وذلك من خلال تفريغ المكالمات والرسائل المتبادلة بينهم. فقد حمل سامي شهاب اسمين حركيين وهما (ابو زور) و (منير)، وناصر خليل (عطوة) وعز فهمي الطويل (خضر) وايهاب السيد (مروان) ونصار جبريل (علي الغزاوي) ومسلم اسماعيل (تاجر). تعتبر حركة الاخوان المسلمين التي لم تكن تعاني في سنواتها الاولي اية معوقات او مطاردات من جهة اجهزة الامن هي اولي الجماعات التي وضعت نظام اطلاق اسماء حركية علي اعضاء تنظيماتها وتحديد النظام الخاص، فحمل قائده عبد الرحمن السندي اسم رقم (1) يليه احمد زكي حسن رقم (2) ومحمود الصباغ رقم (3) وكانت الاوامر التنظيمية الموجهة الي اعضاء التنظيم تحمل توقيعات بهذه الارقام فقط وكثيرا مالا يعرف هؤلاء شخصية صاحب الرقم من الاصل. ثم عاد استخدام الاسماء السرية ليظهر في عهد الرئيس السادات الذي شهد عهده تأسيس التنظيم الدولي للاخوان وتكشف المراسلات الاخوانية بين اطراف هذا التنظيم اسماء حركية فعمر التلمساني كان يحمل اسم (ابو عابد) اما مصطفي مشهور فحمل اسم (ابو هاني) ومهدي عاكف (ابو احمد) بينما حمل حسن الهويدي المراقب السابق للاخوان في سوريا اسم (ابو محمد) وحمل توفيق الواعي الداعية الاخواني الاشهر في الكويت اسم (ابو عماد). كما اخترع الاخوان المسلمون فكرة الاسماء الحركية المؤقتة وهي التي تتعلق بمهمة محددة يقوم بها القيادي الاخواني او عضو مكتب الارشاد بالإرسال الي قيادات التنظيم الدولي بالخارج حيث يكون الاسم مشتقا عادة من طبيعة مهمته فيظل حاملا هذه الاسم الحركي طوال مدة ادائه للمهمة بين قيادة الجماعة واعضاء مكتب الارشاد في مصر اثناء الاشارة اليه والحديث عن مهمته بغرض اخفائها عن الاجهزة الامنية. اما اشهر الاسماء الحركية علي الاطلاق في تاريخ الجماعات الاسلامية فهو "ظافر" وهو الاسم الذي حمله خالد الاسلامبولي والذي اختاره خالد ليحمل معني امنية نجاحه في عملية اغتيال الرئيس السادات ونجاح الاسلامبولي في النجاة كما تمت تسمية الرئيس السادات فرعون وفي نفس الفترة كان لعبود الزمر وابن عمه طارق الزمر الهاربين اسمان حركيان هما منصور لعبود و"ابو الفدا" لطارق. وتسود الاسماء التي تحمل معني اسلاميا في استخدام اعضاء الجماعات الاسلامية للاسماء الحركية من الاخوان وحتي القاعدة، وتحمل في الوقت نفسه اشارة الي شخصية صاحبها فأبو ايوب المصري احد قادة تنظيم القاعدة هو مصري ولكن في الوقت نفسه يمكن ان يحمل نفس الاسم شخص آخر تماما وغير مصري. وامتد استخدام الاسماء الحركية الي التسعينيات، خاصة انها اثبتت فاعلية شديدة فرفاعي طه احد قادة تنظيم الجهاد كان يستخدم اسم عبد التواب طيلة وجوده في مصر واستخدمه في عقد قرانه علي زوجته. فقد تضمنت احدي اشهر العمليات الارهابية في تاريخ الجماعات الاسلامية في مصر وهي قضية اغتيال الشيخ الذهبي التي قامت بها الجماعة المعروفة اعلاميا باسم التكفير والهجرة كما أن هناك اسما حركيا شهيرا مازال اعضاء الجماعات الاسلامية يتذكرونه وهو "زامل" الاسم الحركي الذي حمله ماهر عبد العزيز بكري ابن شقيقة شكري مصطفي والمتهم الاول في القضية. ومازال المنتمون واعضاء التنظيمات الارهابية يستخدمون هذه الاسماء خاصة في غرف الدردشة علي شبكة الانترنت وهو ما كشفته تحريات اجهزة الامن المتعلقة بتفجيرات الحسين في 2009 والتي قام بتنفيذها احد التنظيمات الارهابية التي تم تكوينها عبر الانترنت حيث ثبت ان المتهمين الذين كانوا يتواصلون عبر غرف الشات قد استخدموا عدة اسماء حركية فيما بينهم فحمل حازم مصطفي اسمي ابو يوسف والكناني وحمل فاروق طاهر اسم ابو مصعب البلجيكي وامتد استخدام الاسماء الحركية الي السجون التي جمعت الآلاف من اعضاء جماعتي الجهاد والجماعة الاسلامية، فحاجة الجماعة الي السرية داخل السجن كانت بنفس الدرجة تقريبا ففي السجن كل شيء ممنوع والكل خائف من الرقابة وبالتالي فالشفرة هي اللغة السائدة . فمازال اعضاء الجماعة الاسلامية الخاصة يتدرون باول شفرة عزفتها الجماعة الاسلامية في المعتقلات. فقد اطلق معتقلو الجماعات علي مأمور السجن في استقبال طره العمدة اما الشاويش فأسموه الاصفر نسبة الي لون ملابسه وابو طاقية والمخبر اسم الملكي والسجين الجنائي اسم الازرق نسبة الي لون ملابسه. عندما يتم اعتقال اعضاء من تيارات اسلامية مختلفة كالجماعة الاسلامية والجهاد في زنزانة واحدة او عنبر واحد مثلا فقد كان اعضاء الجماعة الواحدة يستخدمون اسماء حركية لاعضاء الجماعة الاخري للتحذير كإطلاق اعضاء الجماعة الاسلامية اسم ابو يقظان علي اعضاء التكفير والهجرة كما حدث في استقبال طره حيث يقوم العضو بتنبيه زميله الي ابو يقظان ليفهم ان هناك من لا يجب ان يسمع كلامهما دون ان يفهم عضو التكفير والهجرة انه المقصود. وقد عانت المخابرات الامريكية في ملاحقتها لقادة تنظيم القاعدة في العالم كله بسبب استخدام قادة القاعدة وكوادرها عدة اسماء حركية يجري استبدالها في اوقات متقاربة وفي نفس البلد الواحد دون ان يستطيع احد اكتشاف الشفرة التي تفسر كيف يتم تغيير هذه الاسماء ومعرفة اعضاء التنظيم بشخصية قادتهم رغم تبدل الاسماء باستمرار، حتي ان المخابرات المركزية الامريكية قد وقعت في خطأ نقلته جميع وكالات الانباء اوائل الشهر الماضي عندما اعلنت عن مقتل عمر البغدادي امير دولة العراق الاسلامية التي اسسها تنظيم القاعدة اثناء القصف الامريكي لاحد المعسكرات ومعه ايوب المصري مسئول القاعدة في بلاد الرافدين واسمه الحقيقي محمد شريف هزاع في الوقت الذي كان هزاع موجودا تحت اعين الاجهزة الامنية في مصر وهو الخطأ الذي تراجعت عنه المخابرات الامريكية بعد ذلك لتعلن ان من تم القضاء عليه هو شخص آخر تماما اسمه عبد المنعم عز الدين البدوي حمل عدة اسماء حركية منها ابو ايوب المصري وابو حمزة المهاجر وعبد الرحمن المهاجر ويوسف الدرديري ويوسف حداد لبيب وابراهيم المصري وكريم المصري وابو تراب وابو يحيي، ليظهر ان سر الخلط بين الاثنين هو ان كليهما كان يحمل اسما حركيا واحدا، كما كشف ابو فضل القمري سكرتير تنظيم القاعدة في كتاب يحمل اسم "اجيال القاعدة" من باب التفاخر انه قد حمل في اثناء مطاردة المخابرات الامريكية له 17 اسما حركيا لم تستطع المخابرات كشف أي منها.