سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المصرى اليوم» تنشر نص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية «خلية حزب الله» الأسماء الحركية ل23 متهماً حالت دون القبض عليهم.. وتسببت فى تأخر إحالة القضية للمحاكمة
تنفرد «المصرى اليوم» وعلى مدار الأيام المقبلة بنشر نص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى أكبر قضية سياسية عرفتها مصر طوال السنوات الماضية، وهى قضية «خلية حزب الله»، التى كانت «المصرى اليوم» أول من كشف عنها وعن بدء التحقيق مع المتهمين فيها أوائل شهر أبريل الماضى، وتناقلته بعدها وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية. وتشهد محكمة أمن الدولة طوارئ فى 23 الشهر الجارى، أولى جلسات محاكمة 22 متهماً فى القضية، إضافة إلى أربعة هاربين ستتم محاكمتهم غيابياً، بعدما كان عددهم فى بداية التحقيقات، وبحسب إعلان المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، 49 متهماً، إلا أن الأسماء الحركية ل23 متهماً حالت دون القبض عليهم من جانب أجهزة الأمن المصرية، وهو السبب الحقيقى وراء تأخر قرار إحالة القضية إلى المحاكم، بحسب مصادر رسمية. تقع التحقيقات التى استمرت لأكثر من شهرين فى نحو ثلاثة آلاف ورقة، احتل فيها محمد يوسف أحمد يوسف، اللبنانى الجنسية، المعروف باسم سامى شهاب، المقدمة بصفته المتهم الأول، وناصر خليل أبوعمرة، فلسطينى الجنسية، المرتبة الثانية، ثم نمر فهمى الطويل، فلسطينى الجنسية، وإيهاب السيد موسى، مصرى الجنسية من بورسعيد، وحسن السيد المناخيلى، مصرى الجنسية من بورسعيد، وهم الخمسة الكبار فى القضية، وقد جاءت اعترافاتهم أمام النيابة لتؤكد صلة باقى المتهمين فى القضية، كما شهد ملف التحقيقات جميع المكالمات الهاتفية والمكاتبات التى تمت بين عناصر الخلية سواء مع باقى المتهمين أو مع قيادات حزب الله فى لبنان، ومنهم المتهم الهارب محمد قبلان، الذى رفضت السلطات اللبنانية الإدلاء بأى معلومات عنه للسلطات المصرية، وعما إذا كان هذا الاسم حركياً أم حقيقياً، واكتفت السلطات اللبنانية بالقول إن قبلان اسم غير موجود فى لبنان، وقد يكون اسماً مزوراً تم استخدامه من قبل ضباط حزب الله، وقبلان أحدهم، الأمر الذى رجحت صحته السلطات الأمنية المصرية، نظراً للتسيب الأمنى الكبير الذى تشهده لبنان بسبب الصراعات التى تشهدها الساحة اللبنانية مما جعلها مقراً ثابتاً لأجهزة مخابرات معظم دول العالم. وشملت أيضاً التحقيقات جميع المكاتبات على أجهزة الكمبيوتر التى تمت بين جميع عناصر التنظيم التى كشفت عن اعترافات كاملة عن وجود أسلحة وذخائر، وعلاقة التنظيم ببعض الدول الأخرى، وستقوم «المصرى اليوم» بنشره كاملاً وقيمة الشيكات المحولة من حزب الله والأموال المضبوطة والشفرات المتفق عليها بين المتهمين والتقارير الطبية التى أثبتت عدم تعرض أى منهم للتعذيب أو الضغط أو الإكراه. بدأ التحقيق مع محمد يوسف أحمد منصور «38 عاماً»، الشهير بسامى شهاب، فى القضية التى حملت رقم 284 لسنة 2009، حصر أمن دولة عليا، فى يوم 4 أبريل الماضى، وسجل التحقيق أن وظيفته هى مسؤول ملف مصر فى حزب الله اللبنانى، وأن محل إقامته هو الضاحية الجنوبية، بيروت، لبنان، وكشف التحقيق عن أن واقعة القبض على شهاب تمت فى