ظهرت الدراما المصرية في رمضان هذا العام بظاهرة وهي المنافسة الشرسة بين الفنانات على ارتداء الحجاب والنقاب فى أعمالهم التليفزيونية لأسباب درامية مختلفة بعد ان كان الحجاب على الشاشة الصغيرة . غريبا لذلك كان تجسيد أدوار المنتقبات فى التليفزيون لسنوات طويلة من أحد المحرمات الرقابية التى ترفع لافتة ممنوع الاقتراب أو التصوير بالخط الأحمر فقرر كتاب الدراما خوض مغامرة وتحد بتلك الظاهرة التى اشعلت نار الانتقادات والجدل الكبير حول تلك الأعمال وأصحابها والتى نرصدها خلال السطور التالية. بداية كانت المفاجأة الأولى للفنانة بسمة التى تجسد لأول مرة فى مشوارها الفنى دور سيدة منتقبة من خلال مسلسل "قصة حب" مما أثار جدلاً كبيراً حولها منذ بداية عرض المسلسل باعتبار ان الدور وتركيبة الشخصيات تحاول الترويج بشكل أو بآخر لفكرة ان ارتداء المرأة للنقاب ينم عن حالة من التخبط النفسى والتشويش الفكرى والعزلة الاجتماعية لصاحبته فهو اتهام دافع عنه كاتب المسلسل مدحت العدل حيث صرح بأن ضرورة درامية ملحة اختصت ان يكون النقاب أحد مسلتزمات وجزءا اساسيا من المواصفات الخارجية فى شخصية "رحمة" من أجل استعراض التغيرات والتحولات الاجتماعية والثقافية والدينية التى طرأت على المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيرة عبر اظهار الوجه الآخر لرحمة التى على الرغم من وقوعها فى حب الأستاذ ياسين الحمزاوى الذى يجسد شخصيته الفنان جمال سليمان فإن قناعتها ومعتقداتها الشخصية تجعلها فى حالة تناقض وتصادم مستمرة.. مشيراً العدل إلى أن سيناريو المسلسل لا يحمل أى صكوك إدانة واعتراضات شخصية ضد "رحمة" فهى فى النهاية إنسانة خالصة من لحم ودم لها دوافعها ومبرراتها واعذارها فيما تفعله كى أن النقاب ليس هو القضية المحورية فى العمل. وتقول بسمة ان مشاعر الخوف والقلق لم تعرف طريقها لأداء شخصية المرأة المنتقبة لأن ذلك ينبع داخلها رغبة ملحة فى التعايش مع شخصيات أخرى بخلاف شخصيتها الحقيقية مشيرة إلى أن دورها لا ينطوى على أى اساءة أو تجريح للمنتقبات. وفى هذا الصدد طلت منة شلبى كضيفة شرف على الشاشة الصغيرة بمشهد واحد فى مسلسل الجماعة ونجحت فى لفت الانظار إليها بشدة بفضل الحجاب الذى غطى شعرها واضفى عليها طابعاً دينياً ملتزماً لكن هذا الظهور لم يسلم من موجة الانتقادات الحادة التى اتهمتها بالإساءة للفتاة المحجبة دينياً واجتماعيا بناء على طبيعة الشخصية التى وافقت على تجسيدها وهى فتاة فقيرة لم تتوان عن الادلاء بالشهادة الزور لوكيل النيابة "حسن الرداد" باعتبارها أقصر الطرق من أجل قضاء مصالحها. أما الفنانة مى عز الدين فلم ترتد الحجاب فى مسلسلها "قضية صفية" لأسباب دينية أو عقائدية وانما لكونها متهمة فى جريمة قتل فتضطر إلى التنكر والتخفى هرباً من رجال الشرطة. وفى هذا الخصوص يؤكد المؤلف أيمن سلامة ان ارتداء مى عز الدين للنقاب فى أحد مشاهد المسلسل يأتى ضمن رحلة هروبها للبحث عن أدلة اثبات براءتها وهو أحد التطورات الدرامية المهمة التى يعكسها المسلسل.. مؤكداً ان تجاوب الجمهور ورد فعله تجاه هذا المشهد جاء طبيعياً وعادياً جداً نتيجة التعاطف الذى تحظى به الشخصية منذ بدء عرض المسلسل بحكم انها بريئة من التهمة المنسوبة إليها. فى حين تؤكد مى عز الدين ان هناك الكثير من المجرمين يستترون وراء النقاب وان هدفها الاساسى من ارتداء النقاب فى المسلسل هو تحذير الناس ودق ناقوس الخطر لهذا الجانب .. مشيرة إلى أنها لا تخشى غضب أو هجوم الجماعات الإسلامية عليها لأنها ترى ان النقاب هو بمثابة خطأ فادح فى حق المجتمع وليس حرية شخصية كما يعتقد البعض كما تدخل القائمة الفنانة التونسية درة بارتداء الحجاب أثناء تجسيدها لشخصية ثريا فى مسلسل اختفاء سعيد مهران فكان حجابها لم يخرج عن كونه أحد مقتضيات شخصية فتاة شعبية تعيش فى إحدى حارات شارع محمد على ومن ثم قررت درة اللجوء إلى الزى المحتشم وارتداء الحجاب كى يتماشى مع الملامح والمواصفات الخارجية للشخصية. أما الحاجة زهرة فق أرتدت الحجاب عقب زواجها من الحاج فرج أبو اليسر الذى يجسد شخصيته حسن يوسف وكذلك تتقمص الفنانة انتصار شخصية مديرة بنك محجبة على الطراز المودرن من خلال مسلسل قصة حب.