لم تهدأ الأحوال وكيف تهدأ والشيطان قد تدخل لتتحول المشادات الكلامية لمعارك حربية.. يقال في المثل يعملوها الصغار ويروح ضحيتها الكبار.. هكذا كانت الأحوال في الواقعة التي شهدتها إحدي المدن بالإسماعيلية تعود الواقعة عندما خرج مجموعة من الصبية الصغار للعب كعادتهما إلا أن الرياح في هذه المرة جاءت بما لا تشتهيه السفن حيث اختلف اثنان منهما علي احتساب أحد الأهداف لصالح أحدهما وبدأ الخلاف بسيطا داخل قطعة الأرض الزراعية التي جعلوا منها مستطيلا يلعبون فيه الكرة حيث اعترض أحدهما علي الطريق لعب الفريق الخصم وتكررت الأحوال نفسها مع الفريق الآخر حيث اعترض آخر لكن بطريقة مختلفة وألقي خلالها بالشتائم المحملة بالألفاظ النابية علي مسامع أعضاء الفريق الخصم مما أشعلهم غضبا وراح كلاهما يعبر عن ثورة الغضب القاتمة التي تدور رحاها بداخله ووقفا يتراشقان الألفاظ القبيحة التي كانت دليلا للشيطان الذي تسلل بينهما بلا أي صعوبة وبعدما أخذ كلاهما يكيل للآخر الشتائم بما يطيق نشبت بينهما مشاجرة استخدما فيها العصي والحجارة إلي أن سالت دمائهما وسط ذهول باقي أصدقائهما الذين فشلت محاولاتهم في انهاء حدة الخلاف بينهما وأسرع أحد الصغار غارقا في دمائه إلي منزله وعندما شاهدته والدته كادت أن تسقط مغشيا عليها من هول المنظر فسألته عما أصابه فأجابها بإنه تشاجر مع صديقه أثناء لعبه كرة القدم وأن المشاجرة تطورت إلي أن تبادلا الضربات وأصيب كلاهما بإصابات مماثلة فقامت الأم باصطحابه إلي إحدي المستشفيات القريبة لإسعافه وانتظرت لحظة قدوم زوجها وأخبرته عما أصاب نجلها الصغير فأسرع الأب إلي منزل صديقه لمعاتبة والده إلا أنه فوجئ به يلقي نحوه بالشتائم ويهدده بالقتل وشيئا فشيئا نشبت بينهما مشادة كلامية حامية الوطيس بدأت بتراشق الألفاظ النابية وبعدها ازدادات حدتها استل المتهم سكين المطبخ وانهال به طعنا فوق جسد المجني عليه ولم يتركه إلا بعدما سقط علي الأرض جثة هامدة غارقة في بحيرة من الدماء . تمكن الأهالي من ضبط المتهم وقاموا بنقل المجني عليه إلي المستشفي لإسعافه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة لدي وصوله للمستشفي، وكانت بداية أحداث الواقعة تلقي العميد محمدصابر، مدير المباحث الجنائية، إخطارا بالواقعة من المقدم عصام حافظ، رئيس مباحث قسم ثان ، يفيد بقيام "م.ع.م"30 عاما بطعن المجني عليه "عمرو. ع "23 عاما" بسكين. تبين من تحريات العقيد هشام الشافعي، رئيس مباحث الإسماعيلية، أن مشاجرة نشبت بين الاثنين بسبب لهو الأطفال واستخدم الجاني سكينا فيما استخدم المجني عليه مطواة قرن غزال ونجح في طعن الجاني طعنة نافذة في جانبه الأيمن قبل وفاته، تمكن المقدم طارق الطحاوي، وكيل إدارة البحث الجنائي، من القبض علي المتهم وإيداعه العناية المركزة بالمستشفي لخطورة حالته الصحية ووضعه تحت الحراسة المشددة. قرر محمد مصطفي، مدير نيابة الإسماعيلية، بسكرتارية محمد عبد اللطيف، التحفظ علي المتهم بالمستشفي العام والتصريح بدفن الجثة بعد تشريحها.