في غزة، عدد من الفنانين والنشطاء الفلسطينيين أحيوا يوم الأرض الذي يوافق الثلاثين من آذار، ليقولوا للعالم أجمع بأنَّ الفلسطينيَّ ما زال متمسكاً بكلِّ الأشياء التي تربطه بأرضه التي لا بديل له عنها، ولا شيء يمكن أن يؤثر على علاقته بها يوماً. على مشارف ميناء غزة قام الفنانون برسم عدد من لوحات "الجرافيتي" التي تعبر بدورها عن مضمون الحياة التي يبحث عنها أبناء فلسطين، وعن الأرض التي لا زالوا يطالبون بالعودة إليها، فعبر الفنانون من خلال هذه الرسومات عن تمسكهم بهذه القيمة، وأرسلوا رسائل كثيرة علَّها تصل إلى أيِّ أحدٍ في هذا العالم. وفي لقاءٍ للبديل مع ماجد مقداد أحد المشاركين في هذه الفعالية، أفاد مقداد: "باعتبار المينا منفذ التنفس الذي يعبر عن الحرية التي نحلم بها في ظل الحصار، كان لنا وقفة فنية من هناك نقول للعالم أننا باقون متجذرون في أرضنا، نؤكد من خلال ألواننا وفننا أنَّ هذه الأرض تستحق الحياة، فيها شعبٌ يطمح للحرية ويحلم دائماً بأن يتنفسها بكل معانيها. في يوم الأرض نؤكد أننا نقدم رسالة للعالم بأنَّ لغزة مقاومة من نوع آخر، لديها الفن المقاوم، والألوان التي تتحدث بلغة أبلغ من لغة الرصاص" . خاص – البديل هذه الفعالية تم تنفيذها بمشاركة فنانين مختلفين اتفقوا على أن يكوِّنوا هذا الحدث بشكل شخصي، شارك في التنفيذ أربعة فنانين وفنانتان هم ماجد مقداد، محمد زكي، محمد زكريا، غسان حماد، براء العاوور، وخلود الدسوقي، وقد تفاعل مع النشاط زوار المكان في الميناء وأبدوا إعجابهم بالمعاني التي قدمها العمل البسيط في هذه الذكرى الكبيرة .وعن رسالتهم من خلال هذه الفعالية، تابع مقداد حديثه لمراسل البديل: "رسالتنا هي رسالة حرية لفلسطين نوصلها للعالم وللمجتمع الدولي بأننا كفنانين نشارك بطريقتنا في إحياء هذه الذكرى الخالدة في نفوسنا". خاص – البديل من جهتها نظمت جمعية الثقافة والفكر الحر أكبر فعالية فنية حية في الوطن إحياءً لذكرى يوم الأرض بمشاركة وزارة التربية والتعليم، مدارس وجامعات، فنانين وطلبة ومعلمين. فاق عدد المشاركين في هذه الفعالية 400 مشارك، كان الهدف من الفعالية إظهار الشكل الفني لهذه المدينة، والمقاومة بالألوان والفرشاة، المقاومة اليوم كانت لوحات تتحدث عن الوطن، تؤكد حق الفلسطينيين في بلادهم وتمسكهم بالأرض، استطاع المشاركون بتظاههرتهم الفنية تقديم صورة مختلفة عن غزة للعالم، غزة التي تعيش حصاراً، تعايش حراكاً فنيًّا يفوق التحرك السياسي، ففي ساحة الفن.. توحدت الألوان لترسم ملامح الوطن. خاص – البديل وتحت عنوان (باقون صامدون كالجبال) نظم منتدى الفن التشكيلي بمشاركة المركز السعوي للثقافة والتراث فعالية فنية تمثلت برسم لوحات فنية كبيرة تشكل مجتمعة جدارية متكاملة تتحدث عن الوطن بكل معانيها. احتوت اللوحات عناصر مختلفة كان أبرزها شجرة الزيتون التي يقتلعها الاحتلال لمحاولة اقتلاع الفلسطينيين معها من الأرض، وكانت المرأة الفلسطينية التي تعني الوطن بثوبها المعروف حاضرة، البيوت القديمة والقدس، كلها عناصر اجتمعت بتصاميم مختلفة، تؤكد من خلال تلك اللوحات التي رسمت داخل احد البيوت المدمرة في خزاعة أثناء الحرب الاخيرة على غزة أنهم باقون. شارك في هذه الفعالية 17 فنان وفنانة من مختلف مناطق القطاع، وقد أوحى المكان للفنانين فكرة أنه "مهما تعرضنا من قصف ودمار نؤكد أننا نتمسك بأرضنا ومن داخل تلك الأنقاض نرسم الحياة من جديد". صور، البديل – غزة