وسبب القلق يعود إلي ما تردد حول ضخ مياه مالحة في باطن الأرض بمواسير ومضخات تم تركيبها بالفعل لضخ المياه من البحر المتوسط قرب العلامة الدولية الأولي إلي مسافة تصل إلي العلامة السابعة، إلا أنه جار استكمال شبكة المواسير اعتبارًا من العلامة الدولية الثالثة شمال بوابة صلاح الدين بالقرب من منطقة الشعوت امتدادًا مع مناطق الانفاق بالرباهمة والجبور وصلاح الدين والجندي المجهول والقمبز والصرصورية والدهنية، مما يهدد حياة الناس ويضر بالزراعات علي المدي القريب والبعيد. يقول "سعد .ج" : أمتلك مزرعة حدودية قرابة 10 أفدنة وهي زراعات زيتون وموالح، وفي حال ضخ مياه مالحة في المواسير الأرضية سيتم تدمير الزراعات بالكامل وخسائر بالملايين، خاصة أن قيمة الصادرات من رفح تجاوز ال 40 مليون جنيه سنويا زيتون موالح وخضر علي الأقل. مضيفا: للأسف نحن معرضون لهذا الخطر لأن الأنابيب قريبة أكثر من الزراعات الحدودية المصرية، خاصة أن الجانب الآخر من الحدود شبه مهجور، فالزراعات تبعد عن خط الأنابيب بأقل من 50 مترًا لأنها داخل الأراضي المصرية، أما الجانب الآخر فبعيد عنها وربما تتأثر الآبار فقط، مطالبًا بكشف الحقيقة كاملة والاعتماد علي ضخ المياه علي الآبار الجوفية العذية كما وعدونا من قبل. "حسن .أ" قال: اعتمد علي وجود زراعات يتم تصديرها للخارج من أجود ما يكون، ونحن حاليا نعاني من ارتفاع نسبة الملوحة في الآبار نتيجة الاستنزاف الطويل، وبالتالي مع ضخ مياه مالحة سترتفع الملوحة أكثر، وبالتالي سيكون هناك تأثير خطير ليس فقط علي الزراعات الحدودية، بل علي الزراعات داخل رفح كلها، لأنها تروي من نفس الخزان الجوفي وطالب بمنع تنفيذ مخطط الأنابيب حفاظًا الأراضي المصرية، وأكثر من 20 ألف فدان ستضرر علي المدي البعيد من الخضر والفاكهة، خاصة أن الزيتون يتحمل الملوحة. عبدالقادر سعيد أمين الفلاحين بالحزب الوطني قال: إن إجمالي المساحة الزراعية برفح تصل إلي 37 ألف فدان وكلها زراعات جادة وتعتمد علي الآبار الجوفية التي تعاني بالفعل حاليا من الملوحة في بعض الآبار، وهناك دراسات في هذا الأمر والمحافظة علي علم بها. وقال: إن أي خلط أو ضخ مياه مالحة في باطن الأرض سيضر بالزراعات برفح ويزيد من ملوحة الآبار، وبالتالي تهديد الثروة الزراعية، وشكك في الوقت نفسه في توصيل أنابيب لضخ مياه البحر علي الحدود.. معتبرًا أن ما ينشر بهذا الشأن لم يصدر من جهة مصرية رسمية ومجرد شائعات. مصدر علمي بكلية العلوم الزراعية بالعريش قال: إن ضخ مياه البحر المتوسط عالية الملوحة في مواسير حدودية سيغير من الخصائص الكيميائية للخزان الجوفي العذب، وسيصبح الخزان الجوفي عالي الملوحة ولن يصلح للاستخدام الآدمي أبدًا، وبالتالي تدمير الآبار الجوفية، خاصة أن مياه البحر المتوسط تعد ملوثة بالصرف الصحي من قطاع غزة الأمر الذي سيؤدي إلي انتشار الأمراض في حال استخدام مياه الآبار.