سواء كانت هذه المفاوضات بشكل شرعي أو عن طريق الأبواب الخلفية، وللأسف تلك هي السمة السائدة في موسم الانتقالات كل عام ولكنها ظاهرة تفشت بشكل مؤسف هذا الموسم، فالنادي الذي يريد التعاقد مع لاعب لا يذهب لناديه الذي يمتلك حق بيعه نظراً لوجود تعاقد يجب احترامه. ولكن يتبع أسلوبًا جديدًا ورخيصًا وهو التفاوض مع اللاعب مباشرة بل والحصول علي توقيعه من أجل الضغط علي ناديه ومساومته: "يا إما توافق أو نظهر العقد ونتسبب في إيقاف اللاعب"، أو يظل اللاعب مع ناديه ولكن بجسده فقط وعقله في النادي الأخر ومن هنا لا يستفيد ناديه فنياً أو مادياً والحالات كثيرة تتكرر كل موسم.. ولكن الأمر هنا واضح "مفاوضات غير شرعية وأسلوب غير نظيف"؛ لكن ما يهمني هو شيء أخر تماماً.. الصفقات الشرعية التي يصورها البعض باتهاماته أنها سرقة وتفريغ وتحايل هناك مبدأ قانوني متعارف عليه وهو "العقد شريعة المتعاقدين" عندما يتفق طرفا التعاقد "اللاعب والنادي" علي بنود تعاقدية ويوقع الطرفان بما يعني أن كلاهما راض بذلك العقد، وهناك لاعب يشترط أن يكون التعاقد لمدة موسم أو موسمين أو خمسة كحد أقصي حسب "لوائح الفيفا"، وهناك لاعب يضع شرطا جزائيا بوضع قيمة مالية إذا قام بتسديدها للنادي يصبح من حقه الرحيل، أو العكس فيضع النادي الشرط ويحدد قيمة مالية يسددها اللاعب ليرحل؛ وهنا بيت القصيد.. هذا هو بند تعاقدي من حق اللاعب أو النادي استخدامه ولكن يصوره البعض بأنه تحايل كما حدث عندما تعاقد النادي الأهلي مع إسلام الشاطر لاعب الزمالك آن ذاك ووصف الإعلام الأبيض التعاقد بأنه غير شرعي والأهلي قام بخطف لاعب بطريقة غير شرعية، وتدور الأيام ويستخدم الزمالك نفس البند الذي يتيح للاعب الإيفواري "أبو كونيه" الانتقال لصفوف الزمالك في حالة تسديده الشرط الجزائي لناديه الإنتاج الحربي، وأيضاً يسعي الزمالك لاتستخدام الشرط الجزائي الذي يقال إنه موجود في عقد لاعب بتروجيت السيد حمدي؛ الأهلي تعاقد مع المعتز بالله "إينو" وظل الإعلام الأبيض يردد أن اللاعب قد وقع للأهلي قبل المدة القانونية، وعندما تعاقد الزمالك مع حسين ياسر المحمدي في انتقالات يناير بعد حصوله علي الاستغناء من النادي الأهلي، وصرح اللاعب بعدها بأن مفاوضات الزمالك معه من جانب "التوأم" كانت قبل رحيله من الأهلي بشهور، بل إنه اعترف أنه خطط للرحيل من الأهلي بعد سيناريو تم رسمه من قبل إبراهيم حسن، لم يتحدث أحد عن مفاوضات وجلسات غير شرعية قام بها توأم الزمالك مع لاعب متعاقد مع الأهلي في فترة غير قانونية!!.. قد يكون الأهلي حصل علي توقيع إينو في وقت غير قانوني بالفعل، ولكن لماذا يصرخ الإعلام والجمهورالأبيض بالرغم من أنه استخدم نفس الطريقة التي يتهمون الأهلي بها للتعاقد مع المحمدي؟! وعندما يتفاوض الأهلي أو الزمالك مع بعض لاعبي الأندية الأخري يخرج مسئولو هذه الأندية أو بعض الجماهير بأن الأهلي والزمالك يفرغان الأندية من لاعبيها والسؤال: هل أندية الإسماعيلي والاتحاد والمصري والانتاج وإنبي والمحلة وغيرها لا تقوم بالتعاقد مع لاعبين من أندية أخري أقل منها؟.. ولماذا لا يتم اتهام الإسماعيلي بتفريغ أندية الصعيد أو الشرقية؟.. ولماذا لا يتم اتهام الجونة أنه يقوم بتفريغ أندية السويس أو أسوان؟.. لماذا لا يتم اتهام المصري البورسعيدي بتفريغ أندية الإنتاج وبتروجيت والحرس؟.. ويبدو اننا مجرد هواة ولا ندرك معني كلمة احتراف، بمعني أن ناديا مثل الإسماعيلي يريد أن يقوم بالتعاقد مع لاعبين من أندية أخري ولا يريد أن تتعاقد أندية مع لاعبيه، والإسماعيلي هو مجرد مثال لا أكثر وهو مجرد حالة وليس تربص به.. يجب أن يرتضي كل ناد بأن ينتقل لاعبيه لنادي أكبر مادام أنه يقبل انتقال لاعبي الأندية الأخري "الأقل منه" لصفوفه؛ فلا يجب وصف وشخصنة الاحتراف علي حسب هوي البعض ولأغراض شخصية، فإذا تفاوض النادي الذي ينتمي له الشخص مع لاعب فيكون ذلك هو "الاحتراف"، وعندما يتفاوض النادي المنافس مع لاعب فيكون ذلك هو "الانحراف"•• مادامت العملية التفاوضية والتعاقدية تتم بشكل سليم ومحترم وحسب اللوائح وقبلها "الأصول" فيجب تقبلها بصدر رحب. وإذا كان اللوم موجهًا للجماهير بنسبة ضئيلة لأن الجماهير همها الأول والأخير مصلحة ناديها بغض النظر عن مصلحة الأخرين.. فكل اللوم للإعلاميين والمسئولين.. فأنا أتذكر أكثر من تقرير قام بعرضه الإعلامي "خالد الغندور" مع جماهير المحلة عند انتقال أحمد حسن "دروجبا" للأهلي، وانتقال شريف عبد الفضيل من الإسماعيلي للأهلي وبالطبع كان التقرير موجهًا "لتسخين" جمهور نادي اللاعب سواء كان ذلك ضد إدارة النادي أو اللاعب لعرقلة الصفقة، وفي الوقت ذاته لم أر أي تقارير لنفس البرنامج أو مقدمه عندما انتقل هاني سعيد من الإسماعيلي للزمالك، أو إبراهيم صلاح من المنصورة، أو حتي مفاوضات الزمالك الأخيرة مع الثنائي "حسني عبد ربه، المعتصم سالم"، نريد حيادا واحتراما وعدم تعصب وطرح الأمور بمكيال واحد.. إذا كان ذلك هو حال الإعلام بالتأكيد سينعكس ذلك علي الجماهير، فلا يجب أن تقود الجماهير الرسالة الإعلامية، ولكن يجب أن يكون الإعلامي هو الموجه والقائد دون أغراض شخصية أو عُقد نفسية، وكل الأسي والحزن عندما أري الجمهور هو من يطالب الإعلامي بعدم التعصب، وأري اتهامات الإعلامي للجماهير بأنها سبب التعصب!