موقف مدينة السلام، وذلك حسبما أوردت مذكرة تحريات مباحث أمن الدولة للمقدم سامى محمد إبراهيم، بعد أن أصدر وزير الداخلية قراراً باعتقاله، وتم ضبط عدد من أجهزة المحمول وعدد من الشرائح لشركات متعددة، وكاميرا ديجيتال ولاب توب وجواز سفر لبنانى باسم سامى هانى شهاب رقم 1341342، ومبالغ مالية دولارية ومصرية، وبعد اصطحابه إلى مقر الاحتجاز، تبين اعتناقه للمذهب الشيعى منذ نشأته، حيث كانت أسرته من معتنقى المذهب الاثنى عشرين ويشارك عناصر المذهب فى جميع أنشطتهم بلبنان، وخلال نهاية السبعينيات وعقب الاجتياح الإسرائيلى، انتقل مع أسرته لمدينة بيروت، وفى منتصف الثمانينيات انضم لفصائل التعبئة العامة التابعة لحزب الله اللبنانى، وتلقى جميع التدريبات العسكرية التى أهلته للمشاركة فى العديد من العمليات العسكرية وأعمال المقاومة ضد الجيش الإسرائيلى، وتدرج بأوساط ميليشيات الحزب حتى تم ضمه إلى القوات الخاصة وأصيب فى إحدى المعارك بإصابات سطحية. ومع أوائل التسعينيات - كما يحكى شهاب - تم نقله إلى العمل الميدانى بفصائل الاستطلاع التابعة لحزب الله، خاصة عقب توقيع اتفاق دمشق بين قيادات الحزب وحركة أمل الشيعية تحت رعاية الحكومة السورية، وشارك فى العديد من عمليات الاستطلاع ضد القوات الإسرائيلية. تم اكتشاف إصابته بقصور فى الشريان التاجى بالقلب وإقصاؤه من العمل الميدانى، وتم إلحاقه بالوحدة 1800 المعنية بدعم ومتابعة القضية الفلسطينية من خلال دول الطوق، وهى: مصر وسوريا والأردن ولبنان، وتلقى العديد من التدريبات على الأعمال الاستخباراتية التى تؤهله لمتابعة مهام الوحدة المشار إليها، والتى أبرز أهدافها هو دعم القضية الفلسطينية وتركيز عمل الوحدة على جمهورية مصر العربية، باعتبارها الباب الرئيسى للأراضى الفلسطينية، وتحديد طرق جمع المعلومات، وكيفية تقييم مصدر المعلومات وإلقاء النظر على المراكز التنظيمية بمصر ووسائل الاتصال بالعناصر المتعاونة مع حزب الله، وأماكن تجمعهم والمهام الموكلة إليهم، وسبل دعمهم فى تحركاتهم، وأشار شهاب عقب الإدلاء بهذه الأقوال عن التعريف بنفسه وبالمهام الموكلة إليه إلى أحد قيادات الوحدة، وهو محمد قبلان، وقال إنه المنوط به متابعة عناصر حزب الله بمصر، حيث استأجر شقة بمنطقة الدقى وشارك فى عدة لقاءات جمعتهما بعناصر التنظيم، وهم - حسب نص التحقيقات: الفلسطينى ناصر أبوعمرة، والاسم الحركى له عطوة، والفلسطينى نمر الطويل، والاسم الحركى له خضر، وإيهاب السيد، والاسم الحركى له مروان، ومحمد شلبى، والاسم الحركى له سعيد، وسعيد عبدالرحمن، بدون اسم حركى، مشيراً إلى أن محمد قبلان اصطحبه لبعض الجولات بالميادين الرئيسية بالمنطقة المركزية والشوارع الرئيسية لمتابعة أنشطة العناصر المتعاونة مع حزب الله عقب عودته لدولة لبنان من خلال الاتصالات المشفرة بينهما عبر شبكة المعلومات الدولية، مع إعداده تقارير بذلك لعرضها على قيادات الوحدة 1800، ومعاودة التردد على العمل مع قبلان لتنظيم عمل العناصر المتعاونة معهم، حيث تم تكليفهم بإعداد دراسة ديمجرافية لمنطقة سيناء، خاصة مدينة رفح المصرية، تشمل الشوارع الرئيسية والمحال والمطاعم ومعرفة العائلات ذات الثقل بالمنطقة، وذلك من أجل إعداد برامج تدريبية لعناصر الحزب بالبلاد لتفعيل مشاركاتهم، وذلك على كيفية جمع المعلومات والتواصل إلكترونياً عبر شبكة المعلومات الدولية، وعن طريق الشفرة المتبعة. وعن التكليفات لعناصر الخلية، قال شهاب: صدرت تكليفات لناصر أبوعمرة بشراء قطعة أرض بمنطقة رفح لاستغلالها فى أعمال الرصد ويمكن حفر أنفاق فيها إلى داخل الأراضى الفلسطينية يمكن استغلالها فى تهريب الأشخاص والأسلحة إلى داخل فلسطين ودعمها مادياً، وأيضاً شراء سيارة نقل تستغل فى نقل الأسلحة والمتفجرات. قيام المدعو محمد شلبى ومسعد عبدالرحمن بالاستفسار عن أسعار مراكب الصيد وخطوط سير رحلات الصيد، سواء بالبحر المتوسط أو البحر الأحمر، وتوفير طاقم بحارة، وشراء أحد المراكب لاستخدامه فى تهريب الأسلحة والذخائر من السودان أو إريتريا للأراضى المحتلة لدعم فصائل المقاومة المختلفة داخل فلسطين، ثم لقاء بين القيادى محمد قبلان بالمدعو إيهاب السيد بمحل تجارة الجلود فى شارع ممفيس، وذلك لمتابعة نشاط الأخير فى استقطاب عناصر جديدة وتحديد النقاط التى يمكن من خلالها استخدام هؤلاء فى دعم حركة الحزب داخل مصر. وأكد شهاب أن قبلان قام بالسفر إلى مدينة العريش ومنها إلى رفح من أجل الاتفاق مع بعض العناصر لتوفير الأسلحة والذخائر مستقبلاً وقيامه بدفع أموال لعدد من العناصر للاطلاع على بعض المعلومات الخاصة بالتواصل مع بعض المسؤولين الصغار فى عدد من الموانئ لمعرفة مواقيت رحلات الصيد، وأيضاً كشف شهاب عن أن قبلان ومن خلال تواصله إلكترونياً مع ناصر أبوعمرة قام الأخير بترشيح شقيقه نصار الذى يدرس فى الأزهر بإمكانية استغلاله فى استقطاب بعض الدارسين بها حيث قام المذكور بإمداده بما يسمى الملف الفردى الذى يستغل فى تقييم المرشحين وتلقين مراسلات من نصار جبريل الذى يحمل اسم حركياً على الغزاوى وتحتوى على بيانات وأسماء ثلاثة مرشحين من معارفه الفلسطينيين الدارسين بالبلاد. لافتاً إلى استمرار دخول جبريل وقبلان إلى البلاد بجوازات سفر مزورة واستأجرا شقة سكنية بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة لمتابعة أعمالهما التنظيمية التى تمثلت فيما يلى: 1- التقاؤهما مع العناصر السابق ترشيحها للتعارف من قبل جبريل ومنهم الفلسطينى محمد حسين وذلك بمدينة 6 أكتوبر ومحاولة جذب تعاطفه وإثارة حماسه، لكن الأخير طالبهما بتوثيق علاقتهما بحركة حماس، ولم يعترفا له بانتمائهما إلى حزب الله. 2- ترددهما على مدينة العريش والتقاؤهما بالمدعو نصر أبوعمرة، الذى قام بتدبير لقاء بشقيقه، ولكن الأخير رفض الانضمام إليهم رغم تأييده لأعمال المقاومة. 3- طلب شراء عدة منازل على الحدود المتاخمة لغزة وتوسيع عمليات الرصد لعرب 48 وشراء مراكب صيد من أجل استغلالها مستقبلاً فى تنفيذ بعض المخططات، ومنها نقل أسلحة وذخائر إلى المقاومة عن طريق البحر فى غزة. 4- التعرف على تجار السلاح من البدو، وتوطيد العلاقة بهم من أجل توفير أسلحة وذخائر وشراء عدد من السيارات من أجل حمل الأسلحة والمتفجرات فيما بعد. وأكد شهاب أن القيادى قبلان التقى بأحد العناصر الفلسطينية من كتائب شهداء الأقصى ويدعى أبوحسين على، كان قد انضم فى السابق إلى الوحدة 1800 بحزب الله، وسافرا إلى مدينة رشيد من أجل شراء مركب صيد والتقيا بالمدعو سعد عبدالرحمن. غداً تفاصيل اللقاءات السرية من أجل الاتفاق على شراء الأسلحة والذخائر