفية الفلسطينية، حيث جذبت انتباه الكثير من المارة، كونها تقع في مكان مكتظ بالسكان والمارة. وأكدالفنان التشكيلى ماجد مقداد، أحد المُشاركين في رسم تلك الجدارية: فكرة رسم تلك الجدارية جاءت بعد أن قدمنا كفنانين مبادرة للاتحاد الأوروبي، لرسم أكبر جدارية على مستوى الوطن لطفلة فلسطينية، وجرت الموافقة وباشرنا بها من يوم السبت الماضي، وسننتهي الخميس المقبل تقريبًا. وأضاف مقداد: الجدارية بحجم كبير، يصل طولها لنحو 17مترًا، وعرضها 14 مترًا، وتتضمن ملامح وجه طفلة فلسطينية بريئة بعيناها الحزن والأمل، وموشحة بالكوفية الفلسطينية، لنعكس ما يُعانيه الطفل الفلسطيني، الذي يعيش حياة قاسية، حتى أصبح البعض منهم مُشاركين في انتفاضة القدس المتواصلة. وتابع: نركز خلال رسم تلك الجدارية على لونين رئيسيين (الأسود، الأبيض)، وبعض الألوان البراقة في الخلفية، و اختيار تلك الألوان له دلالة، في الواقع المر الذي نعيشه، خاصة في غزة من حصار وعدوان، كذلك في الضفة الغربية من اعتداءات يومية، على يد الاحتلال الإسرائيلي. ولفت الفنان مقداد إلى أن اختيار موقع رسم الجدارية له أسباب ودلالات كثيرة، ومن أهم الأسباب "جدار مُناسب، وكبير وفارغ"، ودلالاته "يقع ببرج يُعتبر مدخل لأكثر منطقة مكتظة بالسكان، لذلك هدفنا هو أن يراها أكبر عدد على الدوام، سواء الداخل أو الخارج من مركز مدينة غزة. وواصل حديثه: كذلك برج (الظافر9) تعرض للقصف الإسرائيلي، خلال العدوان على غزة العام 2014، ولحقت به أضرار، لذلك أردنا من خلال عملنا هذا إيصال رسالة تحدي وصمود وإصرار على البقاء في وطننا، وعلى الحياة، للاحتلال الإسرائيلي، ولنقول له (إننا باقون). وتمنى مقداد أن تصل رسالة عملهم الفني الضخم، ويهتم العالم بشكل أكبر وأكثر بالقضية الفلسطينية، وكذلك بالفن التشكيلي والجرافيتي، الذي يكبُر ويزدهر في غزة بشكل مُتسارع، لافتًا إلى أن هذا العمل يأتي في سياق كثير من الأعمال التي قاموا بها في قطاع غزة، على الجدران، والتي قدموها في مناسبات كثيرة. بدوره، أوضح الفنان الجرافيتي المُشارك في رسم الجدارية بلال التلاوي أنه يشعر بسعادة غامرة، كونه أول من فكرة بتلك الجدارية ورسمها بذاك الحجم والمكان والتوقيت، حتى تحولت من حُلم لواقع وحقيقة. ونوه الفنان التلاوي إلى أنهم أرادوا إرسال رسالة من غزة المُحاصرة لكافة أصقاع العالم، أن ريشة الفنان تواكب كل حدث في فلسطين وخارجها، وأن هنا فنانين قادرين على توصيل رسالة شعبهم، إيمانًا منهم بالرسالة السامية التي يحملها الفن. وتمنى الفنان التلاوي أن يرسموا تلك الجدارية وأعمالهم على جدار الفصل العُنصري في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، وتصل رسالتهم للعالم من هناك. وبدا واضحًا في السنوات القليلة الماضية ازدهار الفن التشكيلي والجرافيتي في الأراضي الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة، وبدا ذلك جليًا من خلال عشرات الأعمال، التي خطها الفنانون على جدران المؤسسات والمنازل في المناطق العامة والرئيسة في القطاع، حيث تواكب أحداث سنوية ومناسبات وطنية وغير ذلك.