أكد د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن المرأة الأفريقية كانت ومازالت تعاني من التهميش وهذا يُعد ظلمًا كبيرًا لها بعد كل ما عانته وقدمته في بلادها في ظل عمليات التهجير والقتل والمجاعات التى لا تنتهي نجدها وقفت بقوة وصمود تحسد عليه, ورغم كل هذا لم يرتق الإعلام أن يقدم الصورة العادلة والمنصفة لتلك المرأة العظيمة, فلم يكن الإعلام على قدر المسئولية التى كان يجب أن تتواجد فيه. جاء ذلك في افتتاح الملتقى الإعلامي الأول للمرأة الأفريقية نحو صورة مختلفة للمرأة الأفريقية في الإعلام, الذي أقامه المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع نادي المرأة الأفريقية واتحاد إعلاميات مصر برعاية الجمعية الأفريقية وذلك بقاعة المجلس, مضيفاً بدران أن الجميع مشارك في مسئولية عدم وصول الصورة الصحيحة عن المرأة الافريقية الصامدة لكي تصل للعالم, مشيراً إلى أهمية الملتقي في أن يكون بداية لهذا الإنجاز والذي يأمل أن يعطي للمرأة الافريقية ولو القليل مما تستحق. وطالب بدران رقيه (وهي فتاة من مطروح همشت حياتها ومنعت من التعليم لكنها اصرت رغم العادات الصارمة على التعلم وهي الان في اعلام القاهرة وحكت عن معاناتها) طالبها أن تكتب يوميات قصة كفاحها كاملة كنموذج ومدى التحديات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها, على أن يقوم المجلس بإصدارها في كتاب, ونقل تحيات الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة الذى كان حريصاً على الحضور لولا ارتباطه, مؤكداً أن رقية ستكون عضواً فاعلاً فى القوافل الثقافية التي سنبدأها من صعيد مصر, وأن أول اجتماع لمنتدى إعلاميات مصر والقارة الأفريقية سيكون فى المجلس, وفي نهاية كلمته توجه بالشكر للسفير صلاح صادق والجمعية الافريقية على إختيار المجلس مكانًا لإقامة الملتقى. شارك في الملتقى السفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الافريقية والسفيرة نيادنق جوشوا، د. آمنة فزاع رئيسة نادي المرأة الافريقي, أسماء الحسينى نائب رئيس تحرير الأهرام ومتخصصه في الشأن الأفريقي والسودان, لمياء راضي, مي الشافعي, د. هبه البشبشي, الإعلامية لينا الغضبان. وأشار السفير محمد نصر الدين أن مشكلة مصر الحقيقية تكمن في عدم الاحساس بالإنتماء وعدم الشعور المعتدل الصحيح بالهوية الثقافية وأستشهد بكتاب "أعمدة الحكمة السابعة" والتي تضمنت أهم فقراته على أن مصر تنتمي لنفسها ولحضارتها, رغم أنها استعمرت, ولكنها لم تتأثر مطلقًا بثقافة المستعمر, بل ظلت تحتفظ بهويتها وثقافتها الشيء الذي لم يحدث لمعظم بلدان المنطقة الذين تعرضوا لنفس الظروف, ولذا أطلق على مصر أن لديها " ثقافة الفرعون" مضيفاً أن مصلحة مصر في الفترة القادمة أن تؤكد هويتها الافريقية ليس فقط من أجل مياه النيل, فحسب العمالة المصرية لا بد أن تجد لها في افريقيا سوقا كبيرا بعد ان عانت في الفترات الاخيرة من التهميش في دول الخليج, واختتم كلمته بتوجيه نداء للمصريين جميعًا بأن يتوجهوا للجنوب حيث الانتماء الحقيقي المثمر. وأضافت السفيرة نيادنق جوشوا نائبة البعثة الدبلوماسية لجنوب السودان بأنها المرة الأولى التي تحضر فيها ملتقي عن المرأة الافريقية، وأنه في غاية الأهمية في تلك المرحلة الحرجة والمؤثرة, مشيرة الى المجهود الشاق التي تقوم به المرأة في أفريقيا على مر العصور على كافة المستويات السياسية والاجتماعية خاصة المرأة في جنوب السودان تحديدًا ووصفتها بأنها الأم القوية والشريكة في الكفاح في العمل العام كما أنها تشارك وببراعه في تربية أولادها. وأضافت أنها تقوم بكل هذا رغم الظروف المريرة والشاقة التى مرت بها والتي شاهدها العالم على شاشات التلفاز ولكنها استطاعت في بلادنا أن تثبت قوتها وبراعتها في تحمل المسئولية دون خنوع أو ضعف مضيفة أن تلك الصورة لا بد أن تصل إلى العالم لتستطيع أن تحصل على بعض من حقوقها في التعليم والصحة والعمل. وأضافت آمنه فزاع بأن هدف النادي والجمعية الافريقية هو إيجاد تواصل وحوار إعلامي بين الإعلام والمرأة الموجودة في مصر وافريقيا من خلال الوقوف على بعض المحاور والنماذج التي تعاني منها المرأة لدينا والخروج بتوصيات وحلول نتكاتف جميعا كل من موقعه في حلها بالاستعانة بمؤسسات الدولة وكل المنظمات والهيئات العاملة في شئون المرأة الافريقية, مضيفة أن خطة النادي والجمعية الآن تأهيل مائتي سيدة أفريقية حتى نهاية العام وقالت إنها بدأت بالفعل في تأهيل أكثر من مائة سيدة وفتاة في مجال التنمية البشرية واللغات والكمبيوتر من خلال دورات وورش عمل، وكل ما نريده ونسعي إليه أن نكون في الخمس سنوات القادمة لنا نادي للمرأة الافريقية في كل بلدان أفريقيا